تقع هذه الدول على حدود مياه معظم محيطاتنا.  هل تعرف ما هي؟

محمد أحمد كيلاني 

نبدأ اليوم رحلة جديدة عبر الفضول الجغرافي لكوكبنا العظيم، حيث تغطي المحيطات أكثر من 70% من سطحه، وهي بمثابة عنصر حيوي في النظم البيئية، فضلاً عن كونها حدودًا للاستكشاف والاكتشاف، في حين أنه من الصحيح أن جميع البلدان على هذا الكوكب تقريبًا لديها إمكانية الوصول إلى محيط واحد على الأقل، فإن الدول التي لديها ثلاثة محيطات تغمر سواحلها هي روسيا وكندا فقط، وعلى الرغم من أنها ليست محاطة بالكامل بثلاثة محيطات، فمن الممكن إدراج تشيلي باعتبارها الدولة الوحيدة في أمريكا الجنوبية التي تقع بالقرب من المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والقطب الجنوبي، وإذا كان من الغريب بالفعل تقاسم الوصول بين البحر والمحيط، كما هو الحال في إسبانيا، عدة بحار أو عدة محيطات، فهناك دولتان تشتركان في ساحل يضم ثلاثة محيطات، فما هي الدولة التي تقع على جميع المحيطات؟.

دولة تقع على ثلاث محيطات

لنبسط الأمر، هاتان الدولتان فقط لديهما إمكانية الوصول إلى ثلاثة من محيطات العالم الخمسة في وقت واحد، وهما المحيط الأطلسي (وهو ثاني أكبر محيط على كوكبنا بمساحة 76,762,000 كيلومتر مربع)، والمحيط الهادئ (وهو أكبر محيط يغطي ثلث سطح الأرض) وأعمقها 10924 متراً) والقطب الشمالي (وهو أصغر محيط في العالم).  

وعلى الرغم من أنه يمكننا القول أنه لا يوجد سوى محيط عالمي واحد، إلا أن هذا المسطح المائي الشاسع مقسم جغرافيًا إلى مناطق مختلفة تحمل أسماء كل منها، وقد تطورت الحدود بين هذه المناطق مع مرور الوقت لأسباب تاريخية وثقافية وجغرافية وعلمية مختلفة.

محيطات كندا

إنها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث مساحة اليابسة (بعد روسيا) حيث تبلغ مساحتها 9,884,670 كيلومترًا مربعًا، على الرغم من أن عدد سكانها يبلغ حوالي 38.7 مليون نسمة فقط، وتتمتع بخط ساحلي واسع يمتد لأكثر من 200,000 كيلومتر، فهي لديها أطول خط ساحلي في العالم العالم.

ولكن من أين تتاخم المحيطات؟ إلى الغرب، يلتقي الساحل الجبلي الوعر لكولومبيا البريطانية بالمحيط الهادئ، الذي يتميز بمضايق عميقة والعديد من الجزر، بما في ذلك جزيرة فانكوفر الرائعة.  

وإلى الشرق، يمتد ساحل كندا الأطلسي من قرى الصيد الخلابة في نوفا سكوتيا إلى الشواطئ الوعرة المليئة بالجبال الجليدية في نيوفاوندلاند ولابرادور، وكانت منطقة جراند بانكس، الواقعة قبالة ساحل نيوفاوندلاند، تاريخيًا واحدة من أغنى مناطق صيد الأسماك في العالم بسبب التقاء تيار لابرادور البارد وتيار الخليج الدافئ.

وأخيرًا، إلى الشمال، يوجد أرخبيل القطب الشمالي في كندا وهو عبارة عن متاهة من الجزر وشبه الجزر والجليد الذي تلامسه المياه المتجمدة للمحيط المتجمد الشمالي والتي تعد موطنًا للحياة البرية الفريدة مثل الدببة القطبية وكركدن البحر وأنواع مختلفة من الفقمات.  

والممر الشمالي الغربي، وهو طريق بحري يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ عبر القطب الشمالي الكندي، ويمر عبر القطب الشمالي ويربط مضيق ديفيس وبيرنغ، سعى إليه المستكشفون منذ فترة طويلة (وقد انتهت العديد من الرحلات الاستكشافية بمأساة)، ولكنه أصبح صالحًا للملاحة بشكل متزايد. بسبب تغير المناخ وتراجع الجليد البحري.

روسيا

تتمتع روسيا بإمكانية الوصول إلى ثلاثة محيطات أيضًا، وهما: المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والمحيط الهادئ.  

ومن الغرب يحدها المحيط الهادئ، ومن الشرق المحيط الأطلسي، ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالي،  وعلى الرغم من أن المحيط الأطلسي لا يمس البر الرئيسي لروسيا بشكل مباشر، إلا أن الاتصال عبر بحر البلطيق يكفي لاعتبار أن روسيا لديها أيضًا إمكانية الوصول إلى مياه المحيط الأطلسي عبر بحارها الهامشية.

وإلى الغرب، يكون وصول روسيا إلى المحيط الأطلسي عبر بحر البلطيق، حيث تعد مدينة سانت بطرسبرغ الساحلية مركزًا بحريًا وثقافيًا مهمًا، لقد كان هذا البحر ذو الموقع الاستراتيجي منطقة مهمة تاريخياً ومثيرة للجدل لعدة قرون.

ويتميز الساحل الشمالي لروسيا بالمحيط المتجمد الشمالي المتجمد، ويؤدي الطريق البحري الشمالي، الذي يمتد على طول الساحل الروسي في القطب الشمالي، ويبلغ طوله أكثر من 3 أميال بحرية (أو 5556 كيلومترا)، إلى تقليل وقت السفر بشكل كبير بين أوروبا وآسيا مقارنة بالطرق التقليدية عبر قناة السويس.  وهو أقصر طريق بين أوروبا وآسيا.

ويعد ساحل المحيط الهادئ في روسيا موطنًا لمدينة فلاديفوستوك الساحلية، والتي تعد بمثابة بوابة البلاد إلى الدول المطلة على المحيط الهادئ، لذلك، يحد روسيا من الشمال الغربي بحر البلطيق، ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالي، ومن الشرق المحيط الهادئ (بحار بيرينغ وأوكوتسك واليابان) ومن الجنوب البحر الأسود وبحر آزوف والبحار. قزوين.

وفيما يتعلق بتشيلي، فليس من المستغرب أن أطول دولة في العالم تغمرها مياه العديد من المحيطات.  

ويرتبط مطالبتها بوضع القارات الثلاث بسيادتها على الأراضي التي تمتد إلى ما وراء قارة أمريكا الجنوبية، مثل جزيرة إيستر النائية في أوقيانوسيا وجزء من القارة القطبية الجنوبية المعروف باسم إقليم القطب الجنوبي التشيلي. 

وهو الذي يتداخل مع مطالبات الدول الأخرى، وتم تعليقه بموجب شروط نظام معاهدة أنتاركتيكا.

أقرأ أيضاً.. وحوش المحيط.. كائنات ما قبل التاريخ المُرعبة