كائنات

قواسم مشتركة مع إنسان نياندرتال..ما ورثناه من أسلافنا البدائيين

جهاد مصطفى- محمد أحمد كيلاني 

لدينا قواسم مشتركة كثيرة مع “إنسان نياندرتال” أكثر مما نعتقد أو نقبل، فالكثير من الدراسات أثبتت ذلك، وأحد الأمثلة على ذلك، دراسة حديثة تقول أن الأشخاص الذين لديهم أنوف كبيرة ممدودة، ورثوا هذه السمة تحديدًا من إنسان نياندرتال.

كان لإنسان نياندرتال أنوفًا كبيرة وسميكة، وذلك من أجل تنظيم دخول الهواء البارد و الجاف خلال العصر الجليدي، وبهذه الطريقة تمكنت أجسادهم من الحصول على القدر الكافي من الأكسجين، وظل هذا النوع من الأنوف متوارث بين الأجيال حتى يومنا هذا.

إنسان نياندرتال

إنسان نياندرتال، هو إنسان بشري بدائي، عاش في أوروبا وأجزاء من غرب ووسط آسيا من حوالي 40ألف سنة إلى 400ألف سنة مضت، وهم الأقرب للإنسان الحديث (الإنسان العاقل-Homo Sapiens)، وبالتأكيد كلانا يشترك في سلف مشترك إذا بحثنا عن بداية الخليقة.

قواسم مشتركة مع إنسان نياندرتال.. الجين الذي يؤثر على الأنف و ملامح الوجه

استطاع العلماء في كلية لندن الجامعية(UCL) التعرف على الجين المتوارث من إنسان نياندرتال، والذي يجعل بعض الناس يمتلكون أنف أطول(من أعلى إلى أسفل).

منذ بداية مشروع جينوم الإنسان البدائي، تمكن الباحثون في جامعة كاليفورنيا، ومتخصصين في علم الوراثة و التطور، من معرفة أن أسلافنا قد تزاوجوا مع إنسان نياندرتال، مما ترك أثر من حمضهم النووي موجود حتى الآن في البشر المعاصرين، و نُشرت تلك الابحاث في مجلة بيولوجيا الاتصالات(communication Biology).

كيف توصلوا إلى القاسم المشترك مع إنسان نياندرتال؟

قام فريق البحث بدراسة المعلومات الجينية لستة آلاف إنسان حديث، من أصول أوروبية، وأمريكية، وأفريقية، وأصول مختلطة من أمريكا اللاتينية، من أجل الوصول إلى تلك النتائج.

وأوضح الفريق المشارك في بيان صحفي، أن معظم الدراسات السابقة على الجينات البشرية بحثت في جينات الأوروبيين، لذلك ركزت تلك الدراسة على التوسع في عينة المشاركين من أمريكا اللاتينية، مما ساهم بشكل كبير في زيادة النتائج المستخلصة من تلك الدراسات، مما يساعد في فهم الجينات البشرية بشكل أفضل.

قواسم مشتركة مع إنسان نياندرتال.. ملامح الوجه

الخطوة الثانية من البحث تمثلت في مطابقة هذه النتائج مع قياسات ملامح الوجه لعينة البحث، خاصة أنوفهم و أطراف شفاههم، وحدد فريق البحث بجامعة كوليدج لندن 106 معلم للوجه متتطابقة مثل العينين، والانف، والفم، والذقن.

صرح تشينغ لي، المسئول الرئيسي عن البحث، من جامعة فودان، أن أشكال الأنف المختلفة كانت ملائمة للمناخات المختلفة التي عاش فيها أسلافنا.

وأضاف أن الجين الذي تم تحديده، والموروث من إنسان نياندرتال، ساعد البشر على التكيف مع المناخات الباردة، عندما غادر أسلافنا أفريقيا.

العثور على أقدم بقايا لعائلة إنسان نياندرتال حتى الآن داخل كهفان روسيان

توجد نقطة داخل الحمض النووي تسمى 1q32.3،تظهر ارتباطًا وثيقًا بالنياندرتال، حيث وجدوا أن جين ATF3 لديه القدرة على الانتقاء الطبيعي للسمات الظاهرة، مما يشير إلى أنه يعطي ميزة لأولائك الذين يحملون هذا الجين.

وأوضح تشينغ لي أنه لطالما ساد التكهن بأن أنوفنا يتم تحديدها وفقًا للانتقاء الطبيعي، وكيف يمكن أن تساعدنا أنوفنا في تنظيم درجة الحرارة ورطوبة الهواء الذي نتنفسه، و يمكن للأنوف ذات الأشكال المختلفة ان تتكيف بشكل أفضل مع المناخات المختلفة التي عاش فيها أسلافنا.

أقرأ أيضاً..وحوش المحيط.. كائنات ما قبل التاريخ المُرعبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *