رُكن مقالات مُستبشر

من اخترع الإنترنت؟

محمد أحمد كيلاني

لقد ظهرت شبكة الإنترنت منذ عام 1969، ولكن أصلها وتطورها وتوسعها يرجع إلى العديد من الشخصيات البارزة التي أحدثت ثورة في العالم بمساهماتها، ومن الواضح أنه بدون التحكم في النيران والعجلة والملاحة وغيرها من التطورات الملحوظة، لم نكن لنعيش كما نعيش اليوم، ومن وجهة النظر الحالية، ربما تشكل شبكة الإنترنت الاختراع الأكثر أهمية في تاريخ البشرية، فلقد وصل اندماجه في حياتنا، في جميع الأوقات، إلى درجة أن هناك الكثير ممن لا يعرفون حتى كيف يبدأون يومهم دون اتصال بالإنترنت، وفي الحقيقة، لولا الإنترنت لما قرأت هذا الموضوع من مستبشر بالطبع، فكيف وصلنا إلى هنا؟ ما هو تاريخ الإنترنت؟ ومن اخترع الإنترنت؟.

من اخترع الإنترنت؟

مثل أي اختراع عظيم، تم إنشاء الإنترنت أيضًا من خلال عملية شارك فيها العديد من الأشخاص، وهذا يعني أنه لا يوجد مخترع واحد لما نعرفه اليوم باسم الإنترنت.

ويعود أصل تطور شبكات الاتصالات إلى استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر ومنذ ذلك الحين تمت دراسة طريقة ربط الأجهزة حول العالم بطريقة أسهل وأسرع بشكل متزايد.

فلك أن تتخيل مدى الدوار الذي قد يشعر به ساعي البريد الذي يمتطي حصانًا من القرن الخامس عشر إذا كان يعرف الرسائل الفورية التي نستخدمها يوميًا مع هواتفنا المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.

الفكرة الأولى

وكان جوزيف كارل روبنيت ليكليدر، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من أوائل من فكروا في هذه الفكرة التي أصبحت فيما بعد الإنترنت.

ففي أغسطس عام 1962، كتب سلسلة من النصوص ناقش فيها مفهوم شبكة المجرة، وهي شبكة كمبيوتر تسمح للجميع بالوصول إلى البيانات والبرامج وحتى التجارة الإلكترونية المتخيلة وإدارة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.

وبعد شهرين فقط، تم تعيين ليكليدر مديرًا لبرنامج أبحاث الكمبيوتر التابع لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA)، ومثل العديد من الاختراعات التكنولوجية الأخرى، يمكن إرجاع أصول الإنترنت إلى برنامج تم إطلاقه لأغراض سياسية وعسكرية.

أقرأ أيضاً.. اختراعات وأفكار “نيكولا تيسلا”… ستندهش أنها له!

وولدت وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية في منتصف الحرب الباردة على يد الولايات المتحدة لتعزيز السباق التكنولوجي ضد الاتحاد السوفييتي، وكان من بين أبرز أهدافها إنشاء شبكة اتصالات آمنة بين مراكز القيادة العسكرية.

لذلك، كانت الخطوة التالية التي يجب تحقيقها هي التواصل بين أجهزة الكمبيوتر فيما بينهما، وتم تحقيق هذا الإنجاز من خلال تقنية تُعرف باسم تبديل الحزم، وهي طريقة تقسم المعلومات المراد إرسالها إلى وحدات صغيرة، والتي يتم إعادة تجميعها بمجرد وصولها إلى جهاز الاستقبال.

وتم تنفيذ هذه الطريقة بواسطة “أربانت” (ARPANET)، وهي أول شبكة ربط بين أجهزة الكمبيوتر البعيدة.

الرسالة الأولى عبر الإنترنت

وفي 29 أكتوبر 1969، تم إرسال أول رسالة عبر الإنترنت في التاريخ، فقد تبادل ليونارد كلاينروك، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، وتشارلز كلاين، الطالب المبتعث إلى جامعة ستانفورد، رسالة بين جهازي كمبيوتر على بعد حوالي 600 كيلومتر.

وانضمت جامعات ومؤسسات مختلفة إلى المشروع بمجرد أن رأت مزايا الربط البيني.

من اخترع الإنترنت.. والد الإنترنت

أحد المبدعين الرئيسيين في أربانت كان “فينتون سيرف”، الذي يعتبر “أبو الإنترنت”، وبمساعدة عالم الكمبيوتر روبرت خان، قام بتطوير بروتوكول التحكم في الإرسال أو بروتوكول الإنترنت (TCP / IP).

وفي عام 1974 تم استخدام مصطلح الإنترنت رسميًا لأول مرة، ومنذ عام 1983، أصبح هذا البروتوكول هو المعيار لـ أربانت، ويعتبر الكثيرون هذه اللحظة ميلاد الإنترنت كما نعرفه اليوم، إلا أنها كانت لا تزال بعيدة عن أن تكون خدمة جذابة ومتاحة للجمهور.

وكان تيم بيرنرز لي هو من اخترع شبكة الويب العالمية في عام 1989، وقد ابتكر عالم الكمبيوتر الذي تخرج من جامعة أكسفورد، بيرنرز لي، هذا النظام الذي يمكن من خلاله إنشاء صفحات الويب والمتصفحات، بالإضافة إلى لغة HTML، مما سمح بدمج النصوص والصور وإنشاء روابط لمستندات أخرى.

لذلك، إذا كان من الممكن اعتبار فينتون سيرف أبًا للإنترنت، فإنه سيكون كذلك، وتيم بيرنرز لي، أبو المحتوى، لأنه، حرفيًا، هو الذي بدأ في تشكيل المحتوى الذي نستهلك منذ ذلك الحين عبر الإنترنت على شاشاتنا.

ثورة لم تصل بعد إلى العالمية

لا شك أن دمج الإنترنت في حياتنا قد غيّر العالم بالكامل في كافة مجالاته، فلقد شهدت العلاقات الاجتماعية والاقتصاد والسياسة والترفيهية ووظائفنا تغيرات مهمة منذ أن أصبحنا متصلين بالشبكة.

ولقد أصبح الإنترنت الوسيلة الأكثر أهمية لنقل المعلومات والمعرفة والثقافة، ومع ذلك، لا تزال هناك أماكن كثيرة في العالم لا يمكنهم الوصول إليها.

ويعرف هذا التفاوت بالفجوة الرقمية ويحد من فرص تلك المجتمعات التي تعيش إلى حد كبير دون اتصال أو إمكانية الحصول على الأجهزة الإلكترونية أو البنية التحتية اللازمة لاستخدام الخدمة.

أقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يخطِف وظائف البشر.. تعرف على أبرزها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *