في خطوة غير مسبوقة لتعزيز النزاهة والشفافية في المملكة، أصدرت المحكمة حكمًا نهائيًا بالسجن لمدة 20 عامًا على الفريق أول خالد بن قرار الحربي، المدير السابق للأمن العام، بعد إدانته في عدة جرائم تتعلق بالفساد المالي. شملت هذه الجرائم الرشوة، التزوير، استغلال النفوذ، واختلاس المال العام، مما أثار جدلاً واسعًا حول التزام السعودية بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
بداية القضية والتحقيقات
القضية بدأت في سبتمبر 2021 عندما صدر أمر ملكي بإنهاء خدمة الحربي من منصبه، وإحالته للتحقيق في تهم تتعلق بالتورط في شبكة فساد واسعة، وأظهرت التحقيقات أن الحربي استغل منصبه لتحقيق مكاسب شخصية عبر تلقي رشاوى والتلاعب بالعقود الحكومية، كما تبين أنه قاد شبكة تضم عددًا من المسؤولين في القطاعين العام والخاص، الذين ساعدوه في تنفيذ مخططاته الفاسدة.
تفاصيل الحكم والعقوبات
في سبتمبر 2024، تم إصدار حكم نهائي يقضي بسجنه لمدة 20 عامًا، منها 10 سنوات عن جريمتي الرشوة والتزوير، و10 سنوات أخرى عن استغلال النفوذ واختلاس المال العام، ورافق هذا الحكم مصادرة مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى 10 ملايين و84 ألف ريال سعودي كان قد حصل عليها عبر الرشوة، كما تم إلزامه برد 2.8 مليون ريال اختلسها من المال العام، بالإضافة إلى مصادرة أراضٍ زراعية وهدايا قدمها لأقاربه كجزء من عمليات الرشوة.
أبعاد القضية وتأثيرها
تعكس هذه القضية مدى جدية المملكة في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، حيث أكدت وزارة الداخلية أن هذه الأحكام تأتي كجزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى حماية المال العام وتحقيق العدالة، والقضية أثارت اهتمامًا كبيرًا داخل المملكة وخارجها، حيث كانت بمثابة رسالة واضحة بأن الفساد لن يمر دون عقاب مهما كانت مكانة المتورطين.
سيرة خالد بن قرار الحربي الشخصية
خالد بن قرار الحربي وُلد في المملكة العربية السعودية، وبدأ مسيرته المهنية بعد تخرجه من كلية الملك فهد الأمنية، حيث تخصص في مجال الأمن والشرطة, ومن خلال عمله في قوات الأمن، تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى قيادة قوات الطوارئ الخاصة، وهي إحدى أبرز الوحدات الأمنية في المملكة، حيث لعب دورًا هامًا في تأمين الفعاليات الوطنية، والمناسبات الكبرى مثل مواسم الحج.
اشتهر الحربي بقدراته القيادية خلال إدارة الأمن في مواسم الحج والعمرة، حيث أشرف على تنظيم الأعداد الكبيرة من الحجاج وضمان سلامتهم. تم تعيينه مديرًا للأمن العام في المملكة، وهو أحد أعلى المناصب الأمنية في البلاد. في هذا الدور، كان مسؤولًا عن الإشراف على كافة الأجهزة الأمنية في المملكة، بما في ذلك الشرطة، وأجهزة مكافحة الجريمة، والدوريات الأمنية، وساهم في تنفيذ العديد من المشاريع الأمنية الهامة.
تُوعد فترة قيادته لقوات الأمن الحربي نقطة تحول هامة في مسيرته المهنية، حيث حصل على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لخدماته في مجال الأمن.
مسيرة خالد بن قرار الحربي
قبل هذه الفضيحة، كان خالد بن قرار الحربي يتمتع بمسيرة مهنية حافلة في قوات الأمن السعودية، حيث تخرج من كلية الملك فهد الأمنية وشغل العديد من المناصب القيادية، وكان له دور بارز في إدارة الأمن خلال مواسم الحج، حيث تولى قيادة قوات الطوارئ الخاصة ومهام تأمين الحجاج في عدة مواسم. ومع ذلك، انتهت مسيرته بشكل مفاجئ مع كشف تورطه في قضايا الفساد التي أدت إلى محاكمته وسجنه.
الرسالة من وراء القضية
تعد هذه القضية تأكيدًا على أن السعودية جادة في حربها على الفساد وأن القانون يطبق على الجميع. فبغض النظر عن مدى ارتفاع منصب الشخص، فإن العدالة ستطال كل من يستغل سلطته لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المال العام، والمملكة تهدف من خلال هذه الأحكام إلى تعزيز الثقة في مؤسسات الدولة والحرص على حماية الموارد الوطنية من التلاعب.
لمتابعة أخر مستجدات القضية، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لهيئة الرقابة.
أقرأ أيضاً.. وزارة البيئة السعودية تطلق فرصة استثمارية في تقنية الزراعة المائية في الجبيل