محمد أحمد كيلاني
كل ما يبدأ يجب أن ينتهي، والحضارة ليست استثناء، فعلى مر القرون، ناقش الخبراء من كل مجال باهتمام الشكل الذي قد تبدو عليه نهاية الإنسانية، وبفضل هذا نحن نعرف الطرق العديدة والمتنوعة للغاية التي يمكن أن ينقرض بها الجنس السائد على الأرض، ولكن ما هو السبب الأكثر احتمالا؟، نعرض لكم في هذا الموضوع من مستبشر بعضًا من أكثر النظريات إثارة للقلق والتي تشرح لنا كيف يمكن أن تكون نهاية البشرية في المستقبل غير البعيد، ويجب أن ننوه بأن كل تلك نظريات علمية بحتة، وأتت بعد دراسات من العلماء ومستندة إلى آراءهم بالطبع.
نهاية البشرية.. كيف يمكن أن تكون؟
نظرًا لعدم قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل، فقد صمم العلم عشرات من السيناريوهات التي قد تؤدي إلى نهاية العالم.
والكثير من تلك النظريات، كارثي، مثل اختفاء المجال المغناطيسي للأرض، أو خلق فراغ زائف ناتج عن تغيير في المفاهيم الفيزيائية التي تحكم الكون، أو وصول العصر الجليدي من جديد، ويشير آخرون إلى أننا قد نواجه الانقراض بسبب أفعالنا، مثل، الحروب النووية، أو فشل في “مصادم الهادرون الكبير” ستؤدي إلى ظهور ثقب أسود قوي بما يكفي لابتلاع الأرض، أو إنتاج ذكاء اصطناعي خارق يستطيع أن يُقرر مستقبلنا كما حذر منه ستيفن هوكينغ، والكثير من الأفلام الهوليوودية.
ومع ذلك، بالنسبة للعلماء هناك ثلاثة سيناريوهات فقط ذات أهمية خاصة، وذلك بسبب السهولة التي يمكن أن تحدث بها.
جائحة مميتة
يوضح الخبراء بالتفصيل أن إنتشار فيروس عالي الكفاءة سيكون كافياً لإنهاء البشرية، خاصةً إذا انتشر عبر الهواء الجوي، ووفقًا للدراسات، فإن هناك بالفعل مسببات الأمراض التي يمكن أن تسبب وباءً مميتًا، على سبيل المثال، شلل الأطفال، والجدري، والإيبولا، وماربورغ، وفيروس نقص المناعة البشرية.
ومع ذلك، ستحتاج تلك الفيروسات إلى تطوير طفرة تسمح لها بالانتقال بين البشر وتزيد من مقاومتهم للمضادات الحيوية لإحداث انخفاض في عدد السكان والذي بدوره يعتبر بداية للانقراض والنهاية البشرية، ولهذا السبب، يُشير بعض العلماء إلى أنه كان يجب على العلماء مواجهة فيروس كورونا (COVID-19) في وقت كانت فيه التطورات التكنولوجية متاحة لاحتواء هجوم الفيروس في غضون الشهور الأولى، وخلاف ذلك، كان من الممكن أن يتسبب هذا الفيروس في انهيار الحضارة العالمية.
نيزك ضخم قد يؤدي إلى نهاية البشرية
تمامًا مثلما حدث مع الديناصورات في العصر الطباشيري، فيمكن أن تكون نهاية البشرية على الأرض بسبب تأثير نيزك ضخم يصطدم بالأرض ويُدمرها.
ووفقًا للدراسات والأبحاث، فإن اصطدام كويكب قطره أكثر من كيلومتر واحد بسطح كوكبنا من شأنه أن يُسبب تأثيرًا مدمرًا قادرًا على محو جميع مؤشرات الحياة على الأرض، وعلى الرغم من ذلك فإن فرص إصابة نيزك بالأرض ضئيلة جدّا.
وقد بدأ البشر بالفعل في العمل على طرق لمنع حدوث ذلك، ويكفي فقط تذكر البرامج التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، التي تسعى إلى تحويل أو تدمير هذه الأجسام بالمركبات الفضائية والصواريخ.
تغيُر المناخ
نأتي إلى السيناريو الأقل إثارة، ولكن الأكثر احتمالًا كما تشير أغلب الدراسات الحديثة، وهو تغير المناخ، والذي يُمكن أن يكون كارثيًا على البشرية، وذلك على الرغم من وجود مستويات قليلة نسبيًا من الاحتباس.
وقد أوضح الخبراء أن الأحداث البيئية الناجمة عن الاحتباس الحراري، مثل موجات الحرارة الشديدة، والجفاف، وحرائق الغابات التي انتشرت في السنوات الأخيرة وتزداد باستمرار وأصبحت أكثر خطورة، يُمكن أن تُسبب أضرارًا جسيمة أخرى للإنسانية، مثل المجاعة، والأمراض، والظروف المناخية المعاكسة، والصراعات الاجتماعية، والبشرية، والسياسية.
كل ما ذكرناه في الأعلى قد يبدو صعب أو مستحيل الحدوث بالنسبة لك عزيزي القارئ، وكما ذكرنا، فإن تلك التكهنات تبقى علمية بحتة، وإذا واصلنا العمل دون اتخاذ إجراءات توقف هذه التأثيرات وخصوصًا تلك التي تؤثر على المناخ، فقد نحكم على أنفسنا بالاختفاء المُطلق.
أقرأ أيضاً.. الكوكب الأكثر حرارة في المجموعة الشمسية