كائنات

أسرع حشرة في العالم.. تقوم بأسرع رد فعل على الكوكب

محمد أحمد كيلاني 

إذا عشتَ فترة التسعينيات، فمن المألوف أن تتذكّر شخصية “سونيك القنفذ” (Sonic the Hedgehog)، الأزرق الودود من (Sega)، الذي قام بأسرع اللفات في لعبة فيديو مشوّقة، حسنًا، ظهر في العالم الحقيقي منافس مثير للاهتمام، وهو طائر الذيل الزنبركي الكروي (Dicyrtomina minuta) الذي أصبح البطل الجديد للشقلبات الخلفية على هذا الكوكب، ويعتبر أسرع حشرة في العالم من حيث الشقلبات ورد الفعل.

تعرّف على أسرع الحشرات وأكثرها رشاقة في العالم

إنه مخلوق صغير يبلغ طوله بضعة ملليمترات فقط، لا يطير، لا يعض، ولا يلدغ، لكنه يتمتع “بقوة خارقة” تمكنه من القفز لتجنب الحيوانات المفترسة، ونحن نتحدث عن “ذيل الربيع الكروي”، وهو كائن سداسي الأرجل صغير، يدور حتى يصل إلى أكثر من 60 ضعف ارتفاع جسمه بسرعة هائلة، وقد خُصّصت دراسة جديدة بقيادة جامعة ولاية كارولينا الشمالية (الولايات المتحدة) صفحاتها لهذه المهارة الفريدة.

هذا المخلوق الصغير يحمل لقب أسرع قافز على الكوكب، إذ يمكنه إتمام ما يصل إلى 368 دورة لجسمه في الثانية، متجاوزًا أي مخلوق آخر عندما يتعلق الأمر بالقفز.

العلم وراء هذه الشقلبات السريعة.. كيف تحقق هذه الحشرة خفة حركتها؟

قام أدريان سميث، أستاذ علم الأحياء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، بجمع عينات من فضلات الأوراق في حديقته لدراسة هذا الكائن الصغير، ويمكن العثور على هذه الحشرات في الحدائق بأنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهي غير مؤذية، وتصويرهم أثناء القفز كان تحديًا بحد ذاته، فسرعتهم الكبيرة تجعل رؤيتهم بالعين المجردة صعبة.

لحل هذا التحدي، استخدم الباحثون كاميرات قادرة على تسجيل 40 ألف إطار في الثانية، ما سمح لهم بتحليل كيفية إقلاعهم، السرعة التي وصلوا إليها، والمسافة التي قطعوها، وكيف هبطوا على السطح، وقد كشفت الصور عن حقائق مذهلة، فذيل الربيع الكروي لا يعتمد على أرجله للقفز كما قد يتوقع المرء، بل يعتمد على ملحق يُسمى “الفروة” الذي ينثني تحت بطنه، وعندما تقرر الحشرة القفز، تنثني هذه الفروة وتندفع نحو الأرض مثل زنبرك، فتطلقها بقوة في الهواء مع أداء بعض الشقلبات بسرعة عالية.

ماذا يمكن أن نتعلم من أسرع حشرة في العالم؟

ومن المثير للاهتمام أن القفزات والشقلبات لا تتم للخلف كما قد يُتوقع، بل للأمام، ويعلق الباحثون على ذلك قائلين: “عدم قدرتها على القفز للأمام يشير إلى أن القفز هو وسيلة للهروب من الخطر أكثر من كونه شكلاً من أشكال الحركة العامة”، وبينما لا تتمتع بالتحكم الكامل أثناء الهبوط، فإنها قادرة على الإمساك بالسطح عبر أنبوب لزج على شكل شوكة يتدلى من أجسامها لوقف زخمها.

ويضيف سميث: “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم وصف كامل لأداء القفز للطائرات ذات الذيل الزنبركي الكروي، وما يفعلونه يُعد أمرًا مدهشًا بالفعل”. هذه النتائج تقدم رؤية واضحة لديناميكيات الطيران والهبوط لهذه الحشرة الفريدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *