رُكن مقالات مُستبشر

اكتشاف أسرار الدماغ البشري.. بين الغرور والرضا

الدماغ، أن العيش بنظرة متعالية تجاه الآخرين يزيد من ضغط الدم والتوتر المزمن، مما يهدد صحة القلب والأوعية الدموية، وتجاوز الخط الفاصل بين الثقة بالنفس والغرور المفرط قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في بيئة العمل، الموظفون والمديرون المتعجرفون قد يتسببون في فشل المؤسسات، حيث ترتبط الغطرسة غالبًا بمهارات معرفية منخفضة وأداء ضعيف.

هذا ما توصل إليه ستان سيلفرمان وزملاؤه من جامعة أكرون في الولايات المتحدة، حيث طوروا “مقياس الغطرسة في العمل” للمساعدة في قياسها والتقليل من وجودها في المؤسسات، ويؤكد الباحثون أن التواضع هو مفتاح النجاح في بيئة العمل؛ فكلما زادت الذكاء، زادت التواضع.

الدماغ والغرور.. الرابط العصبي

الغرور المفرط قد يكون مرتبطًا بخلل في الدماغ، تحديدًا بانخفاض المادة الرمادية في الجزء الأمامي الأيسر من القشرة الدماغية، وهي منطقة تلعب دورًا مهمًا في الوعي الذاتي والمهارات الاجتماعية، في دراسة أجرتها جامعة برلين الحرة، تم فحص 17 شخصًا سليمًا و17 آخرين مصابين باضطراب الشخصية النرجسية، وأظهرت النتائج أن المصابين بهذا الاضطراب لديهم عدد أقل من الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن التعاطف واتخاذ القرارات والتفكير في التجارب العاطفية.

الدماغ.. الوهم بالتفوق.. خداع العقل

يُطلق علماء النفس على هذا الشعور بالتفوق مصطلح “وهم التفوق”، وهو انحياز معرفي له أساس كيميائي عصبي. في دراسة نُشرت في مجلة (PNAS)، حددت العالمة اليابانية ماكيكو يامادا هذا الوهم بين منطقتين في الدماغ: القشرة الأمامية، المسؤولة عن معالجة الشعور بالذات، والجسم المخطط، مركز المكافآت في الدماغ، وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يقيّمون أنفسهم بإيجابية لديهم اتصال أقل بين هاتين المنطقتين، مما يسهل شعورهم بالتفوق، وتوضح يامادا أن هذا الوهم متجذر فينا، حيث يساعدنا على الحفاظ على الأمل في المستقبل ويزيد من دافعيتنا لتحقيق الأهداف، مما يعزز الصحة النفسية.

الغرور مقابل احترام الذات.. فهم الفارق

الغرور والتفاخر ليسا وجهين لعملة واحدة مع احترام الذات. يُظهر النرجسيون شعورًا بالتفوق، لكنهم غالبًا ما يفتقرون إلى الرضا عن الذات، ويشرح الباحث الهولندي إيدي بروملمان من جامعة أمستردام أن الأشخاص النرجسيين يسعون لإثبات تفوقهم على الآخرين بدلًا من بناء علاقات وثيقة، عندما يتلقون الإعجاب، يشعرون بالنشوة ويزداد غرورهم، لكن في حال عدم الحصول على التقدير المتوقع، قد يصبحون غاضبين وعدوانيين، وفي المقابل، يتمتع أصحاب احترام الذات بقيمة ورضا عن النفس دون الشعور بالتفوق على الآخرين.

أسباب الغرور.. نظرة من الداخل

هل تعرف شخصًا ينظر إلى الآخرين بتعالٍ؟ قد يكون ذلك نتيجة لأحد هذه العوامل الأربعة:

  • متعة التباهي: يجد المتفاخرون صعوبة في التوقف عن التحدث عن إنجازاتهم، حيث أظهرت دراسة من جامعة هارفارد أن مشاركة المعلومات عن الذات تنشط نفس مناطق الدماغ المرتبطة بالمتعة، مثل تناول الطعام أو العلاقات الحميمة.
  • التنشئة والتربية: قد ينشأ الغرور من تربية تركز على التفوق والإنجازات، مما يغذي شعور الشخص بأنه أفضل من الآخرين.
  • البيئة الاجتماعية: العيش في مجتمع يقدر النجاح المادي والمكانة الاجتماعية قد يدفع الأفراد إلى تبني سلوكيات متعجرفة لإثبات ذاتهم.
  • انعدام الأمان الداخلي: قد يكون الغرور وسيلة لتعويض شعور داخلي بعدم الكفاءة أو القلق بشأن القدرات الشخصية.

فهم هذه العوامل يمكن أن يساعد في التعامل مع الأشخاص المتعجرفين وتقديم الدعم اللازم لهم للتغلب على هذه السلوكيات.

للمزيد من المعلومات حول تأثير الغرور على الصحة النفسية، يمكنك زيارة هذا الرابط.

اقرأ أيضًا.. ما هي اللغة.. كيف جاءت كلماتنا الأولى؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *