شخصيات
أخر الأخبار

المصرية التي حكمت منظمة التحرير الفلسطينية ….. فمن هي رشيدة مهران ؟  

شهد زاجلاوي

مصرية مواليد الإسكندرية 15 يناير عام 1935م، أسمها بالكامل رشيدة مهران سعيد عوض، نشأت مهران في عائلة محبة للأدب واللغة العربية فكان والدها مفتشًا ومدرس أول للغة العربية و أختها الكبرى فوزية مهران الروائية والكاتبة الكبيرة، فلا عجب أن يكون أهتمامها باللغة العربية كبيرًا إلى حد دراستها في مرحلة البكالوريوس، وأن تحصل بعدها على الماجستير من جامعة الإسكندرية التي عُينتن بها فيما بعد مُدرسة بكلية الآداب لتنتقل بعدها إعارة للسعودية عام 1981 لتدريس الأدب العربي في جامعة الملك عبد العزيز، ومن هنالك كتبت للعديد من الصحف وكانت مهتمة في كتابتها  بالشأن العربي والفلسطيني بجانب تحضير رسالة الدكتوراه في فن السيرة و الترجمة في أدب طه حسين.

رشيدة مهران

ابنة مطيعة طالبة متفوقة، مُدرسة ناجحة وكاتبة بارعة، وزوجة ربما مثالية، قبل سفرها للسعودية بسنوات وأثناء دراستها للماجستير تزوجت مهران من الصحفي الأسكندراني ورئيس تحرير جريدة الأسكندرية أنور سعيد بيومي والذي تولى منصب نقيب الصحفيين بالأسكندرية لاحقًا، وكان يكبرها بأربعة سنوات وأنجبت منه أمل وخالد.

ما تداول حول رشيدة مهران أن سبب سفرها للسعودية من أجل التدريس عام 1981 هو أنها تأثرت نفسيًا من وفاة زوجها فجأة، لكن حسب تتبع المصادر أن نقيب صحفيين انور سعيد فارق الحياة 8 يوليو 2009 أي أنه من المستحيل أنها سافرت هي وأطفالهما للسعودية لهذا السبب لكن غير معروف حتى الأن إذا انفصلوا أو اختفى فجأة لا نعلم ما حول علاقتهم بالضبط لكن ما نعلمه حتى الآن أنها أكملت حياتها بدونه. 

كيف التقت رشيدة وياسر عرفات؟ 

أثناء إقامتها بالسعودية كان جزء من كتابتها في الصحف حول القضية الفلسطينية، وقد خصصت جزء من هذه المقالات المتناثره عن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وعندما علمت رشيدة مهران أن عرفات سوف يزور جدة، لم تترك هذه الفرصة تضيع من يدها كأي صحفيّا يريد أن يجري حوارًا، ذهبت مهران إلى مقر إقامته بالفندق و في المرة الأولى أعتقدت أن الوصول لعرفات أمرًا سهلاً لكنه بالطبع ليس كذلك.

وكررت زيارتها مررًا وتكرارًا حتى نالت ما أرادت، وألتقت بعرفات أخيرًا وهي أمامه الأن، رشيدة مهران بذكائها وعفويتها المصرية الملفتة، ألقت عليه الاسئلة التي حضرتها من أجل الحوار ثم فجأة و أثناء حديثها تقترح عليه أن تكتب عنه كتابًا عن طريق المعايشة و التقرب من تفاصيل حياته …… وقد وافق عرفات …..بهذه البساطة!، وببساطة أيضًا وجدت رشيدة مهران نفسها داخل مقر إقامة عرفات في تونس، على طاولة الإفطار اليومية، بل وبإمكانها أن تطلب منه أن تنظر لحقيبة السفر الشخصية وتعرف ما بداخلها، أنهت رشيدة كتابها الأول عن ياسر عرفات وكان عنوانه “عرفات ألهي”، وكتابها الثاني عرفات الرقم الصعب.

أخذت رشيدة مهران مع الوقت مساحة كبيرة للغاية داخل منظمة التحرير بعد إصدار قرار مكتوب من عرفات بتنصيبها مستشارة الشؤون الثقافية أي أن تكون جزء من مظمة التحرير وبذلك تكن اول مصرية تنضم لمنظمة  التحرير الفلسطينية، بل وصدر قرار بأن تكون عضوًا في أتحاد الصحفيين و الكتاب الفلسطنيين وكانت قرارتها مسموعة و مأخوذة بعين الأعتبار داخل الأتحاد، كان لها نفوذًا حتى على رئيس الأتحاد نفسه.

ولا شك بأن كانت هناك حالة من الغضب في الشارع الفلسطيني بسبب كل القصص التي دارت حول ياسر عرفات ورشيدة مهران، وظهر هذا الغضب أكثر في الوسط الصحفي من قبيل بعض الصحفيين الفلسطنيين الذين كان لهم من الشجاعة و المكانة الإعلامية لنقد منظمة التحرير أو حتى ياسر عرفات و يأتي في مقدمة هؤلاء الرسام الكاريكاتير الراحل “ناجي العلي” الذي لم يتردد لحظة قبل رسمة الساخر عن التدرج في المناصب التي وصلت لها رشيدة مهران و عن مدى نفوذها داخل اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين.

نفوذًا و كلمة لها صدها رغم ان رئيس الاتحاد كات بمكانة محمود درويش آنذاك .

كاريكاتير رشيدة مهران
َ

كل ما كُتب حول رشيدة مهران لم يتطرق قط أنها كانت امرأة متفوقة في دراستها وعملها كصحفية وكاتبة، ولم يتطرق حتى عن حياتها لكونها مصرية ناجحة بل دائمًا هنالك محاولة لربط اسم هذة السيدة بأسماء و شخصيات، و كأن رشيدة مهران لم تكن لولا لقاء ياسر عرفات أو حتى بعد أن رسم عنها ناجي العلي رسمته التي كانت سببًا في غضب واستشاط عرفات إلى حد تهديده، هل كنا سنسمع عن رشيدة مهران ككاتبة لو لم يكن هنالك منظمة تحرير أو حتى عرفات؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *