
محمد أحمد كيلاني
يُعد أرخبيل تشيلوي موطنًا للكائنات السحرية والمخلوقات الأسطورية التي أسرت سكانها لأجيال عديدة، اكتشف عالمًا من الغموض والفولكلور في واحدة من أكثر الوجهات غموضًا في تشيلي.
الكائنات السحرية الأسطورية من تشيلوي
هي من بين المضايق التي تهيمن على جنوب تشيلي، تعد مجموعة من الجزر موطنًا لمستوطنات ساحلية صغيرة طورت، بسبب عزلتها الجغرافية، هوية فريدة في المنطقة على مر القرون.
ويُعد أرخبيل تشيلوي، المعروف بمناظره الطبيعية الباتاغونية وتراثه الثقافي الغني، موطنًا لأساطير فريدة ناتجة عن المزيج بين معتقدات شعب تشونو وهويليتشي الأصليين (الفروع الجنوبية لشعب مابوتشي)، مع تأثيرات دينية من الإسبان المستعمرين والعبيد الأفارقة.
وببطولة كائنات وساحرات رائعة، استمرت أساطيرها مع مرور الوقت، حتى أن السحر الذي يحيط بهذا الأرخبيل الأسطوري ينكشف في هندسته المعمارية، في مدينة كاسترو، العاصمة الإقليمية، وتعتبر المنازل ذات الركائز سمة مميزة هناك.
والأكوام الخشبية الملونة التي أقيمت فوق مياه الخليج لا تحمي المنازل من تغيرات المد والجزر فحسب، بل إنها تمثل أيضًا علاقة قبيلة تشيلوتاس بالبحر، وأهمية صيد الأسماك في المجتمع والحاجة إلى التكيف مع الظروف القاسية.
وتستمر أساطير هذا الأرخبيل من الغابات الكثيفة، والمحاط بالمحيط الهادئ، بفضل التقاليد الشفهية لسكانه، الذين تشرح قصصهم عن الكائنات الرائعة والغموض والسحر البيئة التي يعيشون فيها، وفيما يلي ؤُقدم لكم موقع مستبشر بعضًا من الشخصيات الأكثر شهرة في رؤية تشيلوت للعالم.
من الكائنات السحرية.. تروكو: الروح المغرية
يعد تروكو (El Trauco) أحد أكثر الكائنات شُهرة في أساطير تشيلوت، وهو رجل صغير برأس كبير وأرجل ملتوية يغوي النساء بنظرته، وتقول الأساطير أن النساء اللاتي وقعن في قبضة سحره يمكن أن ينتهي بهن الأمر بالحمل دون تفسير واضح.
لا بينكويا.. حورية البحر تشيلوي
البينكويا هي حورية البحر الجميلة التي تعيش في مياه أرخبيل تشيلوي، ولها الفضل في القدرة على التحكم في وفرة الأسماك في البحر.
وعندما تُرى وهو ترقص على سطح الماء، يَعرف الصيادون أن هذا هو الوقت المناسب لرمي شباكهم، وتُعتبر لا بينكويا حامية البحار وشخصية مهمة في ثقافة تشيلوت.
الكالوش.. سفينة الأشباح
الكالوش (Caleuche) هي سفينة أشباح تبحر عبر مياه تشيلوي ليلاً، ويقال أن طاقمها من النفوس الضائعة والسحرة الذين يمارسون السحر على متن السفينة.
وتشتهر الكالوش بجمالها وإبهار من يراها بالأضواء الغامضة والموسيقى الساحرة، وأولئك الذين يحاولون الاقتراب من السفينة محكوم عليهم بالبقاء في فخ تعويذتها إلى الأبد.
حصان البحر من الكائنات السحرية
هذا المخلوق المائي الذي يشبه فرس البحر، ةله خطم ممدود وأربعة أرجل مع زعانف وذيل يشبه السمكة.
وهو يختلف في الحجم عن الدلفين إلى حجم الحوت، ولونه أخضر مصفر، ويتميز بأنه غير مرئي ولا يمكن رؤيته إلا من قبل سحرة تشيلوت، القادرين أيضًا على تدجينه وركوبه كوسيلة تنقل تحت البحر.
الحاقق
الحاقق (Invunche) هو مخلوق زاحف يحمي مداخل المنازل من السحرة، وهو بمثابة الوصي الخبيث الذي يخيف أي شخص يحاول دخول منزل الساحر.
وبسبب مظهره المرعب وولائه الذي لا يتزعزع يجعله واحدًا من أكثر الكائنات المرعبة في أساطير تشيلوت.
أرواح حية
تقام في تشيلوي مهرجانات وطقوس على مدار العام لتكريم هذه الكائنات الرائعة والسعي إلى حمايتها، وخلال مهرجان لا كانديلاريا، وهو احتفال ديني تكريما لعذراء لا كانديلاريا والقديسين الآخرين، يتم أيضًا تكريم المخلوقات الأسطورية.
وفي هذا المهرجان، يجتمع السكان للرقص والغناء ومشاركة القصص عن الكائنات السحرية التي تسكن الجزيرة.
وكجزء من ثقافة تشيلوت هناك أيضًا كورانتو، وهي طريقة طهي قديمة يتم تنفيذها في المناسبات الخاصة.
وفي طقوس تذوق الطعام هذه، يتم طهي المأكولات البحرية والأسماك والبطاطس والدجاج ولحم البقر وغيرها من مكونات تشيلوي النموذجية في حفرة تحت الأرض.
ويقول التقليد أن الكورانتو يُستخدم لشكر الآلهة والكائنات الأسطورية على الطعام الذي يقدمونه، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تجذب رائحته البينكويا لضمان وفرة الأسماك في البحر.
أقرأ أيضاً.. تاريخ موجز لقبيلة صديق.. أواخر السكان الأصليين في تايوان