مصطفى غازي
حياة نبي الله يحيى عليه السلام كانت قصيرة، لكنها مليئةٌ بالأحداث المثيرة، فقد وُلد بمعجزة، وعاش ليكون نورًا للهداية، لكنَّ حياتَه انتهت بسبب مؤامرة دبرها أصحاب السلطان والجبروت والحب المحرم، فما هي تفاصيل هذه المؤامرة؟ ومن دبرها؟ وكيف كانت نهايتهم؟.
مولد يحيى عليه السلام ونسبه
يقول الله تعالى في سورة مريم: “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا”
يحيى عليه السلام هو ابن نبي الله زكريا عليه السلام وزوجته إيشاع بنت عمران، التي كانت شقيقة السيدة مريم بنت عمران، أم المسيح عليه السلام، وبهذا يكون يحيى والمسيح عليهما السلام ابني خالة، وقد جاء مولده معجزة بعد أن بلغ زكريا الشيخوخة وكانت زوجته عاقرًا، مما جعله آية تمهيدية لميلاد المسيح عليه السلام بلا أب.
سمات شخصية يحيى عليه السلام
وصف الله النبي يحيى في سورة آل عمران بقوله: “فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ”
وقد كان معروفًا بوسامته، وذكائه، ونبله، وامتلاك نفسه أمام الشهوات، وامتناعه عن المحرمات، كما كان حكيمًا وفقيهًا عالمًا بالشريعة الإلهية، ونبيًّا يبلغها ويحكم بها بين الناس.
نهاية يحيى عليه السلام المؤسفة
رغم صفاته النبيلة، إلا أن تمسك النبي يحيى عليه السلام بالشريعة ورفضه مجاملة أهل الأهواء، جعله هدفًا للذين حقدوا عليه ودبروا لقتله، فكانت نهاية حياته في شبابه نتيجة لهذه المؤامرات.
الروايات حول المتآمرين على النبي يحيى
الرواية الأولى: سلطان جائر واقع في الحب المحرم
تتحدث هذه الرواية عن حاكم يُدعى هيرودس، أراد الزواج من ابنة أخيه هيرودا، لكن النبي يحيى رفض هذا الزواج المحرَّم وفق الشريعة الإلهية، مما دفع هيرودا إلى اشتراط مهرها برأس النبي يحيى، فأمر هيرودس بقتله وأتاها برأسه في طست.
الرواية الثانية: الملك كثير الطلاق
هذه الرواية تروي قصة ملك دمشق هداد، الذي طلَّق زوجتَه أريل ثلاث مرات، ثم أراد أن يراجعها، لكن النبي يحيى عليه السلام رفض ذلك وفق الشريعة، مما أغضب الملك وزوجته، فدبرا قتله وأحضرا رأسه في طست.
الرواية الثالثة: البغي العاشقة
وفقًا لهذه الرواية، حاولت امرأةٌ بغيٌ غوايةَ يحيى عليه السلام، لكنه رفض بشدة، فاستغلت فتنتها لإغواء حاكم المدينة وأمرت بقتله، فتم إحضار رأسه لها في إناء.
اختلاف الروايات والعبرة منها
تختلف الروايات حول من دبر قتل النبي يحيى، لكن ما يجمع بينها هو إصرار أصحاب الأهواء على مخالفة الشريعة الإلهية، وكيدهم لأهل الصلاح، مما أدى إلى ارتكاب جريمة بشعة، وكانت العاقبة غضبًا من الله وعذابًا في الدنيا والآخرة.
والعبرة من هذه القصة، أن الإصرار على اتباع الحق والتزام الشريعة هو الأهم، وأن أهل الأهواء قد يرتكبون الفظائع في سبيل تحقيق أغراضهم.
أقرأ أيضاً.. “البارود” من وصفة لإطالة العُمر إلى مادة فتاكة