أماني صلاح
هناك الكثير من الأدباء الذين صاغوا بفكرهم مفاهيم الأدب العربي، ومنهم بالطبع، طه حسين الذي نشأ بمحافظة المنيا، وقد فقد بصره في الرابعة من عمره أثر إصابته بالرمد، وتمتع منذ الصغر بذاكرة فولاذية مكنته من الإنتساب إلى الجامعة المصرية، ثم حصل على الدكتوراة، وبدأ تاريخه الأدبي في فرنسا بشعر عن ذكرى أبو العلاء المعري، ثم الفلسفة الإجتماعية عند بن خلدون.
طه حسين
قام طه حسين بتحويل العديد من الكتاتيب إلى مدارس إبتدائية، وحول عدد من المدارس الثانوية إلى كليات، مثل الدراسات العليا للطب، والزراعة، وأسس عدد من الجامعات الجديدة.
وفي باريس، تزوج طه حسين من “سوزان بريسو”، وهي مساعدته في القراءة، وأنجب منها أطفاله أمينة ومؤنس، بعدها جاء إلى مصر وتدرج في المناصب الإدارية، وصولًا لمنصبه كوزير التربية والتعليم في 1950، وهو صاحب مقولة التعليم كالماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات من أهمها قلادة النيل، وجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وقد توفى عام 1973، تاركًا تاريخ زاخر من الكتب والروايات، والتي نستعرضها معكم.
أبرز مؤلفات عميد الادب العربي
· كتاب تجديد ذكري أبي العلاء.
· كتاب من حديث الشعر والنثر.
· كتاب رحلة الربيع والصيف.
· كتاب مرآة الضمير الحديث.
· كتاب من الشاطئ الآخر.
· كتاب من أدبنا المعاصر.
· كتاب من لغو الصيف.
· كتاب صوت باريس.
· كتاب حديث المساء.
· كتاب حافظ شوقي.
· كتاب نقد وإصلاح.
· كتاب تقليد وتجديد.
· كتاب رحلة الربيع.
· كتاب الديمقراطية.
· كتاب خصام ونقد.
· كتاب في الصيف.
· كتاب نفوس للبيع.
· كتاب أحاديث.
· كتاب من بعيد.
· كتاب الخواطر.
· كتاب كلمات.
· كتاب ألوان.
· رواية دعاء الكروان.
· رواية أحلام شهرزاد.
· رواية شجرة البؤس.
· رواية أديب.
· وأخيرًا كتاب الأيام الذي تحدث فيه عن نفسه بضمير الغائب.
التوجهات الفكرية لطه حسين
يمكن تقسيم التوجهات الفكرية لعميد الأدب العربي إلى ثلاثة توجهات:
التوجه الأول
هي المرحلة التي بدأ فيها مترددًا بين الهوية الحضارية لمصر، ومذهب حزب الأمة الرافض للعروبة القومية والانتماء الحضاري الإسلامي، وإتجاه الحزب الوطني.
التوجه الثاني
بدأ واضحًا في الانبهار الشديد بالغرب، ومشاركته في تأليف كتاب الإسلام وأصول الحكم، ثم كتابه في الشعر الجاهلي ثم الأدب الجاهلي.
التوجه الثالث
بدأ بالكتابات التي تدافع عن الإسلام ورموزه، وقد ظهر هذا جليًا في كتابة “مستقبل الثقافة في مصر” حيث استمر مؤكدًا على مسألة حاكمية القرآن الكريم، وانحيازه إلى العروبة التي صاغها الإسلام بعيدًا عن الفرعونية.
محاكمة طه حسين
تم توجيه العديد من التُهم لطه حسين، لكتابه في الشعر الجاهلي، وقد وجهت له أربعة إتهامات، أولها أنه أهان الدين الإسلامي بتكذيب القرآن في إخباره عن الأنبياء إبراهيم وإسماعيل.
والثاني طعنه على النبي محمد في نسبه، وكان الإتهام الثالث عن القراءات السبع المجمع عليها، والرابع هو إنكار أولوية الإسلام في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم.
وبعد التحقيق معه قرر محمد بك نور رئيس المحكمة حفظ القضية، لأنه يرى أنه لمعاقبة المؤلف يجب أن يتوفر القصد الجنائي، وأن للمؤلف فضلاً لا ينكر في سلوكه طريقًا جديدًا للبحث، حذا فيه حذو العلماء، والعبارات التي تعلقت بالدين جاءت في سياق البحث العلمي.
المعارك الأدبية
تعتبر معركته الأدبية حول كتاب تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان أبرز معاركه، والتي ظل الصراع فيها مشتعلًا لفترة طويلة.
وقد كانت معاركه الأدبية سببها الأصيل المعارك الحزبية، وقد وجهت له تهمة محاباة الصهيونية، لتأليفه كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، ومحاضرة ألقاها في أحد المدارس الإسرائيلية، وتأليف كتاب الصحافة الصهيونية في مصر، كما أنه حصل على جائزتين أعترف بها المجلس الإسرائيلي بمصر، كما أصدر مجلة الكاتب المصري بتمويل من أسرة هراري اليهودية المصرية، وفي نفس الشهر اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية.
إقرأ أيضًا.. فاطمة الفهرية “أم البنين” مؤسسة أول جامعة في التاريخ