الضبعان السعوديون مهددون بالانقراض، تُعد الضباع جزءًا مهمًا من التنوع البيئي في المملكة العربية السعودية، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على التوازن الطبيعي، لكنها تواجه اليوم تهديدات خطيرة قد تؤدي إلى اختفائها إذا لم تُتخذ إجراءات صارمة لحمايتها، فالضباع ليست مجرد كائنات برية، بل هي عنصر أساسي في النظام البيئي، حيث تعمل على تنظيف البيئة من الجيف، ما يحدّ من انتشار الأمراض ويحافظ على صحة الحيوانات الأخرى، كما تساهم في السيطرة على أعداد بعض الفرائس، مما يمنع اختلال التوازن البيئي.
الضبعان السعوديون مهددون بالانقراض
ورغم هذا الدور الحيوي، فإن الضباع في السعودية تتعرض لمخاطر متعددة، أبرزها الصيد الجائر، حيث يتم استهدافها بسبب معتقدات خاطئة بأنها تشكل خطرًا على الإنسان أو الماشية، كما أن التوسع العمراني والزراعي أدى إلى تدمير بيئاتها الطبيعية، ما قلّل من مساحات الصيد والتكاثر المتاحة لها، بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام السموم في مكافحة الآفات يؤثر بشكل مباشر على الضباع، حيث قد تتناول فرائس ملوثة بالمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى نفوقها بشكل جماعي.
في ظل هذه التهديدات، تعمل المملكة على حماية الضباع من خلال إنشاء المحميات الطبيعية مثل محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، التي توفر بيئة آمنة للحياة الفطرية، كما تنفذ برامج لإكثار الضباع وإعادة توطينها في مواطنها الأصلية للحفاظ على التوازن البيئي، إلى جانب ذلك، تسعى الجهات المعنية إلى توعية المجتمع بأهمية الضباع ودورها في البيئة، من خلال حملات تثقيفية تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عنها.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى حلول أكثر فاعلية، فغياب الوعي المجتمعي لا يزال يشكل عائقًا كبيرًا أمام جهود الحماية، كما أن تطبيق القوانين المتعلقة بالصيد الجائر يحتاج إلى تشديد الرقابة لضمان عدم التعدي على هذه الكائنات، ولا يمكن إغفال دور البحث العلمي في دراسة سلوك الضباع وبيئتها، ما يساعد في وضع خطط طويلة المدى لحمايتها.
الحفاظ على الضباع ليس مجرد حماية لكائن حي مهدد بالانقراض، بل هو حفاظ على توازن بيئي ضروري لاستمرار الحياة البرية في المملكة، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لحمايتها، فقد نجد أنفسنا أمام اختفاء أحد أهم مفترسات البيئة الطبيعية، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على النظام البيئي بأكمله.
اقرأ أيضًا.. إدراج “سهم نايس ون” في السوق المالية السعودية
