محمد أحمد كيلاني
الألعاب الأولمبية هي الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، حيث تتنافس فيه الدول من مختلف القارات لتحقيق أعلى المراتب والفوز بالميداليات، وتعد مشاركة الدول العربية في هذا الحدث الكبير جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الأولمبياد، ففي كل دورة، يسعى الرياضيون العرب لرفع أعلام دولهم عاليًا وإثبات تفوقهم على الساحة الرياضية العالمية، في هذا المقال، سنستعرض تاريخ وترتيب أفضل الدول العربية من حيث المشاركة في الأولمبياد، وكيف تمكنت بعض هذه الدول من تحقيق نجاحات ملموسة على مر السنوات.
مصر.. الرائدة العربية في الأولمبياد
تعتبر مصر الدولة العربية الأكثر تتويجًا في تاريخ الأولمبياد، منذ أول مشاركة لها في دورة 1912 في ستوكهولم، بدأت مصر في تحقيق الميداليات الأولمبية مع دورة أمستردام 1928، عندما فاز إبراهيم مصطفى بالميدالية الذهبية في المصارعة، وقد تميزت مصر في رياضات المصارعة ورفع الأثقال على مر العقود.
خلال مشاركتها في الأولمبياد، حصدت مصر ما يزيد عن 30 ميدالية، تنوعت بين الذهبية والفضية والبرونزية، أبرز هذه الميداليات جاءت في الرياضات القتالية، وخاصة في المصارعة ورفع الأثقال، ومن أشهر الرياضيين المصريين الذين حصدوا ميداليات أولمبية نذكر البطل محمود فياض والبطل حسن عواض.
المغرب.. قوة صاعدة في ألعاب القوى
منذ دخولها للمنافسة في الأولمبياد عام 1960، أثبتت المغرب أنها دولة قادرة على تحقيق إنجازات رياضية كبيرة، تُعرف المغرب بتفوقها في رياضات ألعاب القوى، وخاصة في سباقات المسافات الطويلة والمتوسطة.
أول ميدالية ذهبية مغربية جاءت في دورة لوس أنجلوس 1984، عندما فازت نوال المتوكل بسباق 400 متر حواجز، لتصبح أول امرأة عربية وإفريقية تفوز بميدالية ذهبية في الأولمبياد، تلتها العديد من الميداليات في نفس الفئة عبر السنوات، وكان للمغرب نصيب من الميداليات في دورات متعددة مثل دورة سيول 1988 وبرشلونة 1992.
الدول العربية في الأولمبياد الجزائر.. التميز في سباقات السرعة والملاكمة
شاركت الجزائر لأول مرة في الألعاب الأولمبية في دورة 1964 في طوكيو، ومع ذلك، لم تتأخر الجزائر في تحقيق النجاح، حيث حصدت أول ميدالية ذهبية لها في دورة برشلونة 1992 بفضل العداء نور الدين مرسلي في سباق 1500 متر، وهو إنجاز يعتبر من أبرز اللحظات في تاريخ الرياضة الجزائرية.
إلى جانب سباقات السرعة، حققت الجزائر نجاحات في رياضة الملاكمة، حيث حصل العديد من الرياضيين الجزائريين على ميداليات أولمبية في هذه الرياضة على مدار الدورات الأولمبية.
تونس.. التفوق في السباحة والجودو
بدأت تونس مشاركتها في الألعاب الأولمبية منذ عام 1960، ومنذ ذلك الحين وهي تحقق إنجازات كبيرة، رغم أن تونس ليست من الدول الكبيرة من حيث عدد الميداليات، إلا أنها تتميز بتفوقها في رياضات مثل السباحة والجودو.
يُعد أسامة الملولي من أبرز الرياضيين التونسيين، حيث حقق ميداليتين ذهبيتين في سباحة المسافات الطويلة خلال دورتي بكين 2008 ولندن 2012، كما حققت تونس إنجازات كبيرة في رياضة الجودو من خلال البطلة هدى ميلاد.
قطر.. الدولة الصغيرة ذات الإنجازات الكبيرة
رغم أن قطر بدأت مشاركتها الأولمبية في وقت متأخر نسبياً، إلا أنها حققت تقدمًا ملحوظًا على الصعيد الرياضي، حيث حصلت على أول ميدالية لها في دورة برشلونة 1992 من خلال العداء محمد سليمان في سباق 1500 متر.
على مر السنوات، استمرت قطر في حصد الميداليات الأولمبية، حيث تميزت في رياضات مثل الرماية ورفع الأثقال، وكانت دورة طوكيو 2020 نقطة تحول كبيرة لقطر، حيث فازت بأربع ميداليات، منها ميداليتان ذهبيتان في رفع الأثقال والوثب العالي.
الدول العربية في الأولمبياد للأردن.. بداية الانطلاقة في التايكواندو
دخلت الأردن المنافسة الأولمبية في عام 1980، وعلى الرغم من قلة المشاركات في البداية، إلا أن الأردن حققت إنجازًا تاريخيًا في دورة ريو 2016 عندما فاز أحمد أبو غوش بالميدالية الذهبية في التايكواندو، وهو أول إنجاز من نوعه في تاريخ الأردن، ومع زيادة الاهتمام بالرياضة في الأردن، من المتوقع أن تحقق الدولة مزيدًا من النجاح في المستقبل.
المملكة العربية السعودية.. التميز في الفروسية وألعاب القوى
شاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة في الألعاب الأولمبية في دورة 1972 في ميونيخ، ومنذ ذلك الحين وهي تسعى لتحقيق الإنجازات، جاءت أول ميدالية أولمبية للسعودية في دورة سيدني 2000 من خلال الفارس خالد العيد الذي فاز بالميدالية البرونزية في الفروسية.
كما شهدت السعودية في دورة لندن 2012 تحقيق إنجاز جديد عندما فازت بميدالية برونزية في ألعاب القوى عن طريق اللاعب عبد الله بن مطرف، الذي تنافس في سباق 400 متر حواجز، تعتبر السعودية من الدول العربية التي بدأت تظهر تدريجيًا على الساحة الأولمبية بفضل برامجها لتطوير الرياضة.
لبنان.. نجاحات متفرقة في رفع الأثقال والمصارعة
شاركت لبنان في الألعاب الأولمبية لأول مرة في دورة هلسنكي 1952، وعلى الرغم من أن لبنان لم يكن من الدول التي تحصد ميداليات بانتظام، إلا أن إنجازاتها تعتبر محط تقدير، حقق لبنان أول ميدالية له في دورة موسكو 1980، حيث حصل المصارع حسن بشير على الميدالية البرونزية في المصارعة الحرة.
كما حقق لبنان نجاحًا في رياضة رفع الأثقال، حيث حصل على ميدالية فضية في دورة لوس أنجلوس 1984، ويستمر الرياضيون اللبنانيون في السعي لتحقيق المزيد من النجاحات في الدورات المقبلة.
الإمارات العربية المتحدة.. التفوق في الرماية
بدأت الإمارات العربية المتحدة مشاركتها في الألعاب الأولمبية منذ دورة لوس أنجلوس 1984، ورغم أن إنجازاتها الأولمبية ليست كبيرة من حيث العدد، إلا أن الإمارات سجلت اسمها في تاريخ الأولمبياد بفضل إنجازاتها في رياضة الرماية.
فازت الإمارات بأول ميدالية ذهبية لها في دورة أثينا 2004 عن طريق الرامي الشيخ أحمد بن محمد آل مكتوم في فئة الحفرة المزدوجة، ويُعد هذا الإنجاز من أهم لحظات الفخر للرياضة الإماراتية.
العراق.. الأمل في تحقيق المزيد من الإنجازات
رغم أن العراق بدأ مشاركته في الألعاب الأولمبية في عام 1948، إلا أنه لم يحقق العديد من الميداليات، ومع ذلك، فاز العراق بميدالية واحدة فقط في تاريخ مشاركاته، حيث حصل الرباع عبد الواحد عزيز على الميدالية البرونزية في رفع الأثقال في دورة روما 1960.
يستمر الرياضيون العراقيون في السعي لتحقيق النجاح على الساحة الأولمبية، مع وجود برامج جديدة لتطوير الرياضة في العراق، مما يعزز من آمال العراق في تحقيق المزيد من الميداليات في المستقبل.
الدول العربية في الأولمبياد.. خلاصة التحديات والآمال
على الرغم من التحديات التي واجهتها الدول العربية في الساحة الأولمبية، إلا أن الإنجازات التي تحققت تعد مصدر فخر لكل العرب، ومع زيادة الاستثمار في الرياضة، وتطوير البنية التحتية الرياضية، والتدريب المكثف للرياضيين، من المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة زيادة في عدد الميداليات التي تحققها الدول العربية.
أقرأ أيضاً.. “الميتافيرس: هل نحن على وشك الدخول إلى عالم خيالي أم كابوس رقمي؟ اكتشف الحقيقة”