محمد أحمد كيلاني
لقد كان مسرح فيكتوريا مركزًا ترفيهيًا رئيسيًا في نيويورك، وقد افتتحه “أوسكار هامرشتاين الأول” في نهاية القرن التاسع عشر، وتم بناء مسرح “سقف الجنية” (Paradise Roof Garden) فوقه لاحقًا، وتم دمج المسرحين باسم هامرشتاين، وذلك من عام 1904 إلى عام 1914، وقد أدار ويلي هامرشتاين، أبن أوسكار، المكان وقدم عروضًا شهيرة جدًا، وكان من أشهر العروض هو لسوزان كيلي، والمعروفة أيضًا باسم سوبر سو (Sober Sue)، المرأة التي لا تبتسم، وهي موضوع حديثنا في هذا المقال من مستبشر.
حكاية المرأة التي لا تبتسم
منذ صيف عام 1907، بدأت الفنانة الملقبة بسوبر سو، بالظهور على خشبة مسرح “سقف الجنة”، وكانت تسمى “بالفتاة التي لم تضحك قط، وقدم منتجو المسرح جوائز نقدية لمن يتمكن من أن يجعل سوبر سو أو سوزان كيلي، تبتسم.
وكانت المسابقة هي أنه إذا تمكن شخص ما من جعل كيلي تبتسم، فسيحصل على جائزة قيمتها 100 دولار، وإذا استطاع أن يضحكها، فسيحصل على عشرة أضعاف المبلغ.
محاولات لاضحاك المرأة التي لا تبتسم
في البداية، كان الجمهور يصعدون على خشبة المسرح ويصنعون وجوهًا مضحكة أو يلقون أفضل النكات، لكن لا أحد، ولا شيء جعل “سوبر سو” تبتسم.
وهذا ما جعل الكوميديون المشهورون يدخلون التحدي المتمثل في الحصول على ابتسامة من الشابة، ولكن حتى هؤلاء حاولوا دون جدوى.
محاولة لتفسير عدم ابتسام سوزان كيلي
لقد تم تداول العديد من النظريات والقصص في محاولة لتفسير سبب بقاء وجه “سوبر سو” دائمًا بشكل صارم وجاد، وقال البعض إنها كانت كفيفة أو صماء جزئيًا، وتم الكشف عن الحقيقة وراء ما كان يحدث للفتاة، ففي عام 1907، أصيبت الفتاة بشلل في عضلات وجهها، وهذا هو السبب في وجهها الصامت والتعيس.
وكان ويلي هامرشتاين، الذي يدير حديقة بارادايس رووف أو سقف الجنة، يعرف ما كان يحدث للممثلة واستفاد منها ماديًا، وكان يدفع لها 20 دولارًا في الأسبوع، وهو راتب لم يكن سيئًا في ذلك الوقت، وكانت العروض مربحة حيث تمكن هامرشتاين من جذب كبار الكوميديين لتقديم عروضهم مجانًا، وهي حيلة ذكية، وبعد أن تم الكشف عن الحقيقة، تم مُحاكمة رجل الأعمال ولم يغفر له الكوميديون أبدًا.
ويُقال أن كيلي عانت من “متلازمة موبيوس” وهي حالة نادرة تُسبب ضعف، وشلل أعصاب قحفية متعددة، ومع ذلك، لا يوجد أي دليل على أن هذا كان حقيقيًا.
إرث فني للمرأة التي لا تبتسم
لقد تركت سوبر سو إرثًا للفن والترفيه، واستمر استخدام إسمها كاستعارة لوصف ردود الفعل العامة، فعلى سبيل المثال، وصفت بعض المراجعات عن المسلسلات الكوميدية بأنها مضحكة لدرجة أنها “قد تجعل حتى سوزان كيلي تضحك”.
وفي العموم، لا يوجد الكثير من المعلومات الملموسة حول مرض سوزان كيلي، فليس معروفًا حتى ما إذا كانت تُعاني حقًا من شلل في الوجه، أم أن ذلك كان مجرد حكاية خيالية، أو تكهنات، ويقال أيضًا أنه على مر التاريخ اعتمدت نساء أخريات اسم ودور “سوبر سو” للاستفادة من الاسم ونفس الفعل.
أقرأ أيضاً.. “لي ميلر” المُراسلة الحربية التي غَفت على فراش هتلر