في خطوة تعزز من مكانة التراث الثقافي العربي عالميًا، أعلنت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع جمهورية مصر العربية عن نجاح تسجيل آلة السمسمية الموسيقية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، وجاء هذا الإعلان خلال الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي، التي انعقدت بمشاركة دولية واسعة.
السمسمية.. تاريخ عريق ورمز ثقافي
السمسمية، التي يعود تاريخها لقرون طويلة، تعد واحدة من أبرز الآلات الموسيقية التقليدية في المجتمعات الساحلية بالجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وتُصنع الآلة من صندوق خشبي أو وعاء وتُشد عليه أوتار، لتصدر أنغامًا تعكس أجواء البحر وحياة البحارة، إلى جانب رواية القصص الشعبية التي تمثل تجاربهم في السفر والصيد.
دور المملكة العربية السعودية في تسجيل التراث
قدمت المملكة الدعم الكامل للطلب المصري لإدراج السمسمية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، في تأكيد على التعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين، وتبرز هذه الخطوة كجزء من جهود المملكة في تعزيز تراثها الثقافي عالميًا، حيث سبق تسجيل عناصر مثل:
- الخط العربي: بفنونه المتعددة وتاريخه العريق.
- نخيل التمر: الذي يُعد جزءًا من هوية المنطقة.
- السمسمية في المناسبات الاجتماعية
لطالما كانت السمسمية جزءًا من المناسبات الاجتماعية في السعودية ومصر على حد سواء، حيث يتم عزفها في الأفراح والمهرجانات، إلى جانب الأغاني التي تروي حكايات البحارة ومغامراتهم، وهذه الألحان والأغاني ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل تعكس تقاليد عميقة تعبر عن روح الجماعة والتماسك الاجتماعي.
فوائد تسجيل السمسمية في قائمة التراث
إن إدراج السمسمية ضمن قائمة اليونسكو لا يعني فقط حفظها كجزء من التراث، بل يشمل أيضًا:
- تعزيز الهوية الثقافية: حيث تسهم في إحياء التراث وجعله جزءًا من الحياة اليومية.
- جذب الانتباه الدولي: من خلال التعريف بأهمية الآلة ودورها الثقافي.
- تشجيع الأجيال الجديدة: على تعلم العزف عليها والمحافظة على إرثها.
التعاون الثقافي بين السعودية ومصر
يعكس هذا الإنجاز التعاون الوثيق بين المملكة ومصر في مجالات الثقافة والتراث، حيث يشترك البلدان في الكثير من القيم والتقاليد، ويمثل نجاح تسجيل السمسمية نموذجًا للتكامل الثقافي بين الدول العربية، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي مع العالم.
التراث الثقافي.. رسالة للمستقبل
تعد السمسمية أكثر من مجرد آلة موسيقية؛ فهي جزء من الهوية الثقافية التي تنتقل من جيل إلى آخر، وتأتي خطوة تسجيلها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي كإشارة واضحة إلى أهمية المحافظة على التراث وإحيائه، ليظل حيًا في الذاكرة الجماعية للأمة العربية.
أقرأ أيضًا.. فن الأهليل الشعبي.. تراث ثقافي عريق
