محمد أحمد كيلاني
وقد أطلق عليه اسم “لوراينوصور كيليني” (Lorrainosaurus keileni) وهو أقدم الأنواع المعروفة من البليوصورات، والمعروفة باسم مفترسات البحار الفائقة التي ظهرت في نهاية العصر الترياسي، وأصبحت ملوك البحار خلال العصر الجوراسي، وقد اكتشف فريق من علماء الحفريات ومن والأكاديمية البولندية للعلوم ومتحف التاريخ الطبيعي في لوكسمبورغ ومتحف التطور في جامعة أوبسالا أن البليوصورات تطورت في وقت أبكر مما كان يعتقد سابقًا، ويعتبر هذا الحيوان في موضوعنا اليوم هو اقدم حيوان مفترس في التاريخ.
أقدم حيوان مفترس
قال بنجامين كير، عالم الحفريات في متحف التطور بجامعة أوبسالا: “إن الأمثلة الشهيرة، مثل البليوصور والكرونوصور، وهما من أكبر البليوصورات في العالم، كانت هائلة للغاية، حيث تجاوزت أطوال الجسم 10 أمتار”.
“لقد كانت معادلات بيئية للحيتان القاتلة اليوم، وكانت تأكل مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك رأسيات الأرجل الشبيهة بالحبار، والأسماك الكبيرة والزواحف البحرية الأخرى، “وقد تم العثور على كل هذه كمحتويات معوية محفوظة.”
واحدة من الأولى من نوعها
ظهرت البليوصورات منذ أكثر من 200 مليون سنة، وبعد إعادة الهيكلة التاريخية للنظام البيئي البحري في أوائل ومنتصف العصر الجوراسي اي منذ حوالي 175 إلى 171 مليون سنة، وصلت إلى قمة الحيوانات المفترسة.
وعثر الباحثون على حفريات وحش البحر لأول مرة في عام 1983. ومع ذلك، أعادت دراسة أحدث نشرت في مجلة ساينتفيك ريبورتس تحليل بقايا الحيوان المفترس، وخلصت إلى أنه ينتمي إلى نوع غير معروف سابقًا، يمثل أكبر بليوصور ضخم مفترس قديمًا، وقد أدت الجهود المشتركة إلى تصنيف هذه البقايا ضمن جنس جديد من البليوصورات يسمى لوراينوصور (Lorrainosaurus).
وصل طول اللوراينوصور إلى 6 أمتار، ولكن وصل طول الفك إلى 1.3 متر، وكان مظهره يشبه الزواحف البحرية المدمجة والتي كانت تتحرك بسرعة عالية عبر الماء بفضل زعانفها، وتصدر هذا المفترس الضخم الذي لا مثيل له السلسلة الغذائية لمدة 80 مليون سنة.
ولا يؤدي هذا الاكتشاف إلى تحسين فهمنا لهذه الزواحف البحرية القديمة فحسب، بل يوفر أيضًا معلومات مهمة حول تطور البليزوصورات.
وكان لوراينوصور واحدًا من أوائل البليوصورات الضخمة، وأوضح سفين ساكس، الباحث في “متحف بيليفيلد للتاريخ الطبيعي” الذي قاد الدراسة: “قد أدى ذلك إلى ظهور سلالة من الزواحف البحرية المفترسة الضخمة التي هيمنت على المحيطات لنحو 80 مليون سنة”.
دراسة اكتشاف اقدم حيوان مفترس عبر التاريخ
قبل أن تعيد هذه الدراسة الأخيرة تقييم اكتشاف الحفريات، كانت بقايا لوراينوصور غير معروفة إلى حد كبير وغير موثقة، باستثناء بحث قصير نُشر في عام 1994.
وتشير التقديرات إلى أن هذا الحيوان الهائل كان يجوب المحيطات خلال أوائل العصر الجوراسي الأوسط، ومن الغريب أن هذه الفترة لا يُعرف عنها سوى القليل جدًا عن البليزوصورات.
ولقد كانت مجموعة فريدة من الزواحف التي تطورت لتعيش في الماء، ومن الناحية الفنية، لم تكن ديناصورات، وتتميز البليوصورات بأعناقها الطويلة جدًا، وأجسامها على شكل برميل، وأربعة زعانف، وكانت تتغذى على أسماك القرش والسلاحف البحرية وغيرها من البليزوصورات، وفقًا للبيان، لذلك كان من الممكن أن يستخدم المخلوق هذه الفكين الهائلتين لالتهام جميع أنواع الفرائس.
وأشار الباحثون إلى أنه “كان يأكل ما يريد، وكان أحد أكبر الحيوانات المفترسة البحرية في عصره.
وقد ماتت البليوصورات، مع عدد كبير من الحيوانات القديمة، في نهاية العصر الطباشيري، قبل حوالي 66 مليون سنة، وعادة ما يرتبط اختفاؤها (على الرغم من عدم وجود إجماع علمي) بحدث الانقراض الجماعي الذي شهد نهاية العصر الحجري القديم، وعصر الدهر الوسيط وكان مسؤولاً عن انقراض الديناصورات.
وخلص بنجامين كير من متحف التطور بجامعة أوبسالا إلى أن لورينوصور أو لوراينوصور يعد بالتالي إضافة أساسية لمعرفتنا بالزواحف البحرية القديمة من عصر الديناصورات التي لم يتم فهمها بالكامل بعد”.
أقرأ أيضاً.. الديناصورات ذات الريش.. التطور الطبيعي للطيور الحديثة
