تُراث وفنون

الأنوناكي.. آلهة بلاد ما بين النهرين

جهاد مصطفى - محمد أحمد كيلاني

ليست زواحف ولا من خارج الأرض، “الأنوناكي” ( بالانجليزية – Anunnaki) مصطلح يطلق على مجموعة من الآلهة في أساطير بلاد ما بين النهرين، وفقًا لما تقوله بعض المصادر عنهم.

آلهة بلاد مابين النهرين

وفقًا للأدب المسماري، كانت الأنونا أو الأنوناكي مجموعة من الآلهة التي تنتمي إلى آلهة بلاد ما بين النهرين، لكن ظهرت بعض النظريات المزيفة التي فسرت أن الأنوناكي كائنات من خارج الكوكب هدفها استعمار الأرض، فماذا تخبرنا النصوص السومرية والأكادية عن الأنوناكي وكيف تم استخدام الأدلة التاريخية لبناء قصة رائعة عنهم؟.

أنوناكي آلهة بلاد ما بين النهرين القديمة

في النصوص السومرية، الأنوناكي هو مصطلح يشير إلى الآلهة الرئيسية في بلاد ما بين النهرين، والمصطلح مشتق من الجُملة السومرية a-nun أو a-nun-na التي تعني”النسل الأميري”.

وبعض المراجع الأولى في الأدب المسماري التي تعود إلى عام 2100 قبل الميلاد ذكرت أن إله السماء هو الذي ولدها، وتذكر مراجع أخرى بعضًا من الأمتيازات التي تمتعت بها الأنوناكي، فهي تحدد مصير الخلق، وتتخذ القرارات، وتقدم المشورة، وتم ذكر البعض منهم في النقوش الملكية والنصوص الأسطورية، مثل نانا “إله القمر”، ونينورتا “إله الحرب”.

في العصر البابلي القديم

في الفترة ما بين أعوام 1894-1595 قبل الميلاد، تم ذكر أن الأنوناكي قاموا بدعوة مجموعة من آلهة الجحيم المعروفين بعداوتهم الشديدة لآلهة السماء،لذلك عندما شكل الإله مردوخ الكون، قام بتعيين 300 إله من الأنوناكي لإدارة السماء، و300 أخرين للتعامل مع شئون الجحيم.

وهناك علاقة مذكورة في الأسطورة السومرية بين هذه المجموعة الإلهية والحياة الآخرة، حيث أن هناك سبعة قضاة من الأنوناكي في العالم السفلي مهمتهم هي الحكم على الآلهة.

وتم ذكرهم أيضًا في طقوس من القرن السابع قبل الميلاد، حيث يتم استحضار بعضهم مثل إله العدل الشمسي، لمحاربة السحرة وارسالهم إلى الجحيم.

إذا كان مصطلح الأنوناكي ذو أهمية في الثقافة الشعبية، إلا أن هناك بعض النظريات الخيالية التي ترى أن هذا المفهوم الخاص بالدين في بلاد ما بين النهرين له صلة بعلم الخوارق والحياة خارج كوكب الارض.

نظريات زكريا سيتشين العلمية الزائفة حول آلهة بلاد ما بين النهرين

على الرغم من أن زكريا سيتشين حاصل على شهادة في التاريخ الاقتصادي، إلا أن اسمه معروف الآن بسبب كتبه في علم الخوارق، حيث ذكر فيها أن أصل الحضارة الإنسانية من خارج كوكب الأرض.

قثد ذكر سيتشين أن الأنوناكي منظمة اجتماعية من خارج كوكب الأرض، كانت قادمة من أجل إخضاع البشرية، خاصة السومريين، حيث سيستعبدونهم ويجبروهم على العمل في مناجم الذهب، لأنه المادة الخام التي سيستخدمها الزائرون الفضائييون لبناء درع ضخم من جزيئات الذهب لحماية كوكبهم.

لم تكن بلاد ما بين النهرين في هذا الوقت تمتلك الذهب، وكل ما كان موجود وقتها هو رواسب هذا المعدن فقط، ولصناعة الأشياء الفاخرة استخدموا الذهب الذي يأتي من مناطق مثل تركيا، وشمال افغانستان، وفي بعض الحالات من مصر.

وظن سيتشين أن الأنوناكي أرادوا استغلال السومريين كعبيد لاستخراج المعدن من المناجم الأفريقية.

لم تكن لأفكار زكريا سيتشين أي أساس من الصحة في المصادر المسمارية السومرية، ولكنه استغل كونه واحد من القلائل القادرين على قراءة السومرية والأكادية، وترجمته للنصوص مشكوك فيها، وذلك لاختلافها عن الترجمات الأخري للنص الأصلي.

كما أن له سوابق في ترجمات خاطئة أخرى، فمثلًا”الريح الشريرة” التي دمرت مدينة اور من منظور حضارة ما بين النهرين القديمة، والتي يقصد بها الرياح الشمالية ذات العواصف الرملية، اصبحت في ترجمته تعرض المدينة لهجوم نووي.
لذلك فإن ملاحظاته تأتي من قراءة ضعيفة ومتحيزة و غير مدعمة بالأدلة الكافية للمصادر، فيمكن اعتبار قصصه خيال علمي يفتقر إلى الدقة التاريخية.

أقرأ أيضاً.. بلاد ما بين النهرين.. أصحاب أول حضارة وأساتذة علوم الفلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *