شخصيات

مانسا موسى.. أغنى رجل في التاريخ

محمد أحمد كيلاني

مع ثروة صافية قد تتخطى 400 مليار دولار اليوم، يُعتقد أن “مانسا موسى” (Mansa Musa) حاكم إمبراطورية مالي، في القرن الرابع عشر، هو أغنى رجل في التاريخ، وتُقدر ثروته بأربعة أضعاف ثروة “بيل جيتس” وثلث ثروة “جون دي روكفلر”، وفي هذا الموضوع من “مستبشر” نُقدم لكم نبذة عن حياة مانسا موسى وثروته وإرثه.

الإسم الأول لأغنى رجل في التاريخ.. ومصدر ثروته

كان إسمه “موسى كيتا الأول”، ثم تحول اسمة إلى “مانسا”، والتي تعني “ملك”، وذلك بعد توليه العرش، وقد حقق، “مانسا موسى”، ثروته بفضل تجارة الذهب والملح، والتي كانت مُزدرهرة في عهده، وقد أصبحت ثروة مانسا موسى مشهورة عالميًا بفضل الكرم والبزخ، الذي كان يُظهره خارج وطنه.

ذكاة وإيمان أغنى شخص في التاريخ

كان الملك مثالاً على التزام المسلمين، فقد قام بتوزيع جزء من ثروته على الدوام، كما كرس جزءًا كبيرًا من حياته وثروته لتشييد المباني المدنية والدينية، ومع ذلك وبعد كل تلك الأموال التي كان يُنفقها، ظل لدى مانسا موسى الكثير من المال ليحظى بحياة فاخرة.

المفكر الأندلسي ابن خلدون والمؤرخ المقريزي من مصر، كانا أقرب المصادر الذين طرحوا معلومات عن حياة مانسا، وكتبوا، وقد استندوا في كتاباتهم إلى روايات من الأشخاص الذين عرفوه.

رحلة الحج إلى مكة المكرمة

كان من أكثر الأحداث التي أشتُهر بها مانسا هي الحج الذي قام به إلى مكة عام 1324،
وبحسب الروايات، فإن الأشخاص الذين خرجوا لرؤيته وصل عددهم إلى 60 ألف شخص، وشهدوا القافلة الهائلة التي نقلت الملك.

وكان مع مانسا 500 مبشر يرتدون ملابس ذهبية وفساتين حريرية فاخرة، بالإضافة إلى 80 جملاً تحمل 136 كيلوغراماً من الذهب.

وقام موسى بتوزيع كميات كبيرة من الذهب على الأشخاص الذين التقى بهم في طريقه، مما عزز سمعته كملك يُحب مساعدة الآخرين، وكانت الهدايا سخية لدرجة أنها تسببت في تضخم مفرط دمر اقتصادات بأكملها!.

مملكة كبيرة لا نهاية لها

وفقًا لبعض المصادر الوثائقية، فقد كانت مملكة موسى كبيرة جدًا لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يرى أين آخرها، فقد غطت دول مثل، مالي، والنيجر، وتشاد، ونيجيريا، وموريتانيا، والسنغال، وغينيا، وبوركينا فاسو، وعلى تلك الأراضي بنى العديد من المراكز والمساجد التي تتواجد وتعمل حتى وقتنا هذا، فقد كان الشاغل الأول لأغنى شخص في هو الدين الإسلامي.

غزوات مانسا موسى

وفقًا للتاريخ، كان أهم غزو لموسى، هو عندما فتح مملكة سونغاي، والتي تُدين له بجزء كبير من ازدهارها بعد ذلك.

وهناك أسس مدرسة “سانكور”، والتي ظلت لقرون أكبر مركز فكري إسلامي في إفريقيا، وقد جذب ازدهارها المهندسين المعماريين الأندلسيين والمصريين.

تولى مانسا موسى عرش مالي من عام 1312 حتى وفاته عام 1337.

أغنى شخص في التاريخ.. تخطت ثروته جيف بيزوس وايلون ماسك

بناءً على الثروة الموضحة في سجلات ذلك الوقت، تقدر مجلة “صافي ثروة المشاهير” (Celebrity Net Worth) ثروة مانسا موسى بأعلى من ثروة كبار رجال الأعمال مثل جيف بيزوس، الذي تبلغ ثروته 213 مليار دولار، وإيلون ماسك الذي تتخطى ثروته 179 مليارًا

لقد كان مانسا موسى أغنى شخص قد يراه أي إنسان على الإطلاق، فتخيل معي عزيزي القارئ أن بسبب هداياه فقط، كانت اقتصادات الدول تتزعزع، ولم تُسبب ثروة مانسا في بعده عن دينه، بل زادته تقرب منها.

أقرأ أيضاً.. ونستون تشرشل.. الأسد القديم لبريطانيا.. حقائق عن دوره السياسي العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *