عيد الاستقلال المغربي الذي يحتفل به المغاربة في 18 نوفمبر من كل عام يعد مناسبة تاريخية فريدة تستذكر بطولات الشعب المغربي وملحمة كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي. كان هذا اليوم تتويجًا لجهود مقاومة وطنية استمرت لسنوات، وقام خلالها المغاربة بتضحيات كبيرة دفاعًا عن كرامة الوطن وحريته.
عيد الاستقلال.. نضال ضد الاستعمار
بدأت فصول مقاومة الشعب المغربي مع فرض الحماية الفرنسية عام 1912، حيث شهدت البلاد انتفاضات متكررة ومعارك عديدة أبرزها معركة أنوال والهري وبوغافر، حيث أثبتت المقاومة المغربية قدرتها على مواجهة القوى الاستعمارية بحزم وصمود، ومن المحطات الهامة في هذا النضال كانت زيارة الملك محمد الخامس لمدينة طنجة في 1947، حيث أكد على وحدة البلاد ورفضه للحماية الأجنبية، ما عزز من الروح الوطنية لدى المغاربة.
عودة الملك ونهاية الاستعمار
تصاعدت حدة المقاومة إثر نفي الملك محمد الخامس وعائلته في 1953 إلى مدغشقر، ما أثار غضب الشعب المغربي وأشعل موجات احتجاجية قوية في كافة أنحاء البلاد، وفي النهاية، رضخت السلطات الفرنسية وأعادت الملك إلى أرض الوطن في 1955، ليعلن في خطاب مؤثر عن انتهاء حقبة الاستعمار وبداية عهد جديد من الاستقلال.
عيد الاستقلال.. إرث
بعد الاستقلال، واصلت المملكة المغربية جهودها في بناء دولة حديثة قائمة على قيم الحرية والوحدة، لتصبح ذكرى الاستقلال ليس فقط مناسبة لاستحضار التاريخ، بل أيضًا رمزًا للمستقبل الذي يتطلع إليه المغاربة بأمل وتفاؤل، وتجسد ذكرى الاستقلال المغربي قيمة تلاحم العرش والشعب في مسيرة دفاعية مستمرة عن السيادة الوطنية والهوية الثقافية للمغرب.
عيد الاستقلال المغربي يظل يومًا خالدًا في ذاكرة المغاربة، يوحد الجميع تحت راية الوطن ويجسد قيم التضحية والنضال المستمرة لتحقيق مستقبل أفضل.
أقرأ أيضاً.. خطاب المسيرة الخضراء 2024.. رؤية المغرب لوحدة وطنية راسخة ومستقبل واعد