
محمد أحمد كيلاني
تم حل لغز المكونات التي استخدمها المصريون لتحنيط الموتى من قِبل مجموعة من علماء الآثار في سقارة بمصر، وقد حدد هؤلاء الخبراء العديد من المكونات المستخدمة في واحدة من أهم الطقوس الجنائزية في مصر القديمة، وقد اكتشفوا أيضًا أن العديد من هذه المواد جاءت من أراض بعيدة!.
إكتشاف ورشة للتحنيط عند القدماء المصريين
اكتشف فريق دولي من علماء الآثار، في عام 2016، ورشة تحنيط تحت الأرض بالقرب من هرم أوناس، بجنوب القاهرة، ويضم هذا المجمع ما يقرب من 100 وعاء خزفي ينتمي إلى الأسرة السادسة والعشرين في مصر (664 إلى 525 قبل الميلاد)، وكان للعديد من هذه القطع نقوش لتحديد محتواها، لكن العديد من القطع الأخرى احتوت على مواد كانت لغزا، ولم يتم تفسيرها.
المرافق وُجدت في حالة ممتازة وكان ذلك انعكاسًا للرعاية التي عمل بها المحنطون.
كشف سر التحنيط
وفي دراسة نُشرت بمجلة الطبيعية (Nature، فقد استخدم الباحثون التحليل الكيميائي للراتنجات التي تغلف الأوعية لتحديد محتوياتها، فقد وجدوا داخل 31 وعاء مكونات من أماكن قريبة وبعيدة عن مصر.
وشملت هذه المنتجات الراتنج من شجرة إليمي (Canarium luzonicum)، وموطنها الأصلي “الفلبين”، وراتنج الفستق، وهو جنس من النباتات المزهرة في عائلة الكاجو التي تنمو في أجزاء من إفريقيا وأوراسيا، وشمع العسل.
وبحسب بيان الباحثين، لم تمثل أي من البقايا التي تم دراستها مادة واحدة، بل خليط من عدة مواد، واكتشف الفريق أن هذه المكونات كانت زيت الأرز، والعرعر، والسرو، والدهون الحيوانية، وذلك على الرغم من أن الخليط يمكن أن يختلف من مكان إلى آخر ومن وقت لآخر.
استخدامات اخرى
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم استخدام جميع المحتويات التي تم العثور عليها في عملية التحنيط، ويعتقد الخبراء أن العديد من تلك المواد كان الهدف منها هو المُساعدة في القضاء على الروائح الكريهة أو إعداد الجثث للتحنيط عن طريق تقليل رطوبة الجلد، وذلك وفقًا لمعلومات من ماكسيم راجيوت، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في علوم الآثار بجامعة “توبنغن”.
وتم استنتاج ذلك بعد أن فك الفريق رموز التعليمات المكتوبة على بعض الأوعية، مثل “ضعيها على رأسها”، و “ضمادة توضع معه” و “اجعل رائحته لطيفة”.
المصريون القدماء امتلكوا قدرات طبية كبيرة
قال فيليب ستوكهامر، الأستاذ في قسم علم الآثار في جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ: “المعرفة الكيميائية التي يمتلكها المحنطون من المصريين القدماء رائعة، لأنهم كانوا يعلمون أن الجلد العاري سيتعرض للهجوم على الفور بواسطة الميكروبات.
لقد عرف القدماء المصريين المواد المضادة للفطريات وتمكنوا من استخدامها للمساعدة في وقف انتشار البكتيريا على الجلد.
ويُشير الباحثون إلى أنه بفضل النقوش على الأواني، سيكون من الممكن في المستقبل فك رموز مفردات الكيمياء المصرية القديمة بأكملها، والتي ظلت حتى الآن لغزًا.
أقرأ أيضاً.. نفق خوفو السري.. إلى أين تقودنا أسرار الأهرامات المصرية