محمد أحمد كيلاني
أظهرت أبحاث أن “إنسان نياندرتال” أكل نوعًا من الأفيال في عصور ما قبل التاريخ يعرف باسم الفيل المستقيم (Palaeoloxodon antiquus)، وكانت حيوانات عملاقة يبلغ حجمها ضعف حجم الأفيال الحالية، أي أن ارتفاعها يصل إلى 4.5 متر ويبلغ طول أنيابها 3 أمتار.
وحللت الدراسة، التي أجرتها جامعة يوهانس جوتنبرج الألمانية، بقايا هيكل عظمي عمرها 125 ألف عام لهذا النوع، وقد فحص الباحثون 70 فيلًا ووجدوا أن القليل منها يمتلك هياكل عظمية كاملة.
وتشير العلامات الموجودة على العظام إلى أن الثدييات، التي كانت أكبر من الماموث الصوفي، تم ذبحها حتى يتم فصل كل لحومها ودهنها عن العظام.
حجم الأفيال العملاقة
وقد ذكرت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سابين جودزينسكي-ويندهيوزر: ” أن وزن الأفيال الذكور يصل إلى 12 طنًا، فإن ذبح حيوان بهذا الحجم يتطلب أدوات متعددة وجزارين محترفين.
“كانوا يستغرقون أيامًا للانتهاء وكانوا قد أنتجوا كميات كبيرة من اللحوم التي، كانت من الممكن تُكفي إطعام 25 شخصًا لمدة ثلاث أشهر.
“لقد مزقوا حتى أدمغتهم ومخالبهم”
الاصطياد داخل مجموعات كبيرة
وهذا يقود العلماء إلى الاعتقاد بأن الإنسان البدائي يصطاد في مجموعات كبيرة ويستخدم أدوات لذبح الأفيال، ولكن بالإضافة إلى قياس أنفسهم ضد الأفيال للحصول على لحومهم، فقد كان على إنسان نياندرتال أن يدافع عن نفسه ضد الضباع والأسود، التي يجذبها الفيل المذبوح.
لقد كان صيد هذه الحيوانات العملاقة وتقطيع أوصالها بالكامل جزءًا من أنشطة الكفاف لإنسان نياندرتال، وهذا هو أول دليل واضح على صيد الأفيال في التطور البشري.
كيف اصطاد إنسان نياندرتال؟
وفقًا للباحثين، كان لدى إنسان نياندرتال تقنيات صيد بعيدة المدى متطورة للقبض على فرائسهم، مما يشير إلى أنهم كانوا أكثر ذكاءً مما كان يعتقد سابقًا.
فقد أظهرت عظام الفيل المستقيم أن الحيوانات ماتت بسبب ثقب الرمح، وهو أقدم مثال على علامات الصيد في تاريخ البشر، أو البشر الأوائل.
لقد كان لدى إنسان نياندرتال ثقافة أكثر تعقيدًا مما يُعتقد، وتكشف الأبحاث الحديثة أنهم ابتكروا فنًا رمزيًا وزينوا كهوفهم واستخدموا النار في الأدوات والطعام.
أقرأ أيضاً..“طائر الدودو” يعود من الانقراض