رُكن مقالات مُستبشر

“زومبي الغزلان”.. وباء جديد قد يُهدد البشرية!

محمد أحمد كيلاني 

منذ بضعة أشهر، كان هناك قلق صحي عالمي يتعلق بأنواع معينة من الحيوانات، ونحن هنا في مستبشر نتحدث هنا عن ما يسمى بـ “مرض زومبي الغزلان”، فهو الذي أثار ناقوس الخطر بشأن احتمال انتشاره إلى البشر.  

ويحذر الخبراء من أن المرض يُعد “كارثة بطيئة التطور” ويحثون الحكومات على الاستعداد لاحتمال انتشاره إلى البشر، ولكن ما هو مرض زومبي الغزلان؟

مرض زومبي الغزلان 

عندما نتحدث عن هذا المرض، فإننا نشير إلى مرض الهزال المزمن (CWD)، الذي يترك الحيوانات يسيل لعابها، وخاملة،، وتحدق بلا هدف، وسبب ما سبق هو مجموعة من مسببات الأمراض غير الطبيعية والقابلة للانتقال تسمى البريونات.

وتغير البريونات الدماغ والجهاز العصبي لمضيفيها، وتترك الحيوانات في حالة من السبات العميق، بينما تجعلها تبدو هزيلة ومتذبذبة وذات “نظرة ضائعة” مما أدى إلى صياغة المصطلح الشرير “مرض الغزلان”

وينتشر من خلال عائلة الغزلان، مثل الغزال الأمريكي الضخم، والوعل، والرنة، ويعتبر هذا المرض قاتل ولا توجد علاجات أو لقاحات معروفة له حتى الآن.  

وقد تم اكتشاف هذا المرض داخل 800 عينة من الغزلان والأيائل من ولاية وايومنغ بالولايات المتحدة (تحديدًا في حديقة يلوستون الوطنية) منذ نهاية عام 2023.

مرض غير مسبوق في يلوستون

في الفترة الأخيرة، أظهر هذا المرض انتشارًا خفيًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وهي منطقة توجد بها بالفعل حالات في 31 ولاية، وأيضًا في مقاطعتين داخل كندا، بل وهناك حالات عُرفت في كوريا الجنوبية، وذلك وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وما يلفت انتباه الخبراء هو أنه لم يتم تسجيل حالات من قبل في يلوستون، والتي يعد نظامها البيئي موطنًا لأكبر مجموعة متنوعة من الثدييات البرية الكبيرة وأكثرها تنوعًا في الولايات المتحدة.

وتضع هذه الحالة مرض CWD في دائرة الضوء باهتمام واسع النطاق لم يكن يحظى به من قبل،  ويقول “توماس روف”، الطبيب البيطري والرئيس السابق لقسم صحة الحيوان في هيئة الأسماك والحياة البرية، وهي وكالة اتحادية أمريكية: “إنه مرض له آثار بيئية هائلة”.

وكان روف يتوقع منذ عقود أن يأتي مرض CWD إلى يلوستون، في حين حذر من أن الحكومة الفيدرالية وولاية وايومنغ بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لإبطاء انتشاره، وبما أن هذه التحذيرات لم يتم الالتفات إليها، فإن العواقب سيشعر بها الآن ملايين الأشخاص الذين يزورون الحديقة كل عام، بحسب الخبير.

وتوفر منطقة يلوستون مختبرًا واسعًا لمراقبة ما يحدث عندما يتسلل مرض CWD إلى النظام البيئي حيث يتجول مئات الآلاف من الأيائل والغزلان يوميًا، مما يدعم مجموعات الدببة الرمادية والذئاب والأسود الجبلية والقيوط وغيرها من الحيوانات.

ويؤكد علماء الأوبئة أن عدم وجود حالة عدوى لدى البشر لا يعني أنها لن تحدث.

مرض زومبي الغزلان هل سينتشر خلال البشر؟

لعل الشاغل الرئيسي للخدمات الصحية العالمية هو احتمال أن يكون المرض معديًا للإنسان، في حين قالت إدارة المتنزهات الوطنية الأمريكية إنه لا يوجد حاليًا أي دليل على أن مرض CWD يمكن أن يصيب البشر أو الحيوانات الأليفة، إلا أنها توصي بتجنب استهلاك أنسجة الحيوانات المصابة.

وقد حذر كوري أندرسون، المدير المشارك للبرنامج في المركز الأمريكي لأبحاث وسياسات الأمراض المعدية، من خطر انتقال العدوى من الماشية إلى البشر: “إن تفشي مرض جنون البقر في بريطانيا العظمى قد وفر فرصة للتوصل إلى حل”. 

وذلك مثال على كيف يمكن أن تصبح الأمور، بين عشية وضحاها، فوضوية عند حدوث حدث معدي، على سبيل المثال، من الحيوانات إلى البشر.

القفز على حاجز الأنواع

وفي الولايات المتحدة وكندا، يكتسب مرض CWD الاهتمام ليس فقط بسبب تأثيره على الحيوانات الكبيرة، ولكن أيضًا بسبب احتمالية قفزه على ما يسمى حاجز الأنواع، أي أنه يصيب الثدييات الأخرى أو الطيور أو حتى البشر.

ويؤكد علماء الأوبئة أن عدم وجود حالة إصابة لدى الإنسان لا يعني عدم حدوثها، وهذا المرض هو واحد من مجموعة من الاضطرابات العصبية القاتلة التي تشمل مرض جنون البقر.

ويقول أندرسون: “نحن لا نقول أنه سينتشر خلال البشر، ولا أحد قال أنه سيحدث، ولكن من المهم أن يكون الناس مستعدين.”

أقرأ أيضاً.. ما هو الوباء الذي حصد أكبر عدد من الأرواح عبر تاريخ البشرية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *