تاريخ

فترات من التاريخ المصري.. دولة تسقُط وسرعان ما تَنهض أقوى!

محمد أحمد كيلاني

ينقسم تاريخ مصر إلى ثلاث مراحل، الدولة القديمة، المملكة الوسطى، والمملكة الحديثة، وخلال هذه الفترات الثلاث، بلغت مصر أوجها ومع ذلك، ومن القرن السابع قبل الميلاد، تم غزو مصر من قبل شعوب مختلفة وفقدت رونقها السابق، ولكنها دائمًا ما كانت تنهض مرة أخرى، وفيما يلي شرح سريع من “مستبشر” لفترات من التاريخ المصري القديم.

فترات من التاريخ المصر.. الإمبراطورية القديمة

خلال عصر الدولة القديمة، من عام 3200 إلى عام 2100 قيل الميلاد، تم بناء أعمال الصرف الصحي والري، والتي سمحت بالتوسع في الزراعة، وتم بناء الأهرامات العظيمة للفراعنة خوفو، خفرع، ومنقرع، والتي بنيت بالقرب من ممفيس، وهي عاصمة مصر في ذلك الوقت.

وكانت الأهرامات تحتوي على مقابر للفراعنة، في الداخل، وبالطبع كانت تُأخذ عدد كبير من الأشياء الخاصة بالملك، مثل الأثاث والمجوهرات والأشياء الثمينة الأخرى معه.

وخلال فترة المملكة أو الدولة القديمة، اكتسب الفرعون سلطات واسعة، وانتهى الأمر بتوليد بعض النزاعات، فلم يقبل كبار ملاك الأراضي ورؤساء مختلف البلدان الوضع، وسعوا إلى تقليص سلطات الفرعون، وأدت هذه الخلافات إلى إضعاف السلطة السياسية للدولة.

المملكة الوسطى

خلال عصر الدولة الوسطى، أي بين عامي 2100 و 1580 قبل الميلاد، استعاد الملوك المصريين القدماء السلطة السياسية في مصر، أوصبحت العاصمة هي مدينة “طيبة”.

وفي هذه الفترة، جلبت الفتوحات الإقليمية الرخاء الاقتصادي، ولكن بعض التحريضات الداخلية أضعفت الإمبراطورية مرة أخرى، مما جعل من السهل على الهكسوس غزو مصر، وحدث ذلك عام 1750، والهكسوس شعب بدوي من أصل آسيوي، وظلوا في مصر حوالي 170 عامًا.

فترات من التاريخ المصري.. الإمبراطورية الجديدة

بين عامي 1580 و 715، بدأت فترة الإمبراطورية الجديدة بطرد الهكسوس، وتميزت بالعديد من الفتوحات الإقليمية.

وفي نهايتها كانت هناك اضطرابات داخلية وموجة أخرى من الغزوات، وذلك بسبب ضعف الدولة، حيث تم غزو مصر من قبل الآشوريين عام 670 قبل الميلاد، والفرس عام 525 قبل الميلاد، والإغريق عام 332 قبل الميلاد، والرومان عام 30 قبل الميلاد، على التوالي.

السياسة والمجتمع المصري القديم

في البداية، نظم المصريون أنفسهم من خلال مجموعة من المجتمعات الأبوية تسمى “نوموس” أو نومي أو نومو ( وهي كلمة من أصل يوناني)، وتم التحكم في النوموس من قبل رئيس يسمى “نوماركا” (Nomarca،) وتم تقسيم الدولة إلى منطقتين متميزتين، والتي شكلت مملكتين متنافستين، وهما، مملكة صعيد مصر، ومملكة مصر السفلى.

وفي العام 3200 قبل الميلاد تقريبًا، سيطرت المملكة الشمالية على المملكة الجنوبية، وبذلك وحدت مصر.

وكان الشخص المسؤول عن هذا الإتحاد هو “مينا“، الذي أطلق عليه فيما بعد لقب فرعون، وانتقلت سلطة الملوك من الأب إلى الابن، أي أنها كانت وراثية، نظرًا لأن المصريين كانوا يعتقدون أن الفراعنة آلهة أو على الأقل ممثلون مباشرون للآلهة على الأرض، وكان شكل الحكومة التي تم تنصيبها يسمى بالملكية الثيوقراطية.

تقسيم المجتمع المصري القديم خلال فترات التاريخية

لقد كان المجتمع المصري منظمًا حول الفرعون، فهو، سيد كل الأراضي وكل الناس، وكان مسؤولاً عن العدل والوظائف الدينية والإشراف على الأشغال العامة وقيادة الجيش.

وكان الفرعون يعتبر إلهًا حيًا، وابنًا للآلهة، ووسيطًا بينهم وبين السكان، وعلى شرفته أقيمت العديد من العبادات.

وتحت الفرعون، نذكر بالترتيب من الأكثر أهمية، هم، وزير الصعيد، ووزير الوجه البحري، وكاهن آمون رع، وهو أحد الآلهة الرئيسية في مصر القديمة.

ولم تكن المركزية السياسية في مصر ثابتة طوال تاريخها، فيمكننا ملاحظة عدة حلقات من انحلال تلك الحالة، ففي عام 2300 قبل الميلاد، أدت سلسلة من الفتن والغزوات الداخلية إلى إنهاء سيادة الفرعون.

وفي القرون الثلاثة اللاحقة، عاد النومي (nome) ليكون الوحدة الرئيسية للتنظيم الاجتماعي والسياسي، وهذه الفترة الأولى، من التوحيد إلى إعادة تأسيس النومي أو النومو، تتوافق مع عصر الدولة القديمة.

فترات من التاريخ المصري.. إعادة تشكيل الدولة المركزية

في نهاية القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد، أعيد تأسيس الدولة المركزية بفضل جهود الملك “منتوحتب الثاني”، وتم تبني القنانة الجماعية مرة أخرى، مما سمح ببناء العديد من قنوات الري ونقل العاصمة إلى مدينة طيبة.

وعلى الرغم من أنها كانت فترة الفتوحات المتنوعة وتطور الثقافة المصرية، إلا أن الدولة الوسطى انتهت في عام 1580، مع هيمنة الهكسوس كما ذكرنا سابقًا.

وساعد الوجود الأجنبي على توحيد المصريين ضد وجود الهكسوس، ومع الطرد النهائي للغزاة، وكان ذلك بداية الإمبراطورية الجديدة.

في ذلك الوقت شهدنا الهيمنة المصرية على الشعوب الأخرى، ومن بين الحضارات التي سيطر عليها المصريون، كانوا، العبرانيين، والفينيقيين، والآشوريين، وأتاح هذا التوسع للحدود توسع الأنشطة التجارية خلال الإمبراطورية الجديدة.

وانتهت الإمبراطورية الجديدة، التي تعتبر أكثر فترات الحضارة المصرية استقرارًا، مع اندلاع سلسلة من الغزوات، فقد غزا الآشوريون والفرس والمقدونيون والرومان مصر وسيطروا عليها عبر العصور القديمة.

ولأكثر من 2500 عام، كان المصريون لا يزالون هدفًا للسيطرة التركية والبريطانية، وبعض الأعراق الأخرى، والتي جزءًا منها انصهر في النسيج المصري.

أقرأ أيضاً.. “الأساطير اليونانية” في التاريخ.. مخلوقات الخير والشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *