محمد أحمد كيلاني
تم العثور على عينة من شعر بشري في كهف بجزيرة “كاريتكس” في البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر العينة هي أقدم دليل على أن النباتات المهلوسة كانت متواجدة في أوروبا منذ أكثر من ثلاثة الآلاف عام.
ومن المحتمل أن سكان أو زوار كهف “كاريتكس” (Es Càrritx) في مينوركا أو منورقة، كانوا “شامانًا”- معتقدات يتم خلالها استخدام السحر والشعوذة وكانت منتشرة في العالم القديم- يؤدون طقوسًا روحية وشفائية، ولهذا استخدموا نباتات تحتوي على مواد غيرت العقل وتسبب في هلوسات بصرية.
عينات لنباتات الهلوسة
وجَد علماء الآثار بجامعة بلد الوليد في إسبانيا علامات على نشاط بشري في كهف كاريتكس، وقد تضمن موقع التنقيب أكثر من 200 مقبرة، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 3600 عام.
وبالإضافة إلى المقابر، تم العثور أيضًا على أشياء أخرى في بئر صغير داخل غرفة داخلية للكهف، وكان من بين تلك الآثار ست حاويات خشبية تحتوي على خيوط من شعر بشري.
تحليل العينات
وعند تحليل المواد الكيميائية الموجودة، اكتشف الخبراء ثلاث مواد نباتية ذات تأثير نفسي موجودة، في عينات الشعر، هما، الأتروبين والسكوبولامين، اللتان تحفزان على والهلوسة وتغير الأحاسيس الجسدية والبصرية والعقلية.
وأيضًا، الايفيدرين، الذي يزيد الطاقة واليقظة، وكان كمُنشط، ويدعي الباحثون أن الشامان عرفوا كيف يستهلكون هذه النباتات بأمان.
الطقوس الروحية والنباتات المهلوسة
يقول الخبراء إن تزايد عدد سكان مينوركا هو ما أدى إلى إحداث تغييرات اجتماعية، وذلك قبل 3000 عام.
فقد كانت النباتات المهلوسة، جزءًا من طقوس الدفن هذه، وقد صبغت خصل شعر الجثث باللون الأحمر.
الشعوب الأخرى أيضًا استخدمت النباتات المهلوسة
تسمح لنا تحليلات الشعر للشعوب الأخرى من الماضي، بمعرفة أن النباتات المهلوسة كانت تستخدم في أنحاء مختلفة من العالم، فمثلاً أطفال شعب الإنكا المُعدون للتضحية كانوا يشربون المشروبات المهلوسة وأوراق الكوكا والكحول أيضًا، وذلك كجزء من الطقوس الروحانية الخاصة بهم.
وأيضًا، في دراسة أجريت عام 2005، تم العثور على أدلة كيميائية تفيد بوجود أوراق الكوكا في شعر اثنتين من المومياوات في تشيلي، ويبلغ عُمر هذه المومياوات حوالي 3000 عام.
أقرأ أيضاً.. العمليات الجراحية في عصور ما قبل التاريخ
