شامة إسماعيل
مستبشر يناقش معكم في هذا الموضوع أحد أهم اللغات في العالم، وهي أيضًا من اللغات المتواجدة مُنذ القَدم، وفي الهند تحديدًا يتم استعمالها في الطقوس البوذية، والهندوسية والجاينية، ولها موقع مشابه للغة اللاتينية في جنوب شرق آسيا والهند ولها مركز في التقليد الهندوسي وهي أحد اللغات الاثنين وعشرون الرسمية في الهند، وهي اللغة السنسكريتية.
اللغة السنسكريتية
السنسكريتية ما زالت متواجدة حتى الآن في الهند، كما ذكرنا، ويستعملونها في المعابد ويسمحون فقط لكهنة البراهما بقراءة نصوصها، وفي الماضي تواجدت في الأدب الهندي لغتي البالي والبراكيت المُتفرعتين من السنسكريتية، وكذلك تواجدت أيضًا في الأدب البنغالي.
ويوجد العديد من اللغات الهندية الآرية القديمة وأقدم لغة فيها هي الفيدية الموجودة في نصوص تُسمى “ريج فيدا”.
اللغة السنسكريتية الفيدية واللغات القديمة
في شبه القارة الهندية تفاعلت السنسكريتية الفيدية مع اللغات القديمة المتواجدة مسبقًا، وأخذت منها أسماء الحيوانات والنباتات.
وأثَّرت “لغات الدرافيدي” على علم الأصوات والنحو في السنسكريتية.
وهنالك السنسكريتية الكلاسيكية، وتحتوي عن شكل نحوي دقيق، وظهرت في منتصف الألفية الأولى قبل ميلاد المسيح، وقد تم وضعها في القواعد النحوية القديمة.
وأصبحت السنسكريتية مرتبطة بالتقاليد، لذلك توقف تعلمها كلغة أولى، وبعد ذلك توقفت كلغة حية عن التطور بالطبع.
من الذي سلط الضوء على اللغة السنسكريتية؟
مكتشفها هو” وليم جونز” المستشرق والفقيه البريطاني، وهو الذي أنشأ الجمعية الآسيوية في سنة 1784 وتولى رئاستها.
ويرى جونز أن السنسكريتية واليونانية واللغات اللاتينية لها جذور مُشتركة ويرى أنهم على صلة باللغة القوطية، وكذلك اللغة الفارسية القديمة.
وتتفرع تلك اللغات من أصل ومصدر واحد، وتتشارك في ذلك مع السنسكريتية، وأيضًا اللغة الفارسية القديمة يمكن إضافتها إلى نفس العائلة.
احتفال الهنود باللغة السنسكريتية وتاريخ نشأتها
يحتفل الهنود بالسنسكريتية في جميع أنحاء البلاد لكونها أول لغة منطوقة كما أن لها أهمية في التاريخ القديم للهند ومن أجل تعزيز إحياء هذه اللغة والحفاظ عليها.
وفي الماضي قررت حكومة الهند الاحتفال بالسنسكريتية، ويُعتقد البعض أن السنسكريتية هي لغة من العائلة الهندوآرية، والتي يُقال إنها نشأت قبل ما يزيد عن 3500 عام،
ويُعتقد أيضًا أن السنسكريتية قد نشأت في الألفية الثانية قبل الميلاد، والآن يتم تصنيفها كلغة كلاسيكية، ويتم دراستها في بعض الدول خارج الهند، وذلك من أجل الدراسات القديمة، والتي تتطلب معرفة تلك اللغة التي تُعد من الأقدم في جميع الحضارات التاريخية.
لغة جذبت الغربيون
لقد أثارت السنسكريتية إعجاب بعض الأوروبيين، فقد وصل ويليام جونز، إلى الهند في عام 1783 كقاض في المحكمة البريطانية العليا في مدينة كالكوتا، وقام بترجمة أعمال الكاتبة السنسكريتية “أبهيجانا شاكونتالا” وأيضًا إلى جيتا جوفيندا جوديفا، وتَرجم أعمال جونز مانو سمريتي إلى الإنجليزية.
مراحل السنسكريتية
ولأنها تعتبر الأساس لكثير من لغات الهند الحديثة فقد قسمها المتخصصون إلى مرحلتين تاريخيتين.
المرحلة الأولى كانت بين القرن السادس عشر والرابع قبل الميلاد، وسُميت سنسكرتية فيدية
(وفيدا) تعني أقدم الكتب المقدسة الهندوسية.
أما المرحلة الثانية وهي مرحلة السنسكريتية الكلاسيكية فبدأت من القرن السادس قبل الميلاد وامتدت إلى نحو القرن الحادي عشر الميلادي.
وأخيرًا إن السنسكريتية هي واحدة من أقدم اللغات في العالم ولا تزال قائمة حتى اليوم، ويعود تاريخها إلي آلاف السنين ولها تقدير واحترام في جميع أنحاء شبه القارة الهندية وينظرون لها على أنها ثقافة هندية، وكلمة سنسكريتية معناها “متقنة الصنع”، وهو مصطلح يجب أن يُقال على معظم الحضارات الإنسانية القديمة.
أقرأ أيضاً.. اللغات السامية.. خصائص ومميزات غصن اللغات الأفروآسيوية