
بدأ تنفيذ مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، الخطوة الطموحة، لإنشاء خط سكك حديدية تمتد من جنوب العراق إلى شماله في عام 2024، ومن المقرر أن ينتهي العمل به بحلول عام 2028، ويعد هذا المشروع جزءًا من رؤية العراق الاستراتيجية لتعزيز موقعه كلوجستي رئيسي في المنطقة، حيث سيربط بين ميناء الفاو الكبير على ساحل الخليج العربي ومنفذ فيشخابور الحدودي في شمال العراق المتاخم لتركيا.
مشروع طريق التنمية الاستراتيجي
يعد مشروع طريق التنمية الاستراتيجي وسيلة لفتح آفاق الشراكة والاستثمار في مجالات النقل والموانئ، وقد تم استقبال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يوم أمس الأحد، وزير المواصلات القطري محمد بن عبد الله آل ثاني، وذلك لتعزيز التعاون الثنائي في قطاع النقل والمواصلات، وتصل تكلفة المشروع حوالى 17 مليار دولار.
مدة تنفيذ المشروع
بدأ العمل في المشروع عام 2024، ومن المقرر أن يستمر حتى عام 2028، ويتضمن المشروع إنشاء سكة حديدية تمتد من ساحل الخليج العربي عند ميناء الفاو الكبير جنوب العراق، وصولاً إلى منفذ فيشخابور شمال العراق بالقرب من الحدود التركية، ويبلغ طول السكة الحديدية المخطط لها حوالي 1,175 كيلومترًا، بينما يصل طول الطريق البري بين الفاو وفيشخابور إلى 1,190 كيلومترًا، وبذلك، سيوفر هذا المشروع ممرًا لنقل السلع والموارد من دول الخليج عبر العراق، ثم إلى تركيا وأوروبا.
مواصفات المشروع وأهميته الاقتصادية
- الطول: يبلغ طول الخط الحديدي حوالي 1,175 كيلومترًا، بينما يصل طول الطريق البري الموازي له إلى 1,190 كيلومترًا.
- المسار: يبدأ الخط من ميناء الفاو، الذي يُعد أحد أكبر الموانئ في المنطقة، مروراً بالمدن العراقية الرئيسية، وصولاً إلى منفذ فيشخابور، الذي يشكل بوابة عبور إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.
- الأهداف:
- تسهيل نقل البضائع بين دول الخليج وأوروبا عبر العراق، مما يقلل زمن الشحن والتكاليف مقارنة بالطرق التقليدية.
- تعزيز التجارة الإقليمية وجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال النقل والخدمات اللوجستية.
- تنشيط الاقتصاد العراقي عبر خلق فرص عمل وتطوير البنية التحتية.
الانعكاسات الجيوسياسية والاستراتيجية لمشروع طريق التنمية الاستراتيجي
يأتي هذا المشروع في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري بين آسيا وأوروبا، مما يمنح العراق دورًا محوريًا في طريق الحرير الحديث. كما أنه سيسهم في تقليل الاعتماد على الممرات البحرية التقليدية، مثل قناة السويس، لا سيما في ظل التحديات الجيوسياسية في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، ستعزز هذه الشبكة من التكامل الاقتصادي الإقليمي، حيث يمكن أن تصبح العراق جسراً برياً يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا وأوروبا، مما قد يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الطاقة والنقل والتجارة.
التحديات والمستقبل
رغم الطموحات الكبيرة، يواجه المشروع تحديات مثل تأمين التمويل الكامل واستكمال البنية التحتية في بعض المناطق، بالإضافة إلى الاستقرار الأمني. لكن في حال اكتماله بنجاح، فمن المتوقع أن يحول العراق إلى مركز لوجستي عالمي، مما سيسهم في انتعاش اقتصاده ويعزز مكانته الإقليمية.
بهذا المشروع، لا يكون العراق قد خطا خطوة كبرى نحو تطوير بنيته التحتية فحسب، بل قد يصبح أيضاً حلقة وصل حيوية في شبكة التجارة الدولية بين الشرق والغرب.
اقرأ أيضًا.. المديرية العامة للجوازات توضح.. تمديد الزيارة العائلية المتعددة