محمد أحمد كيلاني
الآلهة، أنصاف الآلهة، الوحوش البشعة، والوحوش الهجينة، تلك الحكايات تجوب عالم الأساطير اليونانية القديمة، لقد كان لدى اليونانيين أغرب وأخطر الوحوش التي يمكن أن يقدمها لنا الكون الأسطوري، لقد شَكل تراثهم العديد من المخلوقات الخيالية والرائعة.
وغالبًا ما تُركز قصص الأساطير اليونانية على طبيعة العالم والأبطال، وأصول ممارسات الطقوس اليونانية القديمة، وتوفر هذه الأساطير فهمًا كبيرًا للمؤسسات الدينية والسياسية في اليونان القديمة، ولكنها تركز أيضًا على عدد من المخلوقات الأسطورية غير العادية والرائعة.
وكانت هذه المخلوقات الأسطورية اليونانية بمثابة التخيلات المثيرة لأجيال من الفنانين.
الأساطير اليونانية
ألهمت الوحوش المخيفة الكتاب بداية من الشاعر “هوميروس” وحتى يومنا هذا، ووفقًا لمعظم الروايات، كانت هذه الوحوش من نسل تايفون أو تايفوس البشع، والحورية إيكيدنا (أم كل الوحوش)، التي ولدت تحت جبل إتنا في صقلية.
وهناك الكثير من المخلوقات السحرية في الأساطير اليونانية لدرجة أن العديد منها غير مشهور، وتبرز هذه الوحوش والمخلوقات الأسطورية دائمًا في القصة لجوانبها الجسدية وقدراتها الخاصة وأفعالها الشريرة.
العالم القديم مليء بالأساطير
إذا كنت من محبي الأساطير اليونانية، فلدينا مجموعة مثالية من أكثر المخلوقات المدهشة في الأساطير اليونانية، وتشتهر هذه الوحوش الأسطورية بسماتها الغريبة، وهي من أكثر المخلوقات فضولًا في التاريخ، بدءًا من الحيوانات المجيدة إلى المخلوقات الأسطورية التي تشبه البشر، فقد اعتقد الإغريق، مثل العديد من الشعوب القديمة، أن العالم مليء بالمخلوقات المذهلة التي نادرًا ما يراها الإنسان.
فلنلقي نظرة على هذه المخلوقات من الأساطير اليونانية.
تايفون أو تايفوس
وهو والد كل الوحوش، والوحش الأكثر رعبا في كل الأساطير اليونانية، وقد ولد تايفون في تارتاروس (Tartarus) وهي أعماق الجحيم، وقيل أنه كان أعنف مخلوق جاب الأرض على الإطلاق.
وكان ضخماً جدًا، وقيل إنه عندما كان واقفًا، كان رأسه يتلامس مع النجوم، ويتألف النصف السفلي من جسده من ذيل أفعى، وبدلاً من الأصابع، خرجت عدة رؤوس تنين من يديه، وجناحيه، كان بإمكانهما تغطية الشمس، والنار تنطلق من عينيه.
وكان تايفون مخلوقًا قويًا لدرجة أن الخصم الوحيد الذي يمكن تصوره لتحديه هو زيوس نفسه، وكانت الحرب بين تيفون وزيوس قوية جدًا لدرجة أنها هددت بتمزيق الكوكب إلى قسمين، وفي الأخير أنتصر زيوس على تايفون، وتم إلقاؤه في تارتاروس.
أبو الهول اليوناني
كان أبو الهول في اليونان مغايرًا للمتواجد في مصر، فقد كان مخلوقًا بوجه امرأة، وجسد أسد، وأجنحة نسر، وذيل برأس ثعبان، وارتبط بالدمار وسوء الحظ، وقد وصف الإغريق هذا المخلوق الأسطوري في أدبهم، على أنه وحش غادر لا يرحم، وكان يحرس مدخل مدينة ثيفا أو طيبة اليونانية، ويطلب من المسافرين الذين يرغبون في دخول المدينة حل لغز، وأي شخص لا يُجيب بشكل مناسب يؤكل حيًا.
الكيميرا.. من الأساطير اليونانية
الكيميرا (The Chimera) هو وحش هجين، أي أنه خليط من أسد وماعز وتنين، وهو واحد من أروع المخلوقات في الأساطير اليونانية، وكان له ثلاثة رؤوس، لكن واحدة منهم فقط كانت على رقبته.
وبالنسبة لذيله، كان على شكل ثعبان، وأيضا كان ينفخ نارًا من فمه، وقد ألقى البطل الاسطوري “بيليروفون” رمحًا مغطى بالرصاص في فم الكيميرا، وبينما كان ينفث نيرانه، ذاب الرصاص، مما أسفر عن مقتل المخلوق.
قناديل البحر
كان لإله البحر، بوسيدون، مثل العديد من أقرانه، علاقات متكررة مع النساء والإلهات، وتُصور النسخة الأولى من القصة إغواء بوسيدون لجورجون، لكن الصور اللاحقة تحكي قصة أكثر قتامة.
فلم يكتف بوسيدون بأخذ ميدوسا بالقوة، واغتصابها، لكنه فعل ذلك في معبد أثينا، ولسوء الحظ، تحملت الضحية العبء الأكبر من العقوبة، حيث حولت أثينا ميدوسا إلى امرأة ذات جسد غير متكافئ مع ثعابين في شعرها.
ونظرة واحدة على هذا المخلوق ستحول أي إنسان إلى حجر.
ليكاون
أول ذئب معروف، وفقًا للأسطورة، هو ليكاون (Lycaon)، ملك أركاديا (اليونان)، ويمكن اعتباره سلف الذئاب الضارية، وقد كان ملكًا أركاديًا محبوبًا جدًا من قبل شعبه ولكنه كان متعصب دينيًا، ولم يفكر إلا في عبادة الآلهة.
ووصل تعصبه لدرجة أنه أصبح ملكًا قاسيًا، لم يتردد في التضحية بالأبرياء وتقديمهم للكائنات الإلهية، وهذا ما جعله لا يحظى بشعبية كبيرة وأثار غضب زيوس أيضًا، وعلى الرغم من التحذيرات، لم يتوقف عن التضحيات، ونتيجة لذلك، حوله زيوس إلى ذئب ونُفي إلى الأبد.
حوريات الإنذار
كان والد حوريات الإنذار هو أخيلوس، إله أحد أكبر الأنهار في وسط اليونان، وكانت تلك الحوريات كائنات عملاقة مجنحة برؤوس أنثوية، وقد عاشوا على الصخور في البحر، حيث جذب غنائهم الجميل البحارة إليهم، لتتحطم سفنهم.
وجعلت الرسوم اللاحقة حوريات البحر هذه أكثر أنوثة، وكان فنانين العصور الوسطى يعدلون شكلهم وبدأوا في إظهارهم على أنهم نساء جميلات ومغريات بذيل سمكة كبيرة.
وقد ملأ “أوديسيوس” آذان بحارته بالشمع حتى يتمكنوا من المرور بأمان منهم.
الهاربي
وكانت هذه المخلوقات بجسد طائر ووجه امرأة، وقد جلبوا المذنبين إلى “ايرينيس”، وهم ثلاث آلهة سعوا للانتقام من أي شخص أقسم اليمين الكاذبة أو ارتكب شرًا، وغالبًا ما استخدمهم “زيوس” كوسيلة للعقاب أو التعذيب، واسمهم يعني حرفيا “الشخص الذي يخطف”.
العمالقة في الأساطير اليونانية
كان العمالقة يمتلكون قوة كبيرة وشراسة وكان لديهم عين واحدة منتفخة تبرز من جبينهم، وخوفا من قوتهم، تم إلقاء العمالقة في حفرة “تارتاروس” من قبل والدهم “أورانو”، وظلت الوحوش مسجونة إلى أن أطاح “تيتان كرونوس” “بأورانوس” وأخذ مكانه كحاكم للكون.
وفقط عندما جاء الأولمبيون إلى السلطة، وجدت العمالقة الحُرية، لتتواجد القصة الأكثر شهرة التي يشارك فيها العمالقة مع أوديسيوس ورحلاته.
أراكني
وهي ابنة راعٍ، وهي إلهة الحكمة، وهناك عدة نسخ من القصة مع روايات مختلفة عن من فاز بالمنافسة التي كانت تُدعى “مباراة النسيج” بين أراكني وأثينا، لكن في الحالتين لم ينتهي الأمر بخير بالنسبة لأراكني.
وفي نسخة أوفيد للأسطورة، هزمت أراكني أثينا، ومع ذلك، فإن نسجها الذي يصور كيف تخدع الآلهة البشر وتسيء معاملتهم يثير غضب أثينا، ولإهانة الآلهة ومقارنة نفسها بهم، حولت الإلهة الفتاة إلى عنكبوت.
سيربيروس من الأساطير اليونانية
سيربيروس (Cerbero) وهو كلب بثلاثة رؤوس، وكان يَحمي مملكة “حادس” (Hades)، والعالم السفلي اليوناني، ويحافظ على الأحياء والأموات.
وفي حين أن فكرة مراقب الجحيم بحد ذاتها مثيرة للفضول، فإن معظم الصور تنسى أن هذا المخلوق هو خليط من أجزاء حيوانية أخرى، فلديه مخالب أسد، ويدة مصنوعة من الثعابين، وذيله على شكل ثعبان.
وعلى الرغم من أن البعض تمكن من الهروب من سيربيروس بمساعدة الموسيقى السحرية، إلا أن هرقل هو الوحيد الذي هزم الوحش.
أقرأ أيضاً.. الحياة في اليونان القديمة.. رحلة بالماضي في معيشة الإغريق