تُراث وفنون

أسرار لوحة الموناليزا.. إعجاز “دا فينشي”

محمد أحمد كيلاني

لوحة الموناليزا، المعروفة أيضًا باسم (La Gioconda باللغة الإيطالية، هي عمل من عصر النهضة، رسمه الفنان “متعدد الأوجه” ليوناردو دا فينشي (بالانجليزية – Leonardo Da Vinci)، ورُسمت اللوحة بين عامي 1503 و 1506، وهي اليوم من أهم رموز الثقافة الغربية، وهي موجودة حاليًا في متحف اللوفر في باريس، فلنتعرف على أسرار لوحة الموناليزا.

تحليل أسرار الموناليزا

الموناليزا هو عمل ينتمي إلى نوع الصورة التصويرية، وتم الترويج لهذا النوع في عصر النهضة ويمكن اعتباره ثورة حقيقية، لأنه يعبر صراحة عن الإهتمام بمركز الإنسان في تلك الفترة.

الوصف والخصائص في نقاط

من وجهة النظر التركيبية، فإن لوحة الموناليزا عبارة عن صورة نصف طول أو ثلاثة أرباع طول لمنظر طبيعي مقسم إلى غلافين، أحدهما أبرد (الأعلى) والآخر أكثر دفئًا بألوان ترابية (الجزء السفلي).

تشكل الأيدي المتصالبتان قاعدة الشكل الهرمي والضوء المطبق على الصدر والرقبة هو نفسه المطبق على اليدين.

ومركز اللوحة هو صدر المرأة ومحاذاة للعين اليسرى وأصابع اليد اليمنى، وهذا ما يبرز حضور الشخصية في التكوين.

أما عن الرأس فهي مغطاة بحجاب يرمز إلى العفة، وهو أمر شائع في ذلك الوقت، ويُعزى استخدام هذا النوع من الحجاب أيضًا إلى النساء الحوامل أو بعد الولادة، ولم يتم رسم مجوهرات أو علامات معينة على التباهي الاقتصادي أو القوة.

ويشير وضع الموناليزا إلى الهدوء، ومع نظرتها الجانبية والمباشرة نحو المشاهد، وهو أمر لم يُنسب عادةً إلى المرأة في ذلك الوقت.

الوجه ليس له حواجب، ليضفي تعبير غامض، وهذا يرجع إلى حقيقة أن النظرة والجسد واليدين موجهة إلى زوايا مختلفة بمهارة.

وعلى الحافة اليسرى من اللوحة، يمكن رؤية قاعدة عمود، مما يوحي بأن المرأة تجلس في معرض.

أسرار التقنية المُستخدمة في لوحة الموناليزا

اللوحة مصنوعة من الطلاء الزيتي على الخشب، وقد قام ليوناردو دافنشي بتطبيق تقنية الدقة في درجات لإختلاف( بالايطالية – sfumato) وعليها، يتكون هذا من تراكب عدة طبقات دقيقة من الطلاء لتنعيم أو تخفيف ملامح الشكل وتحقيق الإحساس بالطبيعة والحجم، مما يسمح لنا بإدراك أن الأشكال تتكامل مع بقية التكوين.

وبفضل هذه التقنية، تمكن ليوناردو من تحسين تصور الأبعاد الثلاثة، وأظهر كيفية ارتداد الضوء عن الأسطح المنحنية، وخاصة الجلد، مما يجعلها ناعمة وطبيعية.

معنى وأسرار لوحة الموناليزا

تعبير “الموناليزا” يعني “السيدة ليزا”، وهو تصغير لنموذج”لمادونا الإيطالية”، وقد كانت ليزا إسم النموذج الذي حدده جورجيو فاساري، الرسام والمهندس المعماري، وكاتب من عصر النهضة، نشر كتاب حياة أفضل المهندسين المعماريين والرسامين والنحاتين الإيطاليين.

هوية النموذج.. ولمن كانت الموناليزا

وهناك العديد من المناقشات حول هوية النموذج وفي الواقع، النظرية الأكثر قبولًا هي نظرية مؤرخ القرن السادس عشر “فاساري”، الذي يقول إن المرأة المُمثلة كامت “ليزا غيرارديني”، ولكن من كانت ليزا غيرارديني؟ كانت ليزا زوجة تاجر حرير يدعى فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وفي الواقع، يشير الاسم البديل (La Gioconda)، الذي يعني “سعيدة” باللغة الإسبانية، إلى ابتسامتها الشهيرة وإسم زوجها.

وتقترح أطروحة أخرى أن المرأة التي تم رسمها كانت “لسيدة فلورنسية معينة”، وذلك وفقًا لكلمات ليوناردو، وأن القطعة قد تم تكليفها من قبل جوليانو دي ميديسيس.

وفي هذه الحالة، يمكن أن تكون اللوحة لسيدة ذات شهرة اجتماعية، ومع ذلك، إذا كان الأمر كذلك، فلن يتم فهم الشك حول هوية لوحة الموناليزا.

سرقة الموناليزا

تم سرقة اللوحة من قِبل الإيطالي “فينتشنزو بيروجيا”، الموظف السابق في متحف اللوفر، في 21 أغسطس 1911، وفي الواقع، لم يتم ملاحظة السرقة إلا بعد 24 ساعة، مما يعني أن القطعة لم تحظ باهتمام أمني خاص في ذلك الوقت.

وكانت سرقة الموناليزا فاضحة حقًا، سواء لمفاجأة السرقة أو لمعالجة التحقيق، فالأمر الذي وضع اثنين من الشخصيات العامة العظيمة في ذلك الوقت تحت الشبهات، وهما، الشاب غيوم أبولينير، وبابلو بيكاسو، وتم احتجاز أبولينير لمدة أسبوع للتحقيق، وبعد عامين من التحقيق، وجدت السلطات مكان وجود بيروجيا، الذي حاول بيع لوحة الموناليزا لألفريدو جيري، مدير معرض أوفيزي، في فلورنسا آنذاك.

وسرقة الموناليزا جعلتها محط أنظار العالم، حتى أنها أثرت في تقييم النسخ الأخرى للصور التي رسمها ليوناردو.

وبعد سنوات قليلة من عودة القطعة، أعتبرها عامة الناس “كنزًا”، والأسرار عن لوحة الموناليزا لا تنتهي.

أقرأ أيضاً.. تمثال زيوس.. أعجوبة العالم القديم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *