شخصيات

تشارلز بيرن.. قصة “العملاق الأيرلندي” الذي لم يُدفن

محمد أحمد كيلاني 

لقد أكسبه ارتفاعه البالغ 2.31 متر لقب “العملاق الأيرلندي”، وبعد وفاته، من ورم في المخ، تم عرض الهيكل العظمي لتشارلز بيرن لمدة 200، عام في متحف “هانتيريان” في لندن، وعلى الرغم من أن ورم بيرن كان حميدًا، إلا أنه كان موجودًا في الغدة النخامية، وهذا مما تسبب في وفرة هرمون النمو والعملقة، لديه.

وقبل وفاته في عام 1783، أعرب بيرن عن رغبته في أن تبقى رفاته في البحر داخل تابوت مبطن بالرصاص، ومع ذلك، وخلافًا لوصيته، انتهى الأمر، بعرض هيكله العظمي للآلاف من الناس.

مستبشر يُقدم إليكم نبذة عن حياة تشارلز بيرن.

حياة تشارلز بيرن العملاق

ولد تشارلز بيرن ( بالإنجليزية – Charles Byrne) عام 1761، في درومولان، وهي قرية صغيرة جدًا، يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي 175 نسمة، بأيرلندا الشمالية، ويقول الفولكلور إنه وُلد على كومة قش، وأن هذا هو سبب طول قامته الكبير، وأغلب المصادر لا تذكُر والديه، إلا أنه من المُتداول أنهما لم يكونا طويلا القامة مثله.

وفي الفولكلور الأيرلندي، يشكل العمالقة جزءًا من العديد من القصص والأساطير، ويقال عنهم، أنهم صانعوا الكهوف والتلال والوديان.

لفت الأنظار

عندما أصبح طول تشارلز واضحًا ولاحظ جيرانه ذلك، بدأ بيرن يحلُم بجني ثروة من هذا الطول، ولذلك، وصل في عام 1782 إلى لندن، وأطلق على نفسه إسم “العملاق الأيرلندي”، وبدا جليًا أنه كان يرغب في الاستفادة من مظهره الجسدي، وتُخبرنا الحكاية أنه كان طويل القامة لدرجة أنه كان يُشعل النار في أعمدة الإنارة في الشوارع.

أطول الرجال في التاريخ الذين أثاروا إعجاب العالم بحجمهم

وسرعان ما نال إعجاب وتقدير الجمهور، الذين كانوا على استعداد لدفع أي شيء لمشاهدة هذا المقيم الجديد في العاصمة الإنجليزية، ومع ذلك، كان من الحقائق أيضًا، أن حالة الطول هذه تسببت له في مشاكل صحية واضحة.

لقد كانت العملقة تؤثر على كل من عظامه وقلبه، وهي في العام، حالة نادرة ومهددة للحياة، ولا يوجد علاج لها.

سبب رغبة بيرن في الدفن في قاع البحر

في يونيو 1783، طلب تشارلز بيرن من أصدقائه دفنه في البحر في تابوت مبطن بالرصاص، وكان يبلغ من العمر 22 عامًا وقتها، ولكنه شعر أن نهايته قريبة، لأنه بالإضافة إلى حالته الطبيعية، كان يعاني من مرض السُل، وكان خائفًا مما قد يحدث لرفاته.

وكان وراء الخوف الذي شعر به العملاق الأيرلندي، هو العالم البارز “جون هانتر”، المعروف الآن بأنه أب الجراحة الحديثة، وفي ذلك الوقت، تعرف هذا الجراح على بيرن وأراد الحصول على جسده عندما يموت، ليكون ضمن مجموعته من الشذوذ البشري.

ماذا كان يحدث في العصور القديمة، وهل تعرض تشارلز بيرن للتنمر؟

كان بيرن على علم بالبعثيين، وعصابات المجرمين الذين يكسبون رزقهم في نبش الجثث وبيعها لكليات الطب أو العلماء، مع العلم بذلك، كان يشتبه في أن جسده سيكون مفيدًا لبعض المجموعات الطبية عديمة الضمير التي ستدفع مقابل حيازة جسده.

ولسوء الحظ، وُلد تشارلز بيرن في وقت عُرض فيه “الاختلاف” على أنه شذوذ بشري ومستبعد من المجتمع، لهذا أراد أن يشعر بالأمان في قاع البحر، لأنه مكان لا يذهب إليه أي إنسان لسرقة جسده.

نهاية العملاق الايرلندي.. وحصول هانتر على ما أراد

في أبريل عام 1783، وبسبب مشاكل الشرب، نام بيرن في أحد شوارع لندن، مع كل مدخراته في جيبه والتي سُرقت منه، وعندما استيقظ، لم يكن لديه شيء، وغرق الشاب في اليأس وتوفي يوم الأحد 1 يونيو من ذلك العام.

ويقال أن “جون هانتر” دفع في النهاية لسرقة جثة العملاق ووضعها في مجموعته الخاصة، وتم غلي الجثة، حتى أصبحت هيكل عظمي، وبعد أربع سنوات تم عرضها في متحف هانتر الخاص، وفي عام 1799، حصلت عليها الكلية الملكية للجراحين.

وتم عرض الهيكل العظمي منذ ذلك الحين في متحف هانتيريان، المملوك للكلية الملكية للجراحين، وذلك على عكس رغبة بيرن، كما طالبت العديد من مجموعات الناشطين بإزالة الهيكل العظمي من المتحف.

أخيرًا، تم إتخاذ خطوة إيجابية، وإن لم تكن نهائية، كما قلنا، عندما أعلنت الكلية الملكية للجراحين، أنها ستزيل الهيكل العظمي للعملاق الأيرلندي من متحف هانتيريان، وستحل محله لوحة للصياد للرسام الإنجليزي الشهير “جوشوا رينولدز”، وتشتمل الصورة في الخلفية على إحدى عظام ساق تشارلز بيرن.

ورغم إعلان الكلية الملكية للجراحين، إلا أنها ستحتفظ بالهيكل العظمي كجزء من المشاريع البحثية.

أقرأ أيضاً.. “إنسان نياندرتال” مُلتهم الأفيال الخارقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *