
في حادثة بطولية غير مسبوقة داخل محطة وقود بالمملكة، أقدم المواطن السعودي ماهر فهد الدلبحي على مواجهة خطر النيران المتوهّجة أجسادًا على شاحنة مشتعلة، بذل بحكمة وبسالة خارقة جهده كله، وقاد الشاحنة بعيدًا عن خزانات الوقود، منعًا لانفجار كارثي قد دمّر الأرواح والممتلكات، وما حدث كان بالفعل موقفًا يُذكّرنا بنسبة الشجاعة التي وَرِثناها من تاريخنا العريق، ليستحق بكل جدارة وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى… رسالة تكريم وتقدير
ردّت القيادة الرشيدة بكل عظيم التقدير لهذا الإنجاز الإنساني. في يوم 21 أغسطس 2025، صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بناءً على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بمنح هذا المواطن الكريم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وأيضًا مكافأة مالية قدرها مليون ريال سعودي، نظرًا لموقفه البطولي الذي حال دون وقوع كارثة محتملة.
من الدرجات الملكية… إلى مرتبة المثابة
وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى هو واحد من أرفع الأوسمة الوطنية في المملكة، يُمنح لمن حقق إنجازًا استثنائيًا يُجسّد إحدى قيم الوطن الأساسية: الشجاعة، التفاني، والتضحية، وقد أُشير إلى أن هذا الوسام يُمنح لمن يُعيّن في المرتبة الممتازة أو ما يُعادلها، أو من يكون عضوًا في مجلس الشورى، ما يجعل حصول مواطن بسيط عليه حدثًا نادرًا يدلّ على عظيم المكانة التي أُعطيت لموقف الدلبحي قيم وطنية
تكريم ماهر الدلبحي بهذا الأسلوب ليس مجرد وسام ومكافأة، بل هو رسالة إنسانية عميقة تعلّمنا أن الدولة تقدّر من يُقدم على التضحية من أجل سلامة الآخرين. كما يعكس هذا التكريم مدى اهتمام القيادة السعودية بالمواطن العادي، الذي يحمل في قلبه وطنًا كبيرًا، وقيمة لا تُقدّر بثمن.
وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى… قصة تُروى وتُلهم
إن قصة البطل ماهر الدلبحي أصبحت اليوم جزءًا من ذاكرتنا الوطنية، تُضاف إلى قائمة طويلة من مواقف السعوديين الذين وقفوا، بتلقائية وشجاعة، لحماية وطنهم ومجتمعهم، وهذا التكريم الملكي لا يقلل من قيمة التصرف، بل يضيف له بعدًا إنسانيًا ووطنيًا خالدًا.
إن تكريم رجل بسيط بهذا القدر من السمو، يعلّمنا أن البطولة ليست بالرتب أو المناصب، بل بالقرارات النبيلة التي نتخذها حين يُطالنا الاختبار. فلتكن قصة ماهر فهد الدلبحي منارة تُضيء دروبنا، ونموذجًا لحب الوطن وقيمه.
اقرأ ايضًا.. سدايا الذكاء الاصطناعي.. مستقبل السعودية الذكي يبدأ من هنا