محمد أحمد كيلاني
كانت هيلين جيبسون نجمة المسلسل الشهير “مخاطر هيلين” ( بالانجليزية – The Hazards of Helen) أحد أشهر النجوم في وقتها، حيث قدمت مشاهد خطرة للغاية، مما أعطاها الشعبية الكبيرة على مستوى العالم.
فلم تكن هيلين جيبسون خائفة من أي شيء في موقع التصوير، وكانت قادره على أداء الأعمال المثيرة، والأكثر خطورة، مما أكسبها التقدير والاحترام بين زملائها.
مستبشر يقدم لكم قصة المرأة التي كانت قادرة على القفز بشجاعة ومهارة من الطائرات والتأرجح على القطارات.
سيرة
ولدت الممثلة السينمائية “هيلين جيبسون” ( بالانجليزية -Helen Gibson) في عام 1892 بإسم “روز أوغست فينجر” في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، وكان لديها 4 شقيقات من والدها فريد ووالدتها آني، ولطالما أراد والدها أن يُنجب ولدًا، لذلك قام بنحت شخصية هيلين، وجعلها أكثر شجاعة وقوة.
قالت في مقال نشرته عام 1968: “والدي، كان يريد أبنًا، لذلك شجعني على أن أكون “فتاة رجولية.”
شجاعة هيلين جيبسون
قدمت هيلين أول عرض لها في كليفلاند صيف عام 1909، وقادها ذلك للرد على إعلان في مجلة بيلبورد يطلب من بعض الفتيات الفرسان عروض ومسابقات “رعاة البقر”.
ولذلك تم تعليمها ركوب الخيل والبقر، وقدمت عرضها الأول في “سانت لويس” بشهر أبريل عام 1910.
وعندما انتهى موسم العرض، عرفت هيلين أنها تريد المزيد من الإثارة، ثم حصلت على وظيفة مؤقتة مع المخرج توماس إينس، مقابل 8 دولارات في الأسبوع.
كان أول دور رئيسي لها في فيلم “فتيات” المزرعة (Ranch Girls on a Rampage) عام 1912.
الزواج والعودة الى السينما
في عام 1913، تزوجت هيلين من عازف الروديو “إدموند “هوت”، وذلك عندما انتهى موسم مسابقات رعاة البقر، وتوجه الزوجان إلى لوس أنجلوس للمشاركة في بعض المشاهد في هوليوود.
في ذلك الوقت، كانت ملكات مسلسلات هوليوود الصامتة مجموعة كبيرة ومحبوبة من الممثلات، مثل، بيرل وايت، وروث رولاند، وغريس كونارد، وأبرزهم بالطبع “هيلين هولمز”.
وتم تصنيف هؤلاء النساء على أنهن جريئات وشجاعات، وتم بث القصص التي قاموا بتمثيلها في أقساط أسبوعية (المسلسلات)، وقد مهدت حياتهن المهنية الطريق أمام الممثلات الأخريات لإدراك أنه بإمكانهن لعب أدوار محفوفة بالمخاطر وكسب المزيد من المال على ذلك.
وفي هذه المسلسلات، أطلقت النساء العنان لما حرمه المجتمع منهن، فقد تسابقوا في سيارة أو على دراجة نارية، وأنقذوا آخرين، وفوق كل شيء، تركوا الجمهور في حالة من الانبهار كل أسبوع.
المخاطر التي تعرضت لها هيلين جيبسون
تم عرض فيلم “مخاطر هيلين” لأول مرة في نوفمبر عام 1914، مع “هيلين هولمز” في دور لم يقدّره زملاؤها الذكور.
وعلى الرغم من أن هولمز نفسها صورت العديد من المشاهد الأكثر خطورة، إلا أن هيلين جيبسون كانت على المحك من خلال لعب دور مثير لها.
ففي الحلقة التي تحمل عنوان “جيرلز جريقت”، على سبيل المثال، قفزت من سطح محطة إلى قمة قطار متحرك.
لقد هبطَت بخير، لكن حركة القطار جعلتها تتأرجح نحو السيارة الأخيرة في القطار، ولحسن الحظ أنها أمسكت بفتحة التهوية لتتفادى السقوط، وتركت جسدها معلقًا على الحافة، وذلك من أجل استغلال الموقف واضفاء تأثير إضافي.
يُذكر أنها تعرضت للعديد من الكدمات في ذلك المشهد.
هيلين جيبسون.. نجمة العروض
قررت “هيلين هولمز” التركيز على الإنتاج الخاص بها مع زوجها، مما سمح هذا لجيبسون بأن تُصبح النجمة الأولى للعروض.
وقد قالت هوملز عن جيبسون بأنها “الممثلة الأكثر جرأة في السينما”، وقد ارتقت إلى مستوى شهرتها بمشاهد جريئة، مثل، القفز على قطار متحرك، ومن طائرة إلى نهر، ومن دراجة نارية مسرعة بأقصى سرعة.
وقد انتهى عرض “مخاطر هيلين” في فبراير 1917 بعد 119 حلقة، وعلى مدار العامين التاليين، ظهرت جيبسون في مسلسلات أخرى.
وبدأت أيضًا في تكوين شركة إنتاج، على الرغم من نفاد أموالها.
السقوط والعودة
بدءًا من أوائل عشرينات القرن الماضي، وعندما أصبحت صناعة السينما أكثر رسوخًا، بدأت الأمور تسوء بالنسبة لبطلتنا.
فقد اكتشفت جيبسون ورفاقها أن الرجال الذين يديرون استوديوهات هوليوود على استعداد لانتزاع السيطرة منهم، ونتيجة لذلك، بدأ تقييد أدوار النساء، “خلف الكاميرا وأمامها”.
وبدأت الاستوديوهات في توظيف الرجال لأداء الأعمال المثيرة، حيث ارتدوا الشعر المستعار لانتحال شخصية النساء، مما أدى ذلك إلى تقليص الأدوار المهنية للنساء، ولكن هيلين جيبسون، عَرفت دائمًا كيف تجد الوسائل للمضي قدمًا.
وفي عام 1924 عَملت فارسة في سيرك رينغلينغ بروس، وبارنوم وبيلي، حيث أمضت هناك ثلاث سنوات، وكانت سعيدة.
ثم تمكنت بعد ذلك من العودة إلى هوليوود في عام 1927 لإعادة بناء حياتها المهنية.
آخر عمل لهيلين جيبسون ووفاتها
أطلقت آخر أعمالها عندما كانت تبلُغ من العمر 70 عامًا تقريبًا، في فيلم “الرجل الذي أطلق النار على ليبرتي فالنس”، للمخرج جون فورد عام 1962.
وفي عام 1977 لفظت هيلين جيبسون أنفاسها الأخيرة، وتوفيت عن عمر ناهز 85 عامًا.
أقرأ أيضاً.. “أليس جاي بلاشيه” رائدة الإخراج السينمائي وأول من اخرجت أفلام الرعب