كائنات

وحوش المحيط.. كائنات ما قبل التاريخ المُرعبة

محمد أحمد كيلاني

بفضل تلك البقايا المتحجرة، تمكن العلماء في الحصول على صورة ومعلومات مفصلة جدًا لما كانت عليه الحياة في الماضي، وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك العديد من الأشياء التي يجب دراستها، إلا أننا نعلم أن المحيطات القديمة كانت تعج بالمخلوقات المرعبة ذات الأحجام الهائلة التي سيطرت على مياه الأرض في العالم القديم، فلنتعرف على وحوش المحيط المرعبة.

الرودهوكيتوس من وحوش المحيط

على غرار حيوان الفظ، عاشت هذه الحيتانيات قبل 46 و 77 مليون سنة، وتحديدًا خلال منتصف عصر الأيوسين، وتعتبر “الرودهوكيتوس” (Rodhocetus) مثال ممتاز على التحول التطوري للأنواع التي تتحرك مثل الأسماك في الماء.

وكانت لديه أطراف خلفية كبيرة وقوية وحوض طويل وضيق، مما يشير إلى أنه كان لا يزال متكيفًا جزئيًا مع الحياة على الأرض ويمكنه المشي على الأرض أيضًا، مثل أسود البحر في العصر الحديث، وتم العثور على حفريات الرودهوكيتوس في مصر وباكستان، وكذلك أماكن أخرى حول العالم، وقدمت معلومات قيمة حول التطور المبكر للحيتان وانتقالها من الأرض إلى البحر.

هابيليا أوبتاتا

على الرغم من أن حجمه لم يكن ضخمًا، إلا أنه بدا وكأنه وحش في صورة مُصغرة، فقد بلغ طوله حوالي 4 سنتيمترات فقط، ولكنه كان مفترسًا شرهًا للغاية، وله جسم مذهل ويتمتع بفم قوي ومزعج يسحق ضحاياه.

ومثل جميع مفصليات الأرجل، كان لدى “هابيليا أوبتاتا” (Habelia optata)، التي عاشت خلال العصر الكمبري الأوسط قبل 508 ملايين سنة، جسم مجزأ بهيكل عظمي خارجي وأطراف مفصلية.

وقد ذكر العلماء في بعض الأبحاث، أن ظهور وانتشار الحيوانات المقشرة يعتبر أحد السمات المميزة للانفجار الكمبري، وساعدت تلك المخلوقات في توضيح مدى أهمية هذا العامل البيئي في التنويع المبكر للرخويات والمفصليات.

الإكثيوصور

لقد عاشت هذه الرتبة من الزواحف البحرية الكبيرة في “العصر الترياسي السفلي” إلى العصر “الطباشيري الأعلى”، أي قبل 90 إلى 245 مليون سنة مضت، وكانت هذه المخلوقات التي تشبه الدلافين، لديها أجسادًا انسيابية وأنوفًا طويلة وأربعة زعانف كانت تستخدمها للسباحة، ويصل طول بعضها إلى 20 مترًا.

ولا عجب أن “الإكثيوصورات” (Ichthyosaurs) قد حكمت البحار خلال جزء من عصر الديناصورات، ولكنها انقرضت قبل انقراض الديناصورات غير الطيرية.

الموساسورس من أبرز وحوش المحيط في العالم القديم

مما لا شك فيه، أن “الموساسورس” أو الموزاصور (Mosasaurs) يجب أن يكون ضمن مجموعة وحوش المحيط الخاصة بمستبشر،

فقد جابت هذه المجموعة من الزواحف البحرية محيطات العالم، والتهمت كل شيء تقريبًا، بما في ذلك الموساسورسات الأخرى.

وكانت بعض أنواع الموزاصور هذه، من بين أكبر الحيوانات المفترسة في عصرها، حيث وصل طولها إلى 18 مترًا، وليس من المستغرب أن تنافس أجسادهم الطويلة والمنسقة فكيهم المذهلين.

فقد احتوى فكهم على العديد من الأسنان الحادة، التي تتغذى على الحبار والأسماك والزواحف البحرية الأخرى، وقد عاش الموساسورس خلال “عصر ماستريخت” في العصر الطباشيري (حقبة الدهر الوسيط)، قبل حوالى 70 مليون سنة مضت، وقد كانت من أبرز وحوش البحر في ذلك الوقت.

يريبتيريدس

كانت “اليريبتيريدس” (eurypterids) من العقارب البحرية التي يطلق عليها شعبيًا “مجموعة المفصليات المنقرضة” التي عاشت خلال “حقبة الباليوزويك”، من حوالي 467 إلى 248 مليون سنة مضت.

وقد ارعبت هذه العقارب البحرية المخيفة البحار لأكثر من 200 مليون سنة حتى انقرضت في نهاية “العصر البرمي”، وذلك على الرغم من أن معظمها كان صغيرًا نسبيًا (حوالي 20 سم)، إلا أن بعضها كان بطول 2.5 متر (تخيل عقربًا بحجم التمساح)، وكان له جسم مميز جدًا ومسطح وذيل طويل يستخدمونه للسباحة.

وقد تم العثور على هذه الحفريات لوحوش المحيط في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا، ويُعتقد أن أغلب وحوش البحار هذه قد عاشت منذ حوالي 248 مليون سنة، وواصلت سيطرتها حتى الانقراض الجماعي الكبير في نهاية العصر البرمي، والمعروف أيضًا باسم الموت العظيم، وقد كان الموت العظيم هو أكبر حدث انقراض في تاريخ الأرض.

أقرأ أيضاً.. الديناصورات ذات الريش.. التطور الطبيعي للطيور الحديثة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *