محمد أحمد كيلاني
لقد عَبد المصريون القدماء، العديد من الآلهة ذات الوظائف والجوانب المتنوعة، فقد كان هناك آلهة يُعبدون في جميع أنحاء مصر وآخرون يعبدون في أماكن معينة فقط، وفي مقدمتهم الآلهة المرتبطة بالموت والدفن، مثل أوزوريس، فالآلهة المصرية هي مجموعة من الآلهة التي تنتمي إلى نظام عقائدي مميز للحضارة المصرية القديمة، فلنتعرف أكثر على تلك المعتقدات التي آمن بها المصريون القدماء، ونستعرض أبرز آلهة مصر القديمة.
إيزيس وأوزوريس أشهر آلهة مصر القديمة
إذا ذكرنا إسم إيزيس وأوزوريس فسيكون بالطبع الإسم معروف لك، أو حتى مألوف، فقد كانت عباده ذلك الثنائي هي الأكثر شعبية في مصر القديمة.
فقد كان يُعتقد أن أوزوريس وشقيقته إيزيس – أيضًا زوجته- قد سكنوا مصر وعلموا المصريين الفلاحة وتقنيات الزراعة.
وتقول الأسطورة أن “الإله ست” وقع في حب إيزيس وبالتالي قتل أوزوريس، ليقوم بعد ذلك من الموت ويذهب إلى ما وراء البحار، ليصبح إله الموتى.
واعتقد المصريون القدماء أن دموع إيزيس، التي حزنت على وفاة زوجها، كانت مسؤولة عن الفيضانات الدورية لنهر النيل، كما تمت عبادة حورس أيضًا وهو أبن إيزيس وأوزوريس.
وكان لهذه الآلهة بعض الخصائص الخارقة بالطبع، وكانت فوق القدرة البشرية، ويمكن أن تكون، فعلى سبيل المثال، يُمكن أن تكون موجودة في عدة أماكن في نفس الوقت، وتتخذ عدة أشكال، حتى أشكال الحيوانات، وتتدخل بشكل مباشر في ظواهر الطبيعة، وكان لكل مدينة في مصر القديمة إله يحميها، وكان يتلقى القرابين والطلبات من السكان المحليين، وسنقوم بذكرهم لاحقًا أيضًا في قائمتنا.
الآلهة لديهم قواسم مُشتركة مع البشر في مصر القديمة
تشترك الآلهة المصرية في الكثير من الصفات مع البشر، ففي اعتقادهم، كانت تولد، وتكبُر، وأيضًا تموت، ولديهم جسدًا يجب إطعامه، واسمًا، ومشاعر.
ومع ذلك، فإن هذه الجوانب الإنسانية للغاية تخفي طبيعة استثنائية، فجسدها، يتمتع بقوة التحول، ويمكن لدموعها أن تلد كائنات حية أو معادن مثل الذهب والفضة، وفي الثقافة المصرية كانوا دائمًا يقارنون قوى الآلهة دائمًا ببعض خصائص عناصر الطبيعة أو الحيوانات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تمثيلات هجينة مذهلة.
أشكال الآلهة في مصر القديمة
من أجل تمثيل الآلهة، كانت كل التوليفات ممكنة، فهناك آلهة بشرية بالكامل، وهناك آلهة حيوانية بالكامل، وهناك من هم بجسد إنسان ورأس حيوان، وهناك آلهة يكون الحيوان بكامله في مكان الرأس مثل، “الجعران الفرعوني” على سبيل المثال، أو مع رأس بشري، وجسم حيوان مثل “أبو الهول”، إله الشمس، وهو أسد برأس إنسان.
وهناك حيوانات مشتركة بين العديد من الآلهة، مثل، الصقر، النسر، اللبؤة.
تقديم الحيوانات إلى آلهة مصر القديمة
قام المصريون بتحنيط ودفن حيواناتهم الأليفة، خاصة في تاريخ متأخر نسبيًا، وتحديدًا خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.
فقد ضحى المصريون بالحيوانات لتحنيطها وجمعها بالآلاف في مقابر خاصة، ومن المحتمل أنها عادة سابقة اتخذها القدماء المصريون من الكهنة لتقديم حيوانهم المفضل إلى إلههم.
فالحيوان الفريد يصبح ممثلاً أرضيًا للإله، ويحق له الدفن بطريقة عظيمة، ولائقة.
فقد كان هناك عدد لا يحصى من الآلهة، حيث كانت الخصومات والتناقضات حتمية، ونستعرض معكم بعضًا من الآلهة الرئيسية في المعتقدات المصرية القديمة.
آمون الإله الأكبر في الحضارة المصرية
في البداية، كان يُعرف باسم إله الهواء أو الظلام، لأن أعظم قدراته كانت الخفاء، وآمون هو الإله الراعي لمدينة طيبة، وهو ملك الآلهة، ورب معابد الأقصر والكرنك، وزوجته هي موط، ولديه ابن يُسمى خونسو، وقد تشكلت شخصيته حوالي عام 2000 قبل الميلاد، وعندما أصبحت طيبة عاصمة الإمبراطورية المصرية، أصبح واحد من أهم الآلهة.
اندمج آمون مع رع، وهو إله الشمس التي تمنح الحياة للبلد، وفي زمن الملك رمسيس الثالث، أصبح آمون ملكيًا وهو نفس لقب بتاح ورع.
غالبًا ما يُصوَّر على أنه رجل يرتدي سترة ملكية ويرتدي ريشتين طويلتين على الجانب الأيمن من رأسه، كما يظهر على شكل كبش في كثير من الأحيان، وأيضًادا يُشار إليه على شكل أوزة، ولكن هذا نادرًا ما يحدُث.
وارتبطت الظواهر المتعلقة بالرياح والعواصف بغضب آمون.
رع إله الشمس
كان رع أحد أهم الآلهة عند المصريين، وكان في البداية، تقريبًا عام 2400 قبل الميلاد، إلهًا ثانويًا، ولم يكن له تأثير كبير في الروحانية المصرية.
وكانت الأسرة الخامسة في مصر هي التي غيرت نظرة المؤمنين إلى الإله رع، فتحول رع من كونه إلهًا ثانويًا إلى كونه أهم حامي للفراعنة، ولكونه إله الشمس، كان مرتبطًا بالحياة، وانتهى الأمر بالاندماج مع آمون إله الخلق، كما ذكرنا، والذي أطلق على نفسه إسم آمون رع، وليصبح أقوى إله عند المصريين.
سيت.. إله الفوضى والتمرد من الآلهة المصرية القديمة
لقد ورث سيث أو ست الجزء الصحراوي من مصر، بينما حصل شقيقه أوزوريس على الجزء الخصب من أرض النيل، وكان حسودًا وحقودًا فقتل شقيقه كما ذكرنا وقطع أوصاله.
للتعرف على قصة قتل أوزوريس كاملة عليك بقراءة.. حورس إله الآلهة.. قصة ولادة الصقر المصري العظيم
وتم تصوير سيت على أنه وحش غامض ومظلم، وكان يُعتبر أيضًا حامي المسافرين الصحراويين، على الرغم من أنه يعتبر إله شرير وغامض
إيزيس.. إلهة السحر والقمر والحياة
كانت أخت وزوجة أوزوريس، كما ذكرنا، وعندما قتل سيث زوجها، جمعت جسد أوزوريس واستخدمت قوتها لإعادته إلى الحياة.
وكانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالولادة وأصل الحياة، وهي ممثلة بعرش على رأسها مكون من قرص شمسي وقرون بقرة.
أوزوريس إله الموتى
قُتل على يد أخيه سيث لوراثة أراضي مصر الخصبة، وقامت زوجته إيزيس بإحياءه، مما جعله إله عالم الموتى.
وكانت طريقة قيامته هي التحنيط، وقد يكون هذا هو السبب في معرفة المصريين بتحنيط الجثث، وشَكل أوزوريس مع زوجته إيزيس وابنهما حورس ثلاثية محترمة للغاية في مصر القديمة.
وكان تمثيله هو رجل محنط ذو بشرة خضراء، يحمل سمات ملكية مميزة في يديه، وكان أوزوريس خلال وراثة الجزء النهري من مصر، مرتبطًا أيضًا بظواهر طبيعية، مثل فيضان النهر أو وفرة المحاصيل.
أيضًا هناك حورس، وهو إله الصيد والسماء والحرب، تم تصويره على أنه رجل برأس صقر مع تاج مزدوج، وتدور قصته حول وفاة والده أوزوريس على يد عمه سيت، وهو ابن إيزيس وأوزوريس.
أنوبيس إله الآخرة
إنه ابن شقيق إله الموت أوزوريس، وهو الإله المسؤول عن مرافقة المتوفين إلى وجهتهم النهائية عند وفاتهم.
وكان حاضرًا بشكل مميز في الطقوس المتعلقة بالتحنيط والموت، وتمثيله كان رجل برأس ابن آوى.
باستت.. إلهة الحماية
فضيلتها الرئيسية هي الحماية والشراسة في الكفاح من أجل الدفاع عن مصر السفلى.
وكان شكلها عبارة عن قطة أو امرأة برأس قطة.
يُذكر أن في مصر القديمة كانت الحيوانات تتلقى معاملة تفضيلية، وبعضها كان محنطًا، تمامًا مثل الأشخاص المهمين.
آلهة مصر القديمة
لقد كانت الحضارة المصرية القديمة طويلة الأمد، حيث امتدت إلى أكثر من 3000 عام، لذلك، لم يتم النظر إلى الدين والآلهة المصرية دائمًا بنفس الطريقة، حيث فقدت بعض الآلهة أهميتها، واكتسبها البعض الآخر، وكان البعض الآخر يتغير ويتخذ أشكالًا مختلفة.
وكان نظام الإيمان في مصر القديمة متعدد الآلهة، أي أنه يتألف من عدة آلهة، وخلال مرحلة تُعرف باسم “حقبة العمارنة“، أصبحت عبادة الآلهة المصرية توحيدية، حيث كان آتون هو الإله الوحيد القوي.
فبالنسبة لهم، كانت الحياة جزءًا من وجود دوري أطول، وكان لها طقوسها الخاصة مع التضحيات والتقرب من الآلهة.
وكان التحنيط جزءًا من الروحانية المصرية، وكان الفراعنة والكهنة يمثلون صلة أرضية بالآلهة، ويمكن للكهنة أن يصبحوا أقوى من الفراعنة أنفسهم، وتبقى الحضارة المصرية من أبرز وأقوى الحضارات التي أثرت على باقي الشعوب في ذلك الوقت.
أقرأ أيضاً.. آلهة الأساطير الرومانية.. إله لكل شيء!