محمد أحمد كيلاني
“الإنسان حيوان سياسي” هي عبارة من أرسطو، وهذا يعني أن الإنسان يختلف عن الحيوانات، لأنه يعيش في مجتمعات منظمة سياسياً، ويشارك في شؤونها العامة بدرجات مُختلفة، بهدف تحقيق الصالح العام.
وكان هذا البيان، هو مفتاح في الفكر الفلسفي لأرسطو، لأنه ينص على أنه لا يمكن تصور الإنسان خارج علاقته بالدولة في حالته كمواطن.
وتظهر العبارة في السياسة، وهي رسالة يضع فيها أرسطو أسس الفلسفة السياسية للفكر الغربي وحيث يتناول بعض الجوانب الأساسية للسياسة، والتي تُفهم على أنها شكل من أشكال تنظيم المجتمع.
تحليل عبارة الإنسان حيوان سياسي
وصف أرسطو، في أطروحته عن السياسة، الإنسان بأنه “حيوان سياسي”، وللإجابة عن سبب طرح الفيلسوف اليوناني بهذه المصطلحات وماذا يريد أن يقصد بها، يجب علينا تحليل هذا البيان بعناية.
فلنفكر، أولاً وقبل كل شيء، فأرسطو صنف الإنسان ضمن فئة الحيوانات، وبالطبع يشترك الإنسان معها في خصائص كثيرة، فعلى سبيل المثال، هو كائن إجتماعي، يعيش في مجتمعات، ويرتبط بأفراد آخرين أو مجموعات من الأفراد (العائلات، العشائر) بناءً على أهداف مشتركة، وهي، البقاء، والحماية، والغذاء، والإنجاب.
ومع ذلك، يختلف الإنسان عن الحيوان في جوانب أخرى، فهو يتحدث، أي يمكنه التواصل على مستويات مختلفة من التعقيد مع نظرائه، وهذا بدوره يعني أنه يحتاج إلى الآخرين للتواصل والتعبير عن مشاعره وعواطفه وأفكاره.
أقرأ أيضاً.. المدن المسورة في المغرب.. أماكن عتيقة تتحدى الزمن
إذن، بالنسبة لأرسطو، الإنسان هو كائن إجتماعي بطبيعته، ولا يستطيع أن يعيش في عزلة ودون إتصال إجتماعي.
علاوة على ذلك، فإن الإنسان كائن عقلاني، لديه القدرة على التفكير والتمييز والاطلاع على وجوده ووجود أقرانه، وبصفته كائناً عقلانياً يمكنه التمييز بين الخير والشر، والإيجابي من السلبي، فالعقل بهذا المعنى يدفع الإنسان إلى السعي وراء ما هو عادل، وما هو فاضل، وما هو خير، وباختصار، ولكن لكي يتشكل هذا ويتحقق بالكامل، يحتاج الإنسان إلى الآخرين، أي يحتاج الإنسان إلى العيش في المجتمع.
نبذة عن أرسطو
أرسطو هو أحد أعظم الفلاسفة في كل العصور، كان لأفكاره حول الميتافيزيقا، والمنطق، والسياسة، والبلاغة، وعلم الجمال، والفيزياء، وعلم الفلك، وعلم الأحياء تأثير هائل على الفكر الغربي، ويمكن تتبع تأثيرها حتى الوقت الحاضر.
وقد ولد أرسطو عام 384 قبل الميلاد، في مدينة ستاجيرا، التي تنتمي إلى مملكة مقدونيا، وتوفي في عام 322 م، وكان من تلاميذ أفلاطون وهو مُعلم الإسكندر الأكبر، وكان مؤلفاً لمئات الرسائل، والتي بالكاد وصلنا 31 منها، ومن بين أشهرها الأخلاق والسياسة والميتافيزيقا والشعر.
أقرأ أيضاً.. أسطورة كهف أفلاطون.. رحلة الإنسان من الظلام الى النور