محمد أحمد كيلاني
يعتبر أنطوان لوران دي لافوازييه، هو والد الكيمياء الحديثة، وذلك بسبب دراساته حول الأكسجين والاحتراق والتمثيل الضوئي، ومع ذلك، فقد تعرض لمأساة كبيرة، حين اتهمته قيادات الثورة الفرنسية، بالتآمر ضد الناس لانتمائه إلى شركة جباية، وكان ذلك سببًا كافيًا للحكم عليه بالاعدام على، وبسبب حبه للعلم أعار لافوازييه جسده ورأسه للتجارب.
سيرة ذاتية
ولد أنطوان لوران دي لافوازييه، في 26 أغسطس عام 1743، لعائلة باريسية ثرية للغاية، وأكمل أنطوان لوران دي لافوازييه دراسات في القانون وكان شغوفًا بالعلوم.
وتبنى النهج التجريبي لأول بحث له في علم المعادن والجيولوجيا في ستينيات القرن الثامن عشر، ودخل أكاديمية العلوم في عام 1768، وقد مكنته معرفته بالقانون من الحصول على منصب المزارع العام للمملكة في عام 1770.
أنطوان لافوازييه
على الرغم من كونه أحد أشهر الكيميائيين في التاريخ، فقد درس أنطوان لوران دي لافوازييه في بداية حياته القانون كما ذكرنا، وذلك بناءً على طلب والده، ومع ذلك، لم يخصص الإهتمام الكبير لدراسة القوانين، وبدلاً من ذلك اتجه إلى دراسة الطبيعة.
وفي عام 1768 انتخب عضوا في أكاديمية العلوم، وعمل في الإدارة العامة لمصنع البارود، وفي عام 1771 تزوج “ماري آن بيريت بولز”، وهي ابنة أحد مالكي “المزرعة العامة” ( بالفرنسية – Ferme Générale) وهي الشركة المسؤولة عن تحصيل الضرائب، ولم يكن هذا النشاط يحظى بتقدير جيد من قبل المواطنين الفرنسيين في ذلك الوقت.
وكانت ماري آن شابة ذكية وجميلة، وقد عَملت في ترجمة الأوراق العلمية من الإنجليزية، وتراسلت مع باحثين آخرين مثل جوزيف بريستلي وبسبب هذا التبادل للرسائل بالتحديد، يُشتبه في أن فكرة وجود الأكسجين حصل عليها لافوازييه من “بريستلي”.
أعمال أنطوان لافوازييه
في سبعينيات القرن الثامن عشر، بدأ أنطوان دي لافوازييه البحث عن الاحتراق، وهكذا اكتشف دور الأكسجين في هذه الظاهرة، وفي تنفس الكائنات الحية، وفي الأكسدة، ومن أعظم إنجازاته أيضًا إثبات أنه حتى إذا تغيرت المادة أثناء تفاعل كيميائي، فإن كمية المادة تظل كما هي في بداية التجربة ونهايتها.
وركز عمله بشكل خاص على ظاهرة الاحتراق وكذلك على دور الأكسجين أو أنظمة التسميات الكيميائية، وبالطبع نحن مدينون له بمصطلحات “الأكسجين”، و”الهيدروجين” و”النيتروجين”.
وقام أنطوان دي لافوازييه، بمساعدة الكيميائي الفرنسي “كلود لوي برتوليه” بوضع “طريقة التسمية الكيميائية” في عام 1787، حيث حدد وصنف العناصر المختلفة التي تتكون منها المادة.
واستخدم هذه التسمية لاحقًا كأساس للنظام الحديث للتصنيف الدوري للعناصر.
تورط لافوازييه أمام المحكمة الفرنسية
في عام 1788، عندما انعقد مجلس النواب، شارك في كتابة دفاتر المظالم، لصالح الملكية الدستورية، وتخلى عن لقبه وأصبح “أنطوان لافوازييه” (بدون “دي”).
وعلى الرغم من أن زواج الكيميائي الفرنسي جلب له الكثير من النفع، مثل امتلاكه الوسائل اللازمة، والمختبر الخاص، إلا ان، وبسبب مشاركته النشطة في شركة والد زوجته، تسبب ذلك في نهاية حياته.
ففي عام 1793، ألقي القبض على لافوازييه لعمله في “المزرعة العامة” وبعد محاكمة سريعة حُكم عليه بالإعدام، وطلب لافوازييه تأجيل إعدامه لأنه أراد إنهاء بعض التجارب قبل الظهور أمام الكائن الأسمى (كما أطلق عليه الثوار حينها).
وعندها قال القاضي إحدى تلك العبارات التي بقيت خالدة في التاريخ: “الثورة لا تحتاج علماء أو كيميائيين، عمل العدالة لا يمكن إيقافه”.
وعلى الرغم من أن أنطوان لافوازييه حفظ القانون بالكامل، لم يستطع إبقاء رأسه على كتفيه.
أنطوان لافوازييه ولحظة إعدامه
استفاد لافوازييه مما قد يكون آخر تجربة دنيوية له لإجراء بحث علمي، ولهذه الغاية، دعا تلاميذه ليشهدوا إعدامه، الذي تم تنفيذه في 8 مايو من عام 1794، وذلك من أجل أن يشاهدوا ويحسبوا الوقت الذي أمضاه في تحريك جفونه بعد قطع رأسه، وبهذه الطريقة سيعرفون ما إذا كان لا يزال واعيًا بينما كان رأسه مفصولًا عن جسده.
وبعد أن تم إعدامه، رمش بعينيه لأكثر من دقيقة، وبهذا أظهر أن الوعي استمر لفترة طويلة بعد الموت، كما يزعمون.
براءة بعد الإعدام لأنتوان لافوازييه
وبعد عام من إعدامه، برأته الحكومة الجديدة وأرسلت رسالة إلى زوجته الأرملة، اعترفوا فيها بأن زوجها قد أدين زورًا.
وقال جوزيف لويس لاغرانج، الصديق والزميل عن لافوازييه: “لقد استغرق قطع رأسه لحظة، لكن فرنسا ستحتاج إلى قرن حتى يظهر عالم آخر يمكننا مقارنته به”.
يُعتبر أنطوان لافوازيية أحد آباء الكيمياء الحديثة، وقد أجرى العديد من التجارب العلمية في حياته المهنية والتي سمحت له بوضع بعض المبادئ الأساسية في هذا المجال، فقد اكتشف نظرية الأكسدة وأعطى اسمًا لعناصر كيميائية معينة مثل الأكسجين، والنيتروجين، والهيدروجين.
أقرأ أيضاً.. الإمبراطور نيرو الذي أعدم والدته.. آخر أباطرة الرومان