أخبار مستبشر

الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.. تطلعات متجددة ورؤية استراتيجية نحو التميز الصحي

تشهد الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تحولًا نوعيًا غير مسبوق في بنيتها التنظيمية ورؤيتها الاستراتيجية الممتدة حتى عام 2030، حيث كشفت الهيئة مؤخرًا عن تفاصيل خطتها الطموحة التي تم اعتمادها خلال اجتماع مجلس الأمناء السابع والتسعين، وهي خطة تهدف إلى جعل البورد السعودي الخيار الأول للممارسين الصحيين في العالم العربي والإسلامي، كما تركز على بناء منظومة تعليمية ومهنية مستدامة قادرة على تعزيز كفاءة الكوادر الصحية الوطنية وتأهيلها للمنافسة عالميًا، هذا التوجه الاستراتيجي لا ينعزل عن خطط المملكة في تحسين جودة الحياة وتوطين القطاعات الحيوية وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يشهد توسعًا لافتًا في عدد المستشفيات والمراكز الطبية والتعليمية.

الهيئة السعودية للتخصصات الصحية

في هذا الإطار، أعلنت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عن تخرّج أكثر من ثلاثة عشر ألف ممارس وممارسة من مختلف التخصصات خلال عام 2024، وهو رقم قياسي يعكس اتساع نطاق برامج التدريب المهني التي تشرف عليها الهيئة، وقد تم توسيع الطاقة الاستيعابية للبورد السعودي بإضافة أكثر من 1500 مقعد جديد ليصل إجمالي عدد المقاعد إلى 7 آلاف مقعد سنويًا، كما تم تعزيز مسارات القبول من خلال إطلاق 62 برنامجًا تدريبيًا موزعًا على 97 مركزًا معتمدًا للتدريب، وهي نقلة تنظيمية تؤكد حرص الهيئة على توفير فرص عادلة ومتوازنة للممارسين في جميع مناطق المملكة.

لم تكتفِ الهيئة بذلك، بل أصدرت في مارس 2025 لائحة عضوية محدثة تضمنت تعديلات هيكلية على مواد النظام السابق، حيث تم حذف 16 مادة وإضافة 26 مادة جديدة شملت تسهيل إجراءات التصنيف المهني، وتبني مبدأ المعادلة المهنية للمؤهلات بدلًا من حصرها في قوائم مغلقة، ما يسمح بقبول مؤهلات وخبرات جديدة تتماشى مع المتغيرات العالمية، ويتيح للممارسين خوض تجربة تصنيف أكثر شفافية ووضوحًا، وهو تطور نوعي في فلسفة الهيئة القائمة على التمكين والتطوير.

كما أعلنت الهيئة في يونيو 2025 نتائج القبول لبرامج الزمالة والبورد، وتم تخصيص 8298 مقعدًا للمتقدمين والمتقدمات موزعة على تخصصات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والعلوم الطبية التطبيقية، مع التشديد على ضرورة استكمال الإجراءات وسداد الرسوم قبل نهاية شهر يوليو، علمًا بأن التدريب الميداني سيبدأ مطلع أكتوبر القادم، وذلك ضمن خطة محكمة لضمان الجاهزية الأكاديمية والمهنية مع بداية العام التدريبي.

وفي خطوة نوعية لدعم القيادات النسائية في القطاع الصحي، دشنت الهيئة أول برنامج من نوعه تحت عنوان “قياديات”، والذي يهدف إلى تأهيل السيدات السعوديات العاملات في القطاع الصحي لتولي المناصب الإدارية والقيادية العليا، وهو ما يعكس التزام الهيئة بالتمكين والتنوع والمساواة المهنية، وسيبدأ تنفيذ البرنامج فعليًا في أغسطس 2025 بمشاركة نخبة من الخبراء والممارسات الصحيات من مختلف مناطق المملكة.

اللافت أيضًا أن الهيئة عززت من حضورها الدولي عبر المشاركة الفاعلة في مؤتمرات عالمية مرموقة مثل مؤتمر التقنية الحيوية في بوسطن، ومؤتمر التعليم الطبي في بانكوك، بالإضافة إلى الجمعية العامة للصحة العالمية في جنيف، وتأتي هذه المشاركات في إطار بناء شراكات استراتيجية وتبادل الخبرات وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي في التعليم الصحي والتدريب المهني.

كما أطلقت الهيئة برامج نوعية مثل تدريب “مسك على رأس العمل” ومبادرة التطوع الصحي في موسم الحج، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات جديدة مع هيئة التأمين لتطوير مهارات العاملين في القطاع التأميني الطبي، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود ورفع جودة الخدمات المقدمة للمرضى والمراجعين.

تمثل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية اليوم أحد أبرز أعمدة تطوير المهن الصحية في المملكة، وتخطو بثبات نحو التميز عبر تحديث لوائحها وتنمية مواردها البشرية وتعزيز حضورها العالمي، الأمر الذي يجعلها حجر الزاوية في بناء قطاع صحي متكامل يدعم رؤية المملكة 2030 ويصنع مستقبلًا واعدًا للممارسين الصحيين في الداخل والخارج.

اقرأ أيضًا.. رسوم تجديد الإقامة للمقيمين في السعودية 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *