
في مساء الثلاثاء، 11 مارس 2025، وقعت حادثة اغتيال مروعة استهدفت السفير السوري نور الدين اللباد وشقيقه عماد في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حيث اقتحم مسلحون مجهولون منزلهما وأطلقوا عليهما النار، مما أدى إلى مقتلهما على الفور، هذه الجريمة هزت الأوساط السياسية والشعبية، وأثارت الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء استهداف اللباد تحديدًا.
من هو السفير السوري نور الدين اللباد؟
وُلد نور الدين اللباد عام 1962 في مدينة الصنمين بمحافظة درعا، وتلقى تعليمه العالي في فرنسا حيث حصل على درجة الدكتوراه في الأدب الفرنسي وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة السوربون بباريس، كما نال دبلومًا عاليًا في الترجمة، عمل في وزارة الخارجية السورية كوزير مفوض، وخدم في عدة سفارات مثل بغداد وباريس وطرابلس وصنعاء وبنغازي، بالإضافة إلى عمله في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية ضمن إدارات المراسم والبروتوكول والترجمة.
في أبريل 2013، أعلن السفير السوري نور الدين اللباد انشقاقه عن نظام الرئيس السابق بشار الأسد، حيث رفض استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، ومنذ ذلك الحين، تم تعيينه ممثلًا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا، مما جعله هدفًا لبعض الجهات المعارضة لخطه السياسي.
تفاصيل حادثة اغتيال اللباد
وفقًا لمصادر محلية، تعرض منزل نور الدين اللباد لهجوم من قبل مسلحين مجهولين دخلوا منزله في مدينة الصنمين وأطلقوا النار عليه وعلى شقيقه عماد، مما أدى إلى مقتلهما على الفور، وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة أربعة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين، دخل اثنان منهم المنزل بينما بقي الآخران في الخارج لتأمين الطريق، وبعد تنفيذ الاغتيال، غادروا المكان بسرعة دون أن يتمكن أحد من إيقافهم.
تأتي هذه الجريمة بعد نحو أسبوعين فقط من عودة نور الدين اللباد إلى سوريا بعد غياب دام 12 عامًا، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة وجعل العديد من المراقبين يعتقدون أن عودته كانت السبب وراء اغتياله.
ردود الفعل
أثارت حادثة اغتيال اللباد موجة من الاستنكار والغضب في الأوساط السياسية والشعبية، فقد كان يحظى بسمعة طيبة بين أهالي مدينة الصنمين نظرًا لمواقفه الوطنية ومساهماته في الثورة السورية منذ انطلاقتها في مارس 2011.
يرى المراقبون أن اغتيال نور الدين في هذه المرحلة يهدف إلى إبقاء الأوضاع في مدينة الصنمين متوترة، خاصة بعد الحملة الأمنية الأخيرة التي شنتها القوات المحلية ضد فلول النظام وتنظيم الدولة، وتعتبر هذه الحادثة رسالة واضحة من الجهات المستفيدة من بقاء الفوضى في المنطقة.
خلفيات حادثة اغتيال السفير السوري نور الدين اللباد
وقعت حادثة اغتيال نور الدين اللباد في ظل توترات أمنية متزايدة في مدينة الصنمين ومناطق أخرى من ريف درعا، حيث تنشط مجموعات مسلحة تتبع لجهات مختلفة، وتأتي هذه الحادثة أيضًا في أعقاب حملة أمنية واسعة شهدتها المنطقة ضد عناصر النظام السوري وتنظيم الدولة، ما أدى إلى تصعيد كبير في التوترات.
يمثل اغتيال السفير السوري نور الدين اللباد خسارة كبيرة، ولأهالي مدينة الصنمين على وجه الخصوص، حيث كان يعتبر شخصية محورية قادرة على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، تبرز هذه الجريمة الحاجة الملحة لتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، والعمل على حماية الشخصيات الوطنية.
اقرأ أيضًا.. ما هي اللهجة.. وما أهم اللهجات العربية؟