كائنات

الديناصورات ذات الريش.. التطور الطبيعي للطيور الحديثة

محمد أحمد كيلاني

تطورت الطيور من الديناصورات، لكننا غير مدركين للعديد من جوانب هذه العملية، التي تمت خلال آلاف السنين، فلقد كان الإنتقال من الديناصورات إلى الطيور الحديثة، رحلة تطورية طويلة، ومعقدة، ولا يزال لدينا العديد من الروابط لنتحد بها، ومع ذلك، فإن الحفريات المحفوظة بشكل جيد، سمحت لنا بتخيل الديناصورات ذات الريش تصطاد حتى وهي في الهواء، كما نرى في الصقور اليوم.

أفضل الأحافير التي وجدت للديناصورات ذات الريش

من بين أبرز المعلومات التي يريد المختصين معرفتها حول الديناصورات هو السلوك، ويمكن أن تُساعد تلك العظام المتحجرة في وصف سلوك تلك الكائنات بشكل دقيق للغاية، وأيضًا تُقدم معلومات حول شكل حياتها، وساعدت التطورات التكنولوجية، في خدمة العلم، واكتشاف بعض الخصائص السلوكية للديناصورات التي ظلت حتى وقت قريب مخفية عن تحليلات العلماء.

وقد شرع فريق بحثي في ​​اكتشاف حقائق جديدة حول طريقة حياة بعض الديناصورات ذات الريش.

الأبحاث تمت على أنسجة الديناصورات ذات الريش وهي في غير حالتها

قاد “مايكل بيتمان”، من جامعة هونغ كونغ الصينية، الفريق الذي بدأ تحقيقاته بالذهاب إلى متحف “شاندونغ تيانيو للطبيعة” في ليني، الصين، فهي موطن لأكبر مجموعة من أحافير الديناصورات بالريش في العالم، ولا يزال الكثير منها مُخزنه، في إنتظار دراسة شاملة لإنقاذ كل ما لديهم ليخبرونا عن ماضيهم البعيد.

وكان بيتمان وفريقه مهتمين بالأنسجة الرخوة التي تمكنوا من العثور عليها وهي في حالة تحجُر، وهو ظرف غير معتاد، ولكن مع وجود عينات نادرة مثل تلك المحفوظة في الصين، كان لابد من العمل عليها، وكانت النتائج مرضية ونقطة إنطلاق.

تقنية الليزر “لرؤية” الحفريات

وباستخدام تقنية الليزر، يمكن للباحثين تحديد موقع الأنسجة الرخوة في الحفريات غير المرئية بالعين المُجردة، ووجدوا 12 عينة حافظت على وسادات أقدامهم جيدًا.

وقد قارن الفريق أصابع القدم الأحفورية بتلك الخاصة خلال 36 نوعًا من الطيور الحديثة، والتي تختلف أصابع أقدامها وفقًا لأسلوب حياتها، فعلى سبيل المثال، تمتلك الطيور المفترسة وسادات أقدام بارزة ذات حراشف مدببة لإمساك الفريسة.

في حين أن الطيور البرية التي تقضي وقتها في المشي والجري لها مساند أقدام مسطحة، وأظهرت التحاليل أن وسادات أصابع القدم عند ميكرورابتور -ديناصور طائر- والجوانب الأخرى للقدم، مثل شكل مفاصل ومخالب إصبع القدم، وتشبه إلى حد كبير، تلك الموجودة في الصقور الحديثة، ويشير هذا التشابه إلى أن هذا الديناصور يمكنه اصطياد الفريسة في الهواء وعلى الأرض كما تفعل الصقور.

الميكرورابتور من الديناصورات ذات الريش

الميكرورابتور هو جنس من الديناصورات ذات الريش، وهو بحجم غراب، وله أربعة أجنحة، ويستطيع الصيد في الهواء واستخدام ساقيه للقبض على فريسته أثناء الطيران.

وتثير هذه الرؤية الجدل بين العلماء، حيث لا يتفق الجميع، بل وتوجد فرضيات بديلة تتحدث عن أن الميكرورابتورات لها أسلوب “الصيد الأرضي”.

ولا يزال سلوك الميكرورابتور محاطًا بالغموض، ولكن هناك شيء أكيد، أنه مع التقدم التكنولوجي والليزر، الذي يزيد من الدقة، والتي يمكننا من خلالها رؤية الحفريات وفحصها بسهولة، فإنها مسألة وقت قبل أن نزيل الشكوك حول سلوك الديناصورات، ومنها الميكرورابتور.

أقرأ أيضاً.. “طائر الدودو” يعود من الانقراض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *