
شيماء مختار
في عالم التجميل الذي يتطور بسرعة مذهلة، يبدو أن نجم البوتوكس والفيلر بدأ يخفت أمام تقنية أكثر أمانًا وطبيعية، وهي حقن الدهون الذاتية. فهذه التقنية لا تمنح فقط مظهرًا أكثر شبابًا، بل تُعيد للوجه والجسم حيويتهما من خلال استخدام دهون مأخوذة من جسم الشخص نفسه.
تقوم فكرة حقن الدهون الذاتية على سحب كمية بسيطة من الدهون من مناطق مثل البطن أو الفخذين، ثم تُعاد معالجتها وحقنها في مناطق تحتاج إلى امتلاء أو تحسين في الشكل، كالخدود، الشفاه، تحت العينين، أو حتى لتنسيق القوام في الجسم.
ما يميز هذه التقنية هو الطبيعة التامة، إذ لا يدخل الجسم أي مواد غريبة قد تُسبب تحسسًا أو رفضًا، كما أن النتيجة تبدو أكثر انسجامًا ونعومة مقارنة بالمواد المالئة الصناعية، إضافة إلى ذلك، تتميز الدهون الذاتية بأنها تعيش داخل الجسم لفترات طويلة، وقد تُغني عن الحاجة إلى التكرار المستمر للجلسات كما في حالة الفيلر والبوتوكس.
لكن رغم مميزاتها، تحتاج هذه التقنية إلى يدٍ خبيرة وطبيبٍ مختص لتوزيع الدهون بشكل دقيق ومتناسق، وضمان ثباتها واستمرار نتائجها لأطول فترة ممكنة.
يمكن القول إن حقن الدهون الذاتية ليست مجرد بديل للبوتوكس والفيلر، بل هي ثورة في عالم التجميل الحديث، حيث يلتقي العلم بالجمال الطبيعي ليُعيد للوجه والجسم إشراقتهما الأصلية دون مبالغة أو تصنّع.
لكن هل هي حقًا بلا عيوب؟
رغم المميزات الكثيرة لحقن الدهون الذاتية، إلا أنّ من المهم أن نُدرك أنّها ليست تقنية سحرية أو مثالية تمامًا، بل لها بعض السلبيات التي يجب معرفتها قبل الإقدام عليها.
أولًا، تختلف نسبة ثبات الدهون من شخصٍ لآخر، فقد يمتصّ الجسم جزءًا من الدهون المحقونة خلال الأشهر الأولى، مما قد يتطلب جلسة إضافية للحصول على النتيجة المرغوبة.
ثانيًا، تحتاج العملية إلى فترة تعافٍ أطول نسبيًا مقارنة بالفيلر أو البوتوكس، لأنّها تتضمن مرحلتين: شفط الدهون ثم إعادة حقنها، مما قد يُسبب تورمًا أو كدمات بسيطة في البداية.
كما أنّ جودة النتيجة تعتمد بشكل كبير على خبرة الطبيب وطريقته في التعامل مع الدهون، لأنّ توزيعها بطريقة غير دقيقة قد يؤدي إلى تكتلات أو عدم تجانس في الشكل.
أسباب عدم ثبات الدهون في الوجه أو الجسم بعد الحقن
رغم أن الدهون الذاتية تُعد من أكثر المواد الطبيعية توافقًا مع الجسم، إلا أنّ جزءًا منها قد لا يثبت بعد الحقن، وهناك عوامل متعددة تؤثر في ذلك، من أهمها:
- طريقة استخلاص الدهون ومعالجتها:
إذا لم تُسحب الدهون بلطفٍ وبطريقة صحيحة، أو لم تُنقَّ جيدًا قبل إعادة حقنها، قد تتلف بعض الخلايا الدهنية وتفقد قدرتها على البقاء. - أسلوب الحقن وتوزيع الدهون:
يعتمد نجاح العملية على دقة الطبيب في توزيع الدهون بكميات صغيرة ومتفرقة داخل الأنسجة، لأنّ الحقن في كتلة واحدة يمنع وصول الدم الكافي إليها مما يؤدي إلى امتصاصها سريعًا. - دور الدورة الدموية:
بقاء الدهون مرتبط بقدرتها على تكوين أوعية دموية دقيقة تتغذى منها، فإذا كانت الدورة الدموية ضعيفة في منطقة الحقن تقلّ فرصة بقاء الدهون. - نمط الحياة بعد العملية:
التدخين، قلة شرب الماء، أو فقدان الوزن السريع بعد الحقن كلها عوامل تُؤثر سلبًا على ثبات الدهون وتُسرّع من امتصاصها. - طبيعة الجسم نفسه:
تختلف استجابة الأجسام من شخصٍ لآخر، فبعض الأشخاص لديهم معدل أيضٍ مرتفع يجعل الجسم يحرق أو يمتص جزءًا من الدهون أسرع من غيرهم. - عدم الالتزام بالتعليمات الطبية بعد الحقن:
مثل التعرض المبكر للحرارة العالية، أو ممارسة الرياضة الشاقة في الأسابيع الأولى، أو إهمال المتابعة مع الطبيب.
وأخيرًا، لا يُنصح بهذه التقنية لمن يعانون من نحافةٍ مفرطة، إذ قد لا يتوافر لديهم مخزون دهونٍ كافٍ يُمكن سحبه لإعادة الحقن، ويمكن القول في النهاية إن حقن الدهون الذاتية فتحت بابًا جديدًا لعالم الجمال الطبيعي، لكنها ليست بديلًا مطلقًا عن البوتوكس أو الفيلر، بل خيارًا متوازنًا لمن يبحثون عن جمالٍ هادئٍ وطبيعيّ المظهر يدوم لفتراتٍ أطول.
اقرأ ايضًا.. بالشمع الأحمر.. تعرف على سبب إغلاق عيادة شام الذهبي