محمد أحمد كيلاني
هل بدر في ذهنك يوماً سؤال، ما الذي جلب الماء من الأرض؟، إليك الجواب، فقد أقترب العلماء خطوة كبيرة نحو إكتشاف مصدر المياه بكمياتها الهائلة على كوكبنا، وذلك بعد دراسة فئة من النيازك التي جابت الفضاء منذ ولادة النظام الشمسي، أي قبل حوالي 4.5 مليار سنة.
ولم يتم نقل المحيطات والأنهار إلى كوكبنا داخل نيازك منصهرة كما كان مُتداول، وقام فريق من الباحثين في جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، بتحليل الصخور المنصهرة التي كانت تطفو في الفضاء منذ تشكيل النظام الشمسي، واستبعدوا تمامًا أن يكون هذا النوع من النيازك هو الذي جلب الماء من الأرض، فدعونا في مُستبشر نُخبركم لماذا.
مصدر المياه على الأرض لم ياتي من النيازك
وجد الباحثون أن هذه النيازك تحتوي على مكونات مائية منخفضة للغاية، وفي جوهرها، كانت نيازك جافة جدًا، ولا تحتوي على جزء طفيف من الرطوبة حتى، وهي من أكثر المواد -خارج كوكب الأرض- عقمًا للماء على الإطلاق.
ويمكن أن يكون للدراسة آثار مهمة في البحث عن الماء السائل وربما الحياة على الكواكب البعيدة، ويمكن أن تُساعد أيضًا في فهم الظروف الاستثنائية التي سمحت للأرض بأن تصبح غنية جدًا بالحياة.
لقد أردنا أن نفهم كيف تمكن كوكبنا من الحصول على الماء لأنه الإجابة ليست واضحة تمامًا”.
كيف أتت تلك النتائج؟
للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام الخبراء بتحليل سبعة نيازك منصهرة “آكوندريت”، والتي اصطدمت بالأرض بعد مليارات السنين من انفصالها من خمسة كواكب صغيرة “على الأقل”، وبعض تلك النيازك التي كانت “رطبة” هي نوع يسمى الكوندريت الكربوني، ويحتوي على كمية كافية من الماء، والذي يُشكل حوالي 20 بالمائة من وزنها.
لكن النيازك السبعة التي درسوها كانت تشكل جزءًا من القشرة أو عباءة الكواكب الصغيرة ولم تحمل قطرة ماء، وكانت هذه التجربة هي الأولى من نوعها لقياس المواد المتطايرة لهذه النيازك، وقد قام الفريق بحساب تركيزات السيليكون، والكالسيو،م والحديد، والمغنيسيوم، وعناصر أخرى، باستخدام ميكروبروب إلكتروني.
ثم استخدموا جهاز قياس “طيف كتلة أيوني ثانوي” لتحديد كمية الماء الموجودة في كل من النيازك، ولم يكن هناك ماء عمليًا، وكان الماء يتراوح بين 2 و 0.6 من المليون من كتلة تلك النيازك.
مصدر المياه على الأرض
وهذا يعني أن تسخين الكواكب الصغيرة وذوبانها يؤديان إلى فقدان شبه كامل للمياه، لذلك من الواضح أنه ليست كل الاجسام في النظام الشمسي الخارجي غنية بالمياه.
ومع كل هذه المعلومات، استنتج العلماء أن مياه الأرض ربما وصلت عبر النيازك غير الذائبة أو الغضروفية، الكوندريت، وهي قطع من الأشياء التي لم تسخن بما يكفي لتذوب وتفقد كل مياهها لأنها لم تكن كبيرة بما يكفي لاحتواء ما يكفي من الألومنيوم لإنتاج هذا القدر من الحرارة.
يعتبر الماء أحد مكونات ازدهار الحياة، لذلك عندما ننظر حولنا ونجد كل هذه الكواكب الخارجية، نبدأ في تحديد أي من هذه الأنظمة الكوكبية يمكن أن يكون مضيفًا محتملاً للحياة، والبحث عن حياة أخرى، خارج الأرض سيظل موضوع العلماء في المُستقبل.
أقرأ أيضاً.. “كوكب الزهرة” وتاريخ من الأنهار والمحيطات