رُكن مُستبشر

ماذا يسمى ظهور القمر في النهار؟ سر الظاهرة التي تخطف الأنظار


قد يرفع أحدهم رأسه في وقت الظهيرة فيتفاجأ بقرص القمر يلمع في السماء الزرقاء، مشهد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة ظاهرة طبيعية تحدث باستمرار تقريبًا، تجعل القمر شريكًا للشمس في لوحة واحدة تجمع الضوءين معًا. هذه الظاهرة يُطلق عليها ببساطة اسم القمر النهاري، وهو الاسم الأكثر تداولًا بين الفلكيين والهواة على حدّ سواء، لأنها تصف الحالة دون تعقيد أو مصطلحات تقنية، فماذا يسمى ظهور القمر في النهار.

ماذا يسمى ظهور القمر في النهار

عندما يظهر القمر في النهار فهذا لا يعني أن شيئًا غير مألوف يحدث في الفضاء، بل إن القمر يتحرك في مداره بشكل يسمح له أحيانًا بأن يكون فوق الأفق خلال ساعات النهار، وكل ما تحتاجه العين لرؤيته أن يكون مضاءً من الشمس وأن تكون السماء أقل سطوعًا في الاتجاه الذي يوجد فيه. لذلك نجد أن ظهوره يكون أوضح عندما يكون في طور الربع الأول أو الربع الأخير، لأن ضوءه في تلك المرحلة يكفي ليخترق زرقة السماء ويجذب النظر نحوه.

السبب في أننا نراه أحيانًا ولا نراه أحيانًا أخرى يرتبط بمكان القمر في السماء مقارنة بالشمس. فحين يكون قريبًا منها جدًا لا نستطيع رؤيته لأن وهج الشمس يطغى عليه، وحين يكون بدرًا يكون في العادة مرئيًا طوال الليل لا النهار، لأن موقعه يكون مقابلًا للشمس مباشرة. أما خلال الطورين اللذين يقعان بين الهلال والبدر، فإن القمر يكون في وضع مثالي يجعله حاضرًا في الصباح أو الظهيرة أو حتى قبل الغروب بقليل.

ورغم أن كثيرين يظنون أن رؤية القمر في النهار نادرة، فإن الحقيقة أنه يمكن رؤيته في الغالبية العظمى من أيام الشهر القمري. كل ما عليك هو أن ترفع رأسك إلى السماء في الأيام المتوسطة من الشهر وستجده حاضرًا بجماله الهادئ، وكأن السماء تقول لك إن الليل والنهار ليسا عالمين منفصلين كما نعتقد.

ما يميز هذه الظاهرة ليس بعدها العلمي فقط، بل تأثيرها البصري المدهش. رؤية القمر في وقت يشع فيه ضوء الشمس تمنح المشهد شيئًا من الشعرية، مزيج بين النورين يعيد للإنسان إحساسه بالدهشة الأولى، تلك التي تجعله يتأمل الكون كلما ألقى نظرة إلى السماء.

وفي النهاية، سيبقى ظهور القمر النهاري حدثًا بسيطًا في تفسيره، لكنه عميق في أثره، يذكرنا بأن للفضاء إيقاعًا لا يتوقف، وأن جمال الكون لا ينتظر الليل كي يبوح بأسراره.



اقرأ أيضًا.. لماذا نرى القمر في النهار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *