شخصيات

بين الإسكندرية مقدونيا وسيوة.. أسرار وفاة “الإسكندر الأكبر”

محمد أحمد كيلاني 

في 13 يونيو من عام 323 قبل الميلاد، توفي الإسكندر الثالث المقدوني في بابل قبل شهر من عيد ميلاده الثالث والثلاثين، وتركت وفاته الكثير من الأسرار، وفي هذا الموضوع نعرض لكم جزء من الغموض الذي رافق وفاة الإسكندر الأكبر.

التاريخ والظروف

الخلاف الأول حول وفاة الإسكندر الأكبر يدور حول التاريخ الذي حدثت فيه، فبعض المؤلفين – الأغلبية – يقولون إنه يوم 13 يونيو والبعض الأخر يقول إنه يوم 10 يونيو. 

وعلى أية حال، حدثت الوفاة في قصر نبوخذنصر الثاني، في بابل، عندما كان الملك المقدوني على بعد شهر من عيد ميلاده الثالث والثلاثين.  

ومن المعروف أنه شارك في مأدبة نظمها صديقه ميديو دي لاريسا بتاريخ 2 يونيو، وبعد أن شرب بكثرة، ذهب إلى السرير لأنه كان يعاني من مرض خطير، وهو المرض الذي لم  يتعافى منه.

أسرار وأسباب وفاة الإسكندر الأكبر 

هناك عدة نظريات حول سبب هذا المرض القاتل، فقد كان التسمم هو المرض الأكثر انتشارًا في العصور القديمة، وهو السبب الذي أيده جوستين وكورتيوس بلوتارخ.

ويُعتقد أنه تسمم بالخربق أو الإستركنين، والذي كان يديره أبناء أنتيباتر (وصي اليونان)، وكاساندر وإيولاس، والأخير هو ساقي الإسكندر الملكي.  

وقد شكك المؤرخون المعاصرون في هذه النظرية، حيث مرت عشرة أيام بين المأدبة والوفاة، وفي العالم القديم لم تكن هناك سموم تعمل ببطء شديد.

تشير الأعراض إلى التهاب البنكرياس الحاد أو انتكاسة الملاريا التي أصيب بها الإسكندر عام 336 قبل الميلاد.

كلماته الأخيرة

بينما كان الإسكندر على فراش الموت، سأله جنرالاته عمن يريد أن يورث إمبراطوريته، وهناك الكثير من الجدل حول ما أجاب به. 

ويَعتقد معظم المؤرخين أنه إذا تم اختيار أحد جنرالاته خلفًا له، فمن الواضح أنه سيكون كراتيروس، وهو قائد الجزء الأكبر من الجيش، وهم المشاة، وكان استراتيجي ممتاز ومقدوني مثالي، لكن كراتيروس لم يكن حاضرًا ورجح العلماء أنه أختار “شخص أخر”.

أسرار وفاة الإسكندر الأكبر.. منازعات الوصية والميراث

أدى عدم وجود وريث شرعي (الإسكندر، الابن الذي كان ينتظره من روكسانا، ولد بعد وفاته، وابنه الآخر، هيراكليس، لم يكن مؤهل لعده اسباب) إلى إطلاق العنان لحرب الخلافة بين الجنرالات، ةالتي انتهت بتقسيم الإمبراطورية إلى قسمين. 

وعلاوة على ذلك، أدت جرائم القتل المتتالية لابنيه، والدته أوليمبياس، وأرملته روكسانا، وأخيه غير الشقيق فيليب أريديوس، إلى القضاء على الأسرة الأرجية، وهذا، وفقًا لديودوروس.

وكان الإسكندر قد أملى وصية مفصلة على كراتيروس قبل وقت قصير من وفاته، وهو لغز أخر لم يتم حله، حيث لم يبق أي أثر للوثيقة المذكورة.

قبره

ولعل اللغز الأكبر هو الموقع الحالي لرفات المقدوني، وبحسب المصادر القديمة، فقد تم حفظ الجثة في وعاء من الطين مملوء بالعسل، والذي تم وضعه بدوره في تابوت ذهبي.  

وقد أخذها بطليموس الأول إلى مدينة الإسكندرية في مصر، حيث تمت زيارة المقبرة – وأحيانًا نهبها – حتى القرن الثالث على يد شخصيات رومانية مفتونة مثل يوليوس قيصر، وأوكتافيوس أوغسطس، وكاليغولا وكركلا.  ثم اختفت.  

ومن النظريات التي يتم النظر فيها أنها موجودة في حرم سيوة بمصر أيضًا، أو أنها لا تزال في الإسكندرية أو في مقدونيا.

أقرأ أيضاً.. “منارة الإسكندرية” رمز القوة المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *