فقدت الكويت واحدًا من أبنائها المخلصين، برحيل الشيخ فهد صباح الناصر المبارك الصباح، الشخصية البارزة في الساحة الرياضية والإدارية، الذي وافته المنية عن عمر ناهز السادسة والسبعين، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن، سواء من خلال المناصب التي تقلدها أو من خلال تأثيره الإنساني والاجتماعي الواسع في الأوساط المحلية والخليجية، وقد ساد الحزن في البلاد فور إعلان الديوان الأميري وفاته، وتوافدت برقيات العزاء من قادة الدول الخليجية والعربية، في مشهد يجسد الاحترام الكبير الذي ناله الشيخ الراحل في حياته وبعد مماته.
الشيخ فهد صباح الناصر المبارك الصباح.. النشأة والهوية
ولد الشيخ فهد صباح الناصر في أسرة آل صباح الكريمة، وتربى على القيم الأصيلة من الولاء للقيادة، والانتماء للوطن، والعمل الجاد، وتميّز بشخصية هادئة وقوية في آنٍ معًا، أهلته ليكون محل ثقة في مختلف المواقع التي شغلها، وقد اشتهر بعلاقته الوثيقة بمجالات الرياضة، فكان أحد أبرز وجوه التطوير الرياضي في الكويت، وعُرف بتبنيه للمبادرات الشبابية، وإصلاح اللوائح الرياضية، والعمل على دمج الكفاءة بالحوكمة.
مسيرة رياضية لامعة
تقلد الشيخ فهد منصب رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية لولايتين متتاليتين، من عام 2019 وحتى عام 2023، ثم أُعيد انتخابه لعام 2023 – 2027، لما حققه من نجاحات لافتة، حيث قاد اللجنة نحو مزيد من الانضباط والشفافية، وأطلق خلالها مشروعًا لإعادة هيكلة الأنظمة الرياضية بالتوافق مع المواثيق الدولية، ما جعل الكويت تستعيد حضورها الفاعل في المشهد الأولمبي، كما عُرف بدعمه الكبير لرياضة الدراجات النارية، وكان من أبرز الداعمين للشباب في هذا المجال، وأسس بطولات محلية وإقليمية لتشجيع الهواة والمحترفين.
الشيخ فهد صباح الناصر المبارك الصباح.. خلفية عسكرية وثقافية متميزة
لم يكن الشيخ فهد صباح الناصر بعيدًا عن المجال العسكري، فقد خدم في القوات الجوية الكويتية، وكان طيارًا متخصصًا في قيادة مروحيات الأباتشي، وأتقن ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، الأمر الذي أضفى عليه طابعًا دوليًا في تمثيل الكويت في المحافل الخارجية، ومنحه قدرة على التواصل الفعال مع الهيئات العالمية، بما يخدم صورة الكويت الحديثة والمتطورة.
الكويت تودع أحد رموزها
شهدت الكويت بعد وفاة الشيخ فهد حالة من الحزن العميق، حيث عبّر المواطنون والمقيمون عن مشاعرهم تجاه هذه الخسارة الكبيرة، وقدّم كبار المسؤولين وأفراد الأسرة الحاكمة التعازي، فيما تلقى أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح برقيات عزاء من قادة وزعماء الخليج والعالم العربي، أبرزها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكذلك من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي أعرب عن تضامنه الكامل مع الكويت وشعبها.
إرث خالد في ذاكرة الكويت
بقي الشيخ فهد صباح الناصر المبارك الصباح رمزًا للهدوء والعمل الدؤوب بعيدًا عن الأضواء، لكنه استطاع أن يترك بصمة واضحة في المجالين الرياضي والعسكري، وأن يسهم في بناء جيل شبابي رياضي يؤمن بالمهنية والانضباط، واليوم وبعد وفاته، يبقى اسمه حيًّا في ذاكرة الكويت كأحد أبناء الأسرة الحاكمة الذين خدموا وطنهم بإخلاص واستقامة وشغف بالإنجاز.
اقرأ أيضًا.. تفاصيل تسليم مساعد المسيليم إلى الكويت.. العدالة تتحرك بعد سنوات من الهروب
