في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة، بات الإنسان يبحث عن بدائل طبيعية تعيد إليه التوازن وتمنحه طاقة خالية من الأضرار، وهنا يطل مشروب عشبة البردنين كأحد الكنوز العشبية القديمة التي استعادت شهرتها مؤخرًا بفضل خصائصها المتنوعة وتأثيرها الإيجابي على الجسم والعقل، فقد تحوّل هذا المشروب إلى رفيق دائم لعشّاق الطب البديل وكل من يبحث عن أسلوب حياة صحي متوازن.
أصل عشبة البردنين واستخدامها في الطب الشعبي
تُعد عشبة البردنين من النباتات العطرية التي تنمو في المناطق الدافئة وشبه الجافة، وقد استخدمها القدماء لعلاج اضطرابات المعدة وكمهدئ للأعصاب ولتخفيف آلام المفاصل، وتتميز برائحتها القوية ونكهتها اللطيفة التي تشبه مزيجًا بين الشيح والنعناع، الأمر الذي جعلها مفضلة لدى الشعوب العربية والآسيوية منذ قرون طويلة.
فوائد مشروب عشبة البردنين
انتشر مشروب عشبة البردنين في السنوات الأخيرة بين محبي المشروبات الطبيعية لما يُعرف عنه من قدرة على تحسين الهضم وتنشيط المناعة، فهو يساعد على تخفيف الانتفاخات، ويعمل على تهدئة المعدة وتنقية الجسم من السموم، كما يشير البعض إلى أنه يعزز الشعور بالراحة الذهنية ويقلل من التوتر والإجهاد العصبي، الأمر الذي يجعله مشروبًا مثاليًا بعد يوم طويل من العمل أو بعد وجبة دسمة.
يؤكد خبراء التغذية أن مشروب عشبة البردنين يحتوي على مركبات طبيعية مضادة للأكسدة تسهم في مقاومة الالتهابات وتحسين الدورة الدموية، كما أنه يُستخدم أحيانًا لدعم صحة الكبد وتوازن الجهاز الهضمي، ومع الانتظام المعتدل في تناوله قد يلاحظ الشخص تحسنًا في الطاقة العامة وصفاء البشرة وتنظيم النوم.
طريقة تحضير مشروب عشبة البردنين في المنزل
تحضير هذا المشروب لا يتطلب أي تعقيد، يكفي وضع ملعقة صغيرة من أوراق البردنين المجففة في كوب ماء مغلي، ثم تركها لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق حتى يتشرب الماء الفوائد والزيوت العطرية، بعدها يُصفّى المشروب ويُشرب دافئًا، ويمكن إضافة العسل أو شرائح الليمون لمن يفضلون نكهة منعشة ولطيفة.
ويُنصح بتناول كوب واحد يوميًا بعد الوجبات الرئيسية، مع تجنب الإفراط في الاستخدام خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية بانتظام، فكما هو الحال مع أي عشبة طبيعية، يجب الالتزام بالاعتدال ومراعاة استشارة الطبيب عند الحاجة.
تحذيرات ونصائح مهمة
رغم أن عشبة البردنين تعتبر آمنة في الاستخدام المعتدل، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه النباتات العطرية، كما يُفضل عدم تناولها من قبل الحوامل أو المرضعات إلا بعد استشارة الطبيب، وينبغي شراء العشبة من مصادر موثوقة لضمان نقائها وخلوها من أي مواد مضافة.
يعود الاهتمام بـ مشروب عشبة البردنين ليؤكد أن الطبيعة ما زالت تخبئ بين أعشابها أسرارًا لا تُقدر بثمن، فهو مشروب يجمع بين الفائدة والطعم اللذيذ ويمنح الجسم توازنًا طبيعيًا بعيدًا عن الكيماويات، ومع الاستخدام الصحيح والمنتظم يصبح خيارًا مثاليًا لكل من يسعى إلى تعزيز صحته والعودة إلى الجذور الطبيعية للحياة.
اقرأ أيضًا.. ما هي عشبة السمرا؟ تعرف على النبتة الصحراوية التي أبهرت خبراء الطب البديل
