
وُلد فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز في 23 يوليو 1968، وهو أحد أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز من زوجته الأميرة حصة بنت طراد الشعلان، ونشأ الأمير في بيئة ملكية تجمع بين الانضباط والحرص على التعليم، مما ساعد في تكوين شخصية قيادية مبكرة، حيث التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، ثم تابع دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في لندن وتخرّج منها عام 1983، وأكمل بعدها دورات تخصصية في الأمن والمخابرات عام 1988 ضمن الجيش البريطاني، ما شكّل أساسًا قويًا لمسيرته في المجال الأمني والاستخباراتي.
فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز
بدأ الأمير فيصل مشواره العملي في عام 1991 حين عُيّن مديرًا عامًا لإدارة الوثائق وشعبة المعلومات في الحرس الوطني السعودي، وهو منصب ذو طبيعة حساسة يتطلب دقة ومهارة في التعامل مع البيانات والمعلومات السرية، وقد ساعده تكوينه الأكاديمي والتدريبي في التميز بهذا المجال، كما شغل لاحقًا منصب مستشار لرئيس الاستخبارات العامة، حيث شارك في لجان مشتركة ومثل المملكة في المحافل الدولية، مما مكّنه من الإسهام بفاعلية في الملفات الاستراتيجية ذات البُعد الإقليمي والدولي.
لم تقتصر مساهمات فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز على الجانب الأمني فقط، بل برز أيضًا كرائد إنساني بترؤسه هيئة الهلال الأحمر السعودي، وخلال تلك الفترة، عمل على تطوير قدرات الهيئة ورفع مستوى خدمات الإسعاف والطوارئ، وشارك في مبادرات اجتماعية متنوعة شملت مجالات الصحة والتعليم والعمل التطوعي، ليؤكد بذلك أن المسؤولية المجتمعية كانت دائمًا في صلب اهتمامه، حيث سعى لتعزيز ثقافة العمل الخيري والتنمية المستدامة في المملكة.
المملكة ضد الفساد
تزوج فيصل ثلاث مرات، كان آخرها من الأميرة رزان بنت نشمي بن محمد الفهادي في أكتوبر 2022، وهو الظهور الأول له بعد فترة غياب عن المشهد العام، حيث كانت له مشاركات قليلة في الإعلام. وقد أنجب من زيجاته السابقة عدة أبناء، منهم الأمير عبد الله بن فيصل، والأميرة عالية بنت فيصل، ما يشير إلى استقرار في حياته العائلية رغم التحديات التي مر بها، ويُلاحظ ارتباطه المستمر بالعائلة المالكة ودعمه لقضاياها الاجتماعية.
في إطار الحملة التي شهدتها المملكة ضد الفساد في نوفمبر 2017، تم احتجاز فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز في فندق الريتز كارلتون بالرياض، وأفرج عنه بعد تسوية مالية، إلا أن الغموض عاد مجددًا حين اعتُقل مرة أخرى في مارس 2020، وفق تقارير دولية.
يُعد فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز من الشخصيات السعودية ذات الحضور المتنوع بين المجالات الأمنية والإنسانية، واستطاع أن يجمع بين الانضباط العسكري والعمل الخيري، وبين الخصوصية والظهور العلني عند الحاجة، وما تزال مسيرته محط اهتمام من مختلف الأطراف، سواء داخل المملكة أو خارجها، نظرًا لما تحمله من أبعاد سياسية واجتماعية وإنسانية، تجعل من سيرته نموذجًا يُثير الفضول والدراسة.
اقرأ أيضًا.. أهمها مصر.. السعودية تقيد اصدار التأشيرات وتحدث تغييرات واسعة