تتجه أنظار عشاق كرة القدم النسائية نحو المغرب، الذي يحتضن بطولة كأس إفريقيا للسيدات 2025 في نسخة منتظرة تعد الأضخم والأكثر احترافًا في تاريخ البطولة، حيث من المقرر أن تنطلق المنافسات يوم السبت 5 يوليو، وتستمر حتى 26 من نفس الشهر، بمشاركة نخبة من أقوى المنتخبات الإفريقية.
كأس إفريقيا للسيدات 2025
تُعد هذه النسخة محطة محورية في تاريخ البطولة، ليس فقط على مستوى التنظيم، بل في حجم المشاركة، وزيادة القيمة المالية للجوائز، وتغطية إعلامية غير مسبوقة، مما يعكس قفزة حقيقية لكرة القدم النسائية في القارة.
المغرب، المستضيف للمرة الثانية على التوالي، يفتح أبوابه بستة ملاعب موزعة على مدن الرباط، الدار البيضاء، المحمدية، وجدة، الحسيمة، وبركان، في خطوة تهدف إلى تعميم الحضور الجماهيري وتوزيع الاستفادة الاقتصادية والسياحية على أكثر من جهة.
جماهير غفيرة تنتظر صافرة البداية، خاصة بعد الكشف الرسمي عن الكأس الجديدة للبطولة في الدار البيضاء، والتي حملت تصميمًا أنيقًا يعبر عن هوية القارة وتاريخ نسائها الملهم في الرياضة، كما تم تجهيز المنشآت بأعلى المعايير لضمان تجربة استثنائية لجميع المنتخبات والمشجعين.
تضم البطولة 12 منتخبًا تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، حيث يلعب المنتخب المغربي المستضيف في المجموعة الأولى إلى جانب زامبيا، السنغال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتبدأ مباريات الافتتاح بلقاء ناري بين المغرب وزامبيا في الرباط، في حين تضم المجموعة الثانية نيجيريا، تونس، الجزائر، وبوتسوانا، أما المجموعة الثالثة فتضم جنوب إفريقيا، غانا، مالي، وتنزانيا، مما ينبئ بتنافس شديد في جميع المباريات.
وتبرز أسماء قوية مرشحة لحصد لقب كأس إفريقيا للسيدات 2025، في مقدمتها نيجيريا، صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز، والتي تسعى لاستعادة الهيمنة بعد تراجعها في النسخة الأخيرة، وجنوب إفريقيا حاملة اللقب، التي تخوض البطولة بمعنويات مرتفعة وطموح واضح للدفاع عن تاجها، بينما يعوّل المغرب على الجمهور والمدرب الإسباني خورخي فيلدا لتحقيق إنجاز تاريخي داخل الديار.
في سابقة تُحسب للاتحاد الإفريقي، تم رفع قيمة الجوائز المالية لتصل إلى 2.4 مليون دولار، منها 600 ألف للفائز، و400 ألف للوصيف، في مؤشر صريح على دعم الكاف لتطوير اللعبة ومساواتها مع نظيرتها الرجالية من حيث الحوافز والاهتمام.
البطولة ستكون أيضًا بوابة للتأهل إلى أولمبياد باريس 2026، وهو ما يرفع مستوى التنافس، ويجعل كل مباراة تحمل بين طياتها فرصة ذهبية للعبور إلى العالمية، وقد بدأت بالفعل بعض المنتخبات رحلاتها إلى المغرب، في مقدمها جنوب إفريقيا، التي أجرت أولى تدريباتها بمدينة الدار البيضاء استعدادًا لبدء المشوار.
من جانب آخر، تلعب التغطية الإعلامية دورًا محوريًا، حيث ستنقل قنوات عالمية مثل beIN Sports وSuperSport كل المباريات، مع تحليل شامل، وتفاعل واسع عبر السوشيال ميديا، وسط دعم كبير من الرعاة يتقدمهم “Orange” الذي أعلن التزامه الكامل بتمكين النساء في الرياضة الإفريقية.
كأس إفريقيا للسيدات 2025 ليست مجرد بطولة، بل هي حدث تاريخي يرمز لنهضة نسوية رياضية في القارة، وامتداد لمسيرة بدأت منذ عقود، لكنها اليوم تعانق الاحتراف، وتفرض نفسها على الخريطة العالمية بقوة الأداء، ودقة التنظيم، وشغف الجماهير.
في مستبشر، نؤمن أن الرياضة النسائية أصبحت عنوانًا للقدوة والطموح، وما يحدث في المغرب هذا الصيف ليس إلا بداية لقارة تصنع مستقبلاً جديدًا من قدم امرأة، وابتسامة مشجعة، وعلم يرفرف بفخر خلف شباك تهتز بالفرح.
اقرأ أيضًا..
المدن المسورة في المغرب.. أماكن عتيقة تتحدى الزمن
