محمد أحمد كيلاني
تعد تشيلي أطول دولة في العالم حيث يمتد خطها الساحلي الذي يزيد طوله عن 6000 كيلومتر على طول الحافة الغربية لأمريكا الجنوبية، ويبلغ امتدادها من الشمال إلى الجنوب 4,270 كيلومترًا، ومساحتها الإجمالية هي 756,626 كيلومترًا مربعًا.
وتمتد أراضي تشيلي من صحراء أتاكاما في الشمال، وهي واحدة من أكثر الأماكن جفافًا على وجه الأرض، إلى الطرف الجنوبي من القارة، موطن منطقة باتاغونيا الوعرة على طول سلسلة جبال الأنديز.
الطبيعة الجغرافية لأطول دولة في العالم
تحد تشيلي المحيط الهادئ من الغرب، وسلسلة جبال الأنديز من الشرق، وتشترك في الحدود البرية مع بيرو من الشمال، وبوليفيا والأرجنتين من الشرق، ويبلغ عرض تشيلي 177 كيلومترًا فقط في أوسع نقطة لها ويبلغ متوسط عرضها حوالي 64 كيلومترًا، وتعد تشيلي واحدة من أضيق البلدان على وجه الأرض، ولكنها ليست الأضيق نظرًا لوجود دويلات صغيرة أصغر بكثير من هذا البلد، مثل الفاتيكان.
وهي دولة متناقضة تمامًا فهي الأطول باتجاهًا من الشمال إلى الجنوب وفي نفس الوقت واحدة من أضيق البلدان من الشرق إلى الغرب، وفي ظل هذه المفارقة، فإن تضاريس تشيلي متنوعة بشكل مُدهش.
صحراء اتاكاما في أطول دولة في العالم
تقع صحراء أتاكاما في الجزء الشمالي من تشيلي، وتعتبر واحدة من أكثر الأماكن جفافًا على وجه الأرض، وتُغطي مناطق أريكا وباريناكوتا وتاراباكا وأنتوفاجاستا وأتاكاما وشمال منطقة كوكيمبو.
ولم تسجل بعض مناطق الصحراء هطول الأمطار مطلقًا، وتمت مقارنة جفافها بجفاف المريخ، مما يجعلها مكانًا مثيرًا للاهتمام للغاية للبحث العلمي، بما في ذلك دراسة الكائنات الحية التي تعيش في الظروف القاسية، وهي الكائنات التي تزدهر في البيئات القاسية.
جبال الأنديز
تّعد جبال الأنديز واحدة من أطول سلاسل الجبال في العالم، مع متوسط ارتفاع يبلغ 4000 متر فوق مستوى سطح البحر والحد الأقصى للارتفاع 6691 مترًا، تعد جبال الأنديز موطنًا للعديد من أعلى القمم في نصف الكرة الغربي، بما في ذلك أوخوس ديل سالادو، الذي يبلغ ارتفاعه 6893 مترًا وهو أعلى بركان في العالم.
باتاغونيا
هذه هي المنطقة الواقعة في أقصى جنوب العالم، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة، بما في ذلك الأنهار الجليدية والمضايق والغابات المعتدلة.
وتعد حديقة توريس ديل باين الوطنية، وهي محمية للمحيط الحيوي تابعة لليونسكو واحدة من الوجهات الأكثر رمزية في المنطقة حيث يمكننا رؤية الجبال العالية التي تعيش فيها مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك كندور الأنديز، وغزال الأنديز الجنوبي، وبطريق ماجلان أو بطريق باتاغونيا (Spheniscus magellanicus).
ونظرًا لحجمها الكبير، تعد تشيلي موطنًا لشتى أنواع الطقس، بدءًا من الظروف شديدة الجفاف في صحراء أتاكاما وحتى الظروف الباردة والرطبة في باتاغونيا.
وهذا أيضًا هو المكان الذي تأتي منه مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والحيوانات، فليس من قبيل الصدفة أن تشيلي لديها آلاف الأنواع من النباتات الوعائية، بما في ذلك العديد من الأنواع المستوطنة، وأكثر من 500 نوع من الطيور.
ولسوء الحظ، على الرغم من ثروتها في النظم البيئية، تعد تشيلي أيضًا منطقة بها العديد من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض بسبب التلوث والصيد غير القانوني وانتشار المدن ونموها.
ومن بين هذه الأنواع المعرضة للخطر ضفدع داروين (Rhinoderma rufum)، وثعلب تشيلوت (Lycalopex fulvipes)، وشينشيلا الجبل (شينشيلا شينشيلا)، وقط الوشق (Leopardus jacobita)، وكروان الإسكيمو (Numenius borealis).
أقرأ أيضاً.. قنديل البحر الشبح.. يصل طوله إلى 10 أمتار| صور