رحاب الرشيدي
“عباس محمود العقاد” (Abbas El Akkad)، هو شاعر وناقد أدبي وسياسي، وأحد أهم الكتاب والمفكرين في العصر الليبرالي في مصر الحديثة.
حياته
ولد عباس العقاد في أسوان بجنوب مصر في عام 1889، وتخرج من المدرسة الابتدائية في عام 1903، ولم يكمل تعليمه بسبب ظروف أسرته السيئة، وكان يعمل في شبابه في مصنع الحرير، وأيضًا في السكك الحديدية.
وكان مهووسًا بقراءة الكتب واكتساب المعرفة في المجالات المختلفة، وكان متفوقًا في اللغة الإنجليزية والفرنسية، وعمل كاتبًا في قنا بصعيد مصر.
وقد امتهن العديد من الأعمال حتى بدأ الكتابة في الصحف، حيث عمل بجريدة الدستور عام 1907، وجريدة البيان عام 1911، وأصبح أول صحفي يجري مقابلة مع الزعيم القومي “سعد زغلول” عام 1908.
وكان يكتب مقالات في المجلات والصحف المختلفة، وقد عرضت عليه جائزة الآداب في الخمسينيات، ولكنه رفضها، كما أنه رفض الدكتوراة من جامعة القاهرة، وجاء الرفض نتيجة لمواقفه الرافضة للسلطة.
فقد كان يؤمن بضرورة حرية الفكر والتعبير دون التبعية للسلطات أو الجهات الرسمية، وقد اعتبر أن قبول هذه الجوائز قد يقيد حريته الفكرية ويفرض عليه التزامات قد تتعارض مع قناعاته.
أفكار عباس العقاد
هو يعتبر أحد رواد انتقال الأدب العربي من أسلوب الكتابة التقليدية إلى أسلوب الكتابة الحديثة، وعرف بآرائه في الشعر والأدب، وفي إطار هذه الآراء أسس المدرسة الشعرية ” الديوان” مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري، التي كان هدفها التخلي عن الأسلوب التقليدي القديم للشعر العربي.
عباس العقاد والعمل بالسياسة
كان العقاد أيضًا مفكرًا سياسيًا، وقد سُجن في الفترة ما بين عامي 1930 و1931، بسبب إهانة شخصية الملك المصري، وعندما تقدمت قوات “أدولف هتلر” إلى مصر هرب إلى أسوان خوفًا من الانتقام بسبب انتقاده لهتلر.
وكتب كتابه “هتلر في الميزان” الذي كان ينتقد فيه النازية باعتبارها أكبر تهديد للحرية، وذلك بالإضافة إلى معارضته للشيوعية، وكان أيضًا عضو في البرلمان المصري، وبعد ذلك أصبح عضو في مجلس النواب.
الدواوين الشعرية لعباس العقاد
كتب العقاد الدواوين الشعرية في عام 1916، ومنها:
ديوان من الدَواوين
وهو مجموعة من أشعاره تحتوي على العديد من القصائد المختلفة، منها ما يظهر الجانب النفسي لتفكيره مثل قصيدة الندم، وقصيدة المزيج،
ومنها ما يظهر الجانب العاطفي مثل قصيدة فن السينما، وقصيدة عسكري المرور.
ديوان عابر سبيل
استعرض في هذا الديوان أغراضًا شعرية، مشيرًا إلى أن الشعر لا يمكن أن يكون منحصرًا في غرض واحد، فحرص على عدم الأخذ بالأساليب القديمة، وأخذ الأفكار التي ترتبط بالتجديد في كل ما يتعلق بالموضوعات، وهناك العديد من القصائد يعتبرها أمر جديد منها قصيدة عصر السرعة، وقصيدة الفنادق، وقصيدة المصرف.
ديوان وهج الظهيرة
يعد هذا الديوان أول خطوة في اتجاه التجديد، ويعد ثاني دواوينه التي ألفها في شبابه، ويتناول مجموعة من القصائد المختلفة منها قصيدة القريب البعيد، وقصيدة الدنيا الميتة وغيرها، بالإضافة إلى تناوله مواضيع أخرى كالحب، والجمال، والعاطفة، والطبيعة.
ديوان وحي الأربعين
وجاء عنوان الديوان بسبب أن عباس العقاد كتب أغلب قصائده في الأربعين من عمره، ويعد هذا الديوان من أكثر الدواوين التي يظهر فيها نُضج أشعار العقاد، فهو يجدد في أشعاره بصفة مستمرة.
حيث اتجه في هذا الديوان إلى قصائد التأملات الحياتية، وأساليب المُناجاة، والخواطر، والقصائد الوصفية، وتعد قصيدة الغزل الفلسفي من الأمثلة الواضحة على أسلوبه في التجديد.
ديوان هدية الكروان
وقد سمي هذا الديوان على اسم طائر الكروان، وكان العقاد يهديه الديوان مجازيًا، ويتناول هذا الديوان العديد من قصائد الغزل منها قصيدة الحياء في الحب، وقصيدة الخرافة الصادقة، وقصيدة شكوك العاشق، وغيرها.
مؤلفات عباس العقاد
للعقاد الكثير من المؤلفات منها:
● “العبقريات”.
● المرأة في القرآن.
● “أنا”.
● كتاب الإسلام والحضارة الإنسانية.
● جميل بُثينة.
ويوجد مؤلفات أخرى منها:
المؤلفات الدينية لعباس العقاد
● الله.
● إبراهيم أبو الأنبياء.
● أبو الشهداء الحسين بن علي.
● الصديقة بنت الصديق.
● فاطمة الزهراء والفاطميون.
● عمرو بن العاص.
● معاوية بن أبي سفيان.
● الفلسفة القرآنية.
● التفكير فريضة إسلامية.
● الإسلام في القرن العشرين.
مؤلفات الشخصيات
● سارة
● سعد زغلول زعيم الثورة.
● أبو العلاء.
● أبو نواس.
● ابن سينا.
● رجال عرفتهم.
● فرانسيس باكون.
● هتلر في الميزان.
● عبد الرحمن الكواكبي.
● ابن الرومي.
● ابن الرشد.
● برنارد شو.
مؤلفات أدبية
● أفيون الشعوب.
● تذكار جيتي.
● يسألوك.
● هذه الشجرة.
● دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية.
● جوائز الأدب العالمية.
● مراجعات في الأدب والفنون.
● ساعات بين الكتب.
● الإنسان الثاني.
وفاة عباس العقاد
توفي في يوم 13 مارس عام 1964، وترك أثرًا أدبيًا يحيا ذكراه، وفي الثمانينات، تم إنتاج مسلسل تلفزيوني مصري عن حياته، وكان بعنوان “العملاق”.
أقرأ أيضاً.. مريم الاسطرلابي.. مبتكرة نظام تحديد المواقع “GPS” قبل 1000 عام