شخصيات

اختراعات وأفكار “نيكولا تيسلا”… ستندهش أنها له!

محمد أحمد كيلاني 

على الرغم من أنه لم ينجح في تحقيق الإنتشار الذي كان يأمله في حياته، فقد توفي نيكولا تيسلا في 7 يناير 1943، وحيداً وفي حالة صحية متدهورة داخل الغرفة رقم 3327 في فندق “نيويوركر”، إلا أننا نواصل اليوم استخدام العديد من اختراعاته، بالإضافة إلى التقنيات المشتقة من أفكاره أو إبداعاته، فقبل بضعة سنوات، سألنا أنفسنا عما إذا كان إتصال 5G، الذي أحدث ثورة في قطاع الإتصالات، والذي أصبح صبح حقيقة، أيضاً إمكانية الاستمتاع بالكهرباء بدون الكابلات، فهذه الأشياء، بالطبع، حلمنا بها ولكن نيكولا تيسلا، حلم بها قبل أن تأتي حتى إلى أذهاننا.

من هو نيكولا تيسلا ؟

ولد نيكولا تيسلا في 10 يوليو 1856، وهو من أصل صربي، وكان مهندساً كهربائياً وميكانيكياً، وبالإضافة إلى كونه فيزيائياً، فهو يُعد من أكثر المخترعين إنتاجاً على الإطلاق، حيث تمكن من تسجيل أكثر من 900 براءة اختراع، ناهيك عن العديد من الأعمال التي لم يسجلها من الأساس، والعديد من الأعمال الأخرى التي انتهى بها الأمر إلى اغتصاب من بعض مؤلفين آخرين.

من أم أمية، لكنها ذكية وذات قدرة كبيرة على الإختراع، وكاهن أرثوذكسي، أثبت نيكولا منذ صغره أنه قادر على إجراء حسابات معقدة للغاية في رأسه، والتي تتطلب في العادة جداول حسابية، وعلاوة على ذلك، كان جيداً جداً في تعلم لغات جديدة، وكانت لديه ذاكرة بصرية مثيرة، ففي واقع الأمر، كان مثل آلة، بسبب تلك الدقة التي كان يمتلكها.

أول الاختراعات

في عام 1875، التحق نيكولا بمدرسة البوليتكنيك في غراتس بالنمسا، وفي تلك الفترة بدأ في الحُلم بصنع آلة طيران، وبعد فترة وجيزة، عندما درس “الدينامو غرام”، الذي كان يعمل أحياناً كمولد للتيار الكهربائي، وفي أوقات أخرى كمحرك في إتجاه التيار، تخيل بالفعل المزايا التي يمكن الحصول عليها من التيار المتردد.

وفي عام 1896، طور نظاماً لتوليد الطاقة الكهرومائية، كان قادراً على تحويل طاقة شلالات نياجرا إلى كهرباء، معززاً معها الصناعات المختلفة في مدينة بوفالو، وتم تصنيع المولدات من قبل شركة “وستنجهاوس”، وتم تسجيل براءة اختراع لتيسلا في ذلك الأمر.

ما هي اختراعات تسلا الأخرى التي كانت مهمة جداً لدرجة أننا ما زلنا نستخدمها حتى اليوم؟

يوجد الكثير من الاختراعات الهامة جداً لنيكولا تيسلا، وبعضهاً منها تم إضافته إلى سجل مخترعين آخرين، وهي:

الراديو

على الرغم من أن الفضل في هذا الاختراع يعود إلى “غولييلمو ماركوني”، هل تعلم أن العديد من المؤرخين يعتبرون تيسلا هو المخترع الأصلي للراديو؟ لأن هناك بعض الأدلة على أن تسلا قدم نسخته من الراديو في عام 1893 إلى الجمعية الوطنية للضوء الكهربائي.

ومع ذلك، وفي عام 1904 قرر مكتب براءات الاختراع تغيير قراره لصالح الإيطالي، الذي ربما تمكن من الحصول على التمويل اللازم من يد توماس ألفا إديسون، وأندرو كارنيجي.

الأشعة السينية

يُعتقد أن الفيزيائي الألماني “فيلهلم كونراد رونتجن” هو رسمياً مَن اخترع الأشعة السينية، لكن مساهمات تيسلا كانت أساسية في هذا الشأن.

ففي الواقع، وقبل عقد من اختراعها، أجرى تسلا تحقيقات مختلفة في مجال الكهرومغناطيسية، وأظهر مدى أهمية النظر في استخدام الإشعاع المؤين.

التيار المتردد

في المعرض العالمي في شيكاغو، الذي أقيم عام 1893، قدم تسلا وإديسون طريقتين لإنتاج الكهرباء وتوزيعها.

لذلك، في حين أن التيار المباشر الذي اقترحه إديسون كان مكلفاً، بالإضافة إلى أن إنتاجه كان أيضاً خطيراً، فقد أثبتت طريقة تيسلا أن التيار المتردد كان أكثر أماناً.

المحرك الكهربائي

ومن المثير للاهتمام، أننا سنجد أنفسنا أمام أحد اختراعات تيسلا، والتي تم الترويج لها في السنوات الأخيرة بواسطة شركة تيسلا، العلامة التجارية الشهيرة للسيارات، وهو المحرك ذو المجالات المغناطيسية التي تدور لإنتاج الطاقة.

ومع ذلك، مع أزمة الثلاثينيات، وبعد الحرب العالمية الثانية، تم نسيان الاختراع، على الأقل لاستخدامه في المركبات، ولكن هذا الاختراع كان يُستخدم في آلات مختلفة، كما هو الحال بالنسبة لمضخات المياه، وساعات اليد، والضواغط، والمراوح الصناعية.

الاتصالات اللاسلكية

أظهر تسلا أن نقل الطاقة الكهربائية لاسلكياً كان ممكناً من خلال استخدام سلسلة من قنابل الفوسفور، وهي عملية تم تعميدها باسم الحث الكهروديناميكي.

وكان تيسلا، بالطبع، مقتنعاً بأن هذه التكنولوجيا ستوفر يوماً ما إمكانية السماح بنقل الطاقة.

مصابيح النيون

حتى أن نيكولا تيسلا له دور أساسي في اختراع مصابيح الفلورسنت والنيون، فقد قدم العديد من المساهمات لتقدم كليهما، وعلاوة على ذلك، فقد قدم تجارب لمرور الجسيمات الكهربائية عبر الغازات، وطور أربعة أنواع مختلفة من الإضاءة.

فعلى سبيل المثال، كان قادراً على تحويل الضوء الأسود إلى ضوء مرئي باستخدام مادة ذات صفات فسفورية صنعها بنفسه، وقد وجدت بالفعل استخداماً عملياً لمثل هذه التكنولوجيا عندما صُنعت أضواء وحروف نيون.

ومنذ ذلك الحين، اكتسبت الفكرة شعبية، واليوم، نواصل استخدام أضواء النيون والملصقات التي تضيء، في أكبر المدن الرئيسية في العالم.

فلا شك أن تيسلا هو المخترع الذي أفاد العالم بعلمه واجتهاداته التي لا مثيل لها في شتى المجالات.

أقرأ أيضاً..ونستون تشرشل.. الأسد القديم لبريطانيا.. حقائق عن دوره السياسي العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *