كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسز” عن سر قدرة فراء الدببة القطبية على مقاومة تراكم الجليد، على الرغم من تحركها المستمر في بيئات شديدة البرودة. يعود الفضل في ذلك إلى مادة دهنية تُعرف بالزهم، تغطي فراء هذه الدببة وتمنع التصاق الجليد به. هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لتطوير مواد مضادة للتجمد في مجالات متعددة، مثل الطيران والطاقة المتجددة.
الدببة القطبية.. الزهم.. الحاجز الطبيعي ضد الجليد
الزهم هو مادة زيتية تفرزها الغدد الدهنية في العديد من الثدييات، بما في ذلك البشر. إلا أن تركيب الزهم في الدببة القطبية فريد من نوعه؛ حيث يتكون أساسًا من الكوليسترول، والدياسيلجليسيرول، والأحماض الدهنية. هذا المزيج الخاص يقلل بشكل كبير من قدرة الجليد على الالتصاق بالفراء، مما يضمن بقاء الدببة جافة ودافئة حتى في أقسى الظروف المناخية.
إمكانيات تطبيقية مستوحاة من الطبيعة
يُثير هذا الاكتشاف اهتمامًا واسعًا في الأوساط العلمية والصناعية. فهم كيفية منع الزهم الطبيعي لتراكم الجليد قد يؤدي إلى تطوير طلاءات ومواد جديدة صديقة للبيئة، تُستخدم في مجالات مثل الطيران، حيث يُعتبر تراكم الجليد على أجنحة الطائرات مشكلة خطيرة، وكذلك في صناعة الطاقة المتجددة، للحفاظ على كفاءة الألواح الشمسية والتوربينات في المناطق الباردة.
معرفة تقليدية تتوافق مع العلم الحديث
من الجدير بالذكر أن الشعوب الأصلية في القطب الشمالي، مثل الإنويت، كانوا على دراية بخصائص فراء الدببة القطبية منذ قرون. فقد استخدموا هذا الفراء في صناعة ملابسهم ومعداتهم، مستفيدين من قدرته الطبيعية على مقاومة الماء والجليد. هذا التوافق بين المعرفة التقليدية والاكتشافات العلمية الحديثة يُبرز أهمية التعلم من الطبيعة وتطبيق هذه الدروس في التكنولوجيا الحديثة.
نظرة مستقبلية.. مواد مضادة للتجمد مستوحاة من الدببة القطبية
مع استمرار البحث في خصائص فراء الدببة القطبية، قد نتمكن في المستقبل من تطوير مواد وطلاءات جديدة تحاكي هذه الخصائص الطبيعية. مثل هذه الابتكارات يمكن أن تُحدث ثورة في كيفية تعاملنا مع مشكلة تراكم الجليد في مجموعة متنوعة من الصناعات، مما يؤدي إلى حلول أكثر كفاءة واستدامة.
اقرأ أيضًا.. ماذا يمكن أن تعلمنا الدببة عن مرض السكري؟
